مسجد قباء.. أول مسجد بُني في الإسلام والصلاة فيه بأجر عمرة

شيرين صبحي

بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء.. تعرف على أول مسجد بني في الإسلام.


عندما وصل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، إلى المدينة المنورة، مهاجرًا من مكة، حطّت راحلته في قباء، فاختاره موقعًا لبناء أول مسجد في الإسلام.

وضع رسول الله أول حجر في قبلته، ثم جاء أبو بكر الصدّيق ووضع حجرًا آخر، ثم فعل عمر بن الخطّاب ما فعل أبو بكر، فشرع الناس بعدهم في البناء والفرحة تغمرهم حتى أكملوا المسجد. وذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي، في كتابه معجم البلدان أن قباء أصله اسم بئر وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف.

زيارة النبي كل سبت

 

 

على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبويّ الشريف، يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، وميز رسول الله مسجد قباء عن غيره من المساجد، فكان يزوره في كل يوم سبت ويصلي فيه، وبقيت هذه العادة عند أهل المدينة حتى يومنا هذا.

ويقع المسجد على طريق الهجرة الرابط بين مكة والمدينة، ونظرًا لموقعه المميز والمرتفع قليلًا، يمكن ملاحظته من أماكن عدة بالمدينة. وهو يبعد مسافة 3.5 كيلو متر عن المسجد النبوي الشريف، ويبعد عنه بمقدار نصف ساعة بالمشي المعتدل. وسمى المسجد “قباء” لأن النبي محمد في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجدًا، فسمي مسجد قباء.

الصلاة فيه بأجر عمره

184110

مسجد قباء

 

يتألف سطح مسجد قباء من مجموعة من القباب المتصلة، منها 6 قباب كبيرة، قطر كل منها 12 مترًا و56 قبة صغيرة، قطر كل منها 6 أمتار، وبين مساجد المدينة، يُعد مسجد قباء الأكبر بعد الحرم النبوي. ويُعد مقصدًا لزوار وسكان المدينة، نظرًا لفضل الصلاة فيه. وملحق بالمسجد سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة، وتبلغ مساحة أرض المسجد 13 ألفًا و500 متر مربع، ومساحة مباني المسجد 5 آلاف و860 مترًا، وبه أربع منارات.

وكان النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، يحض على زيارة المسجد، وجاء في حديثه: “من تطهّر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة”. وخلال شهر رمضان يتمتع مسجد قباء بأجواء خاصة مفعمة بالروحانية والسكينة والإيمان، وتوزع وجبات الإفطار على الصائمين وماء زمزم، ويؤدي فيه المصلون صلاتي التراويح والتهجد وسط إجراءات احترازية وتنظيم عال.

أكبر توسعة في تاريخ المسجد

أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، عن إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المحيطة به، على أن يحمل المشروع اسم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.

ويهدف المشروع إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف متر مُربع، بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍّ، وهو أكبر توسعة في تاريخ المسجد منذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة، ما يجعل توسعة المساجد في المملكة العربية السعودية مسلكًا مطردًا.

رؤية المملكة 2030

ولي العهد السعودي

ولي العهد السعودي

 

هذا المشروع يأتي تحقيقًا لأهداف ومستهدفات رؤية المملكة 2030، ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، وفقًا لولي العهد السعودي، فسوف يعمل على رفع مساحة المسجد من 5 آلاف و35 مترًا مُربعًا إلى 50 ألف متر مُربع، ويرفع المشروع كفاءة هذا المعلم التاريخي الإسلامي بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية. ويشتمل المشروع على تطوير وإحياء المواقع التاريخية.

ويرتكز المشروع على ربط مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من الجهات الأربع، متصلة وظيفيًّا وبصريًّا بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًّا لمبنى المسجد الحالي مع توفير الخدمات اللازمة، وسوف يجري رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًّا بمنظومة من الخدمات، لسهولة الوصول إلى المسجد وإيجاد حلول جذرية للزحام، إضافة إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية، ضمن نطاق المسجد وساحاته.

ربما يعجبك أيضا