نساء تمردن على سلطة طالبان داخل وخارج أفغانستان 

رنا الجميعي

عبرت نساء أفغانستان عن آرائهن بالطرق كافة، من بينهن مخرجة أفلام وأخرى فنانة جرافيتي، والبعض الآخر ناشطات في حقوق المرأة


تمردت النساء الأفغانيات على سلطة طالبان بعد عودتهم للحكم، ولم تختلف مقاومتهن، سواء كانت في الداخل أو خارج أفغانستان.

ويمر عام على عودة حركة طالبان إلى الحكم مجددًا، ففي الخامس عشر من أغسطس الماضي سيطرت الحركة المتشددة على البلاد، وضيقت الخناق حول النساء بالتحديد، غير أن المرأة الأفغانية التي حققت مكاسب خلال سنوات سابقة لم تستسلم، وكان آخر الحركات المقاومة مظاهرة نسائية في كابول، في ذكرى وصول الحركة إلى الحكم، يطالبن بالحق في العمل والتعليم.

مخرجة أفغانية تتحدى طالبان بالخارج

قبل اقتحام طالبان للعاصمة كابول، اضطرت المخرجة الأفغانية صحراء كريمي إلى الهروب خارج البلاد، لأنها تعلم أن الحركة تحتقر الفن، ولكي تتمكن من التعبير عن نفسها وحقوق المرأة الأفغانية كان عليها الهرب، وتعد كريمي اسمًا بارزًا بين النساء الأفغانيات، إذ كانت أول امرأة ترأس منظمة الفيلم الرسمية في بلادها.

كريمي لديها تاريخ قاس مع حركة طالبان، فالمخرجة -المولودة في طهران عام 1985- قتلت الحركة أفراد من عائلتها في السابق، وتعيش صاحبة أفلام “حافا” و”مريم” و”عائشة” الآن كلاجئة في أوكرانيا، فيما تعمل حاليًّا على إخراج فيلم يوثق رحلتها وهروبها من أفغانستان.

المخرجة الأفغانية صحراء كريمي

المخرجة الأفغانية صحراء كريمي

 

تقاوم كريمي على طريقتها، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية التحدث عن معاناة الشعب الأفغاني في عديد من المناسبات الرسمية، من بينها قمة كييف التي جاءت بمبادرة من أولينا زيلينسكا، زوجة رئيس أوكرانيا، حينها صعدت كريمي على المنصة، ووجهت حديثها -بعد نحو أسبوع من عودة طالبان- نحو زوجات رؤساء العالم الحاضرات: “من فضلكن لا تصمتن، وأن تخبرن أزواجكم ألا يعترفوا بهم، إذا اعترفوا سياسيًا بطالبان، فسيدمرون حياتنا وحياة النساء”.

المظاهرات النسائية لم تنتهِ من أفغانستان

قاومت النساء أيضًا من داخل أفغانستان بأكثر من طريقة، الاتجاه الأول التقليدي هو تنظيم المظاهرات، ومنذ عودة طالبان حتى الآن، لم تتوقف المظاهرات النسائية للمطالبة بحقوقهن في العمل والتعليم، من بين النساء التي تزعمت مظاهرات، ليلى باسيم، التي احتجت على إغلاق طالبان لمدارس الفتيات الثانوية.

أحد الرجال ينظر إلى مظاهرة نسائية في أفغانستان

أحد الرجال ينظر إلى مظاهرة نسائية في أفغانستان

 

وتسلك باسيم كل أساليب المقاومة، وعلى رأسها المظاهرات، لكنها تحاول شخصيًّا تحدي طالبان أيضًا، عبر عدم ارتداء النقاب التي أقرت تعميمه طالبان على النساء الأفغانيات، في مايو الماضي، ونقلت “بي بي سي عربية” عنها مجادلتها لمفتشي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقالت لأحد المفتشين: “توجد نساء بدون حجاب”، ورد عليها المفتش قائلًا: “ليس باستطاعة النساء فعل ما يحلو لهن الآن”.

لم تهرب محبوبة سراج البالغة من العمر 73 عامًا خارج البلاد حين سيطرت طالبان، شعرت أن وجودها سوف يمنح الأفغانيات القوة والأمل، وتعد سراج إحدى الناشطات الأفغانيات الرائدات في مجال حقوق المرأة، وقد اضطرت سراج مغادرة بلادها مرة واحدة في السابق عام 1978، غير أنها لم ترغب في العيش كلاجئة مرة أخرى، بل رغبت في تحدي طالبان، والبقاء كشاهدة على ما يحدث.

الناشطة الأفغانية محبوبة سراج

الناشطة الأفغانية محبوبة سراج

يمكن المقاومة بالفن أيضًا

شمسية حساني لم تغادر أفغانستان أيضًا، فقد ارتأت أول فنانة جرافيتي أفغانية، البالغة من العمر 34 عامًا، أن رسم الجداريات هي طريقتها لمقاومة سلطة طالبان، وقد كانت حساني معبرة عن أصوات النساء لسنوات طويلة، رغم خطورة العمل في المساحات العامة.

فنانة الجرافيتي شمسية حساني

فنانة الجرافيتي شمسية حساني

 

ونجحت حساني في تحدي سلطة طالبان بعد عودتهم، حيث رسمت صورة بتاريخ 17 أغسطس 2021، أي بعد عودة طالبان بيومين فقط، وكانت رسمة الجرافيتي بعنوان “الموت للظلام”، في تأكيد منها على مواصلة العمل والتعبير عن المرأة الأفغانية، وتواجه الفنانات تحديدًا خطر مضاعف داخل أفغانستان، بوصفهن نساء ومبدعات.

إحدى جداريات الفنانة شمسية حساني

إحدى جداريات الفنانة شمسية حساني

ربما يعجبك أيضا