المواجهة بين الناتو وروسيا.. الأسباب والمخاطر

الناتو في منطقة البلطيق.. هل تقاوم روسيا؟

يوسف بنده
الناتو يفتح أبوابه نحو سويسرا

انزلاق روسيا وأوروبا إلى الحرب النووية وخطورة الأمر على الأمن والاستقرار العالمي، يجعل مسألة المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب ورقة ضغط بينهما يتم استغلالها من حين لآخر.


تنتشر القوات البرية من “الناتو”، في دول البلطيق بالإضافة إلى مئات الدبابات والمركبات القتالية الأخرى، ويمكن القول جغرافيًا، أن حلف شمال الأطلسي يسيطر على بحر البلطيق بشكل كبير.

وبحسب تقرير للمركز الأوروبي لمكافحة الاستخبارات، فإن هذه التطورات في بحر البلطيق تحمل العديد من الإيجابيات من وجهة نظر حلف شمال الأطلسي، فقد أصبحت تحركاته أسهل وأسرع فوق أراضي الحلفاء المتجاورة.

ذكرى تأسيس الناتو

ذكرى تأسيس الناتو

حجر الزاوية

تعد منطقة البلطيق حجر الزاوية في مساهمة الدول الأعضاء داخل الناتو في الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف، حيث بدأت دول حلف شمال الأطلسي في تنفيذ نموذج دفاعات جوية استجابة لدعوات من دول البلطيق.

لا تبدو مناورات الناتو مجرد تدريبات روتينية، حيث تعد المناورات الواسعة النطاق التي يجريها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمشاركة العضوين الجديدين السويد وفنلندا على الحدود مع روسيا، بالأكثر خطورة منذ انتهاء الحرب الباردة.

من المرجح أن تقاوم روسيا الحلف في منطقة البلطيق، كما يمكنها أن تزيد بشكل كبير من خطر التصعيد، لأنها تستخدم قواعد الحرب الهجينة لاختبار دفاعات الناتو. ومن المتوقع المزيد من الهجمات المتكررة على البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي.

خريطة الناتو

خريطة الناتو

تصعيد نووي

تزداد مخاطر التصعيد بين روسيا ودول الناتو، خاصة مع احتمال استخدام الأسلحة النووية، وقد تؤدي الأزمة إلى انقسام داخل دول الناتو حول كيفية التعامل مع روسيا، ويثير استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية مخاوف من احتمال رد روسي عنيف، وجذب دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.

ويظل احتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين روسيا والناتو منخفضًا، لكنه لا يمكن استبعاده تمامًا. قد يحدث ذلك إذا شعرت روسيا أن أمنها القومي مهدد بشكل مباشر، أو إذا تصاعدت الاشتباكات العسكرية المحدودة بشكل كبير، ومن المتوقع أن أن تظل العلاقات بين روسيا ودول الغرب متوترة لسنوات قادمة، قد تُؤدي هذه الأزمة إلى تغيير النظام الأمني الدولي بشكل كبير.

لكن من المستبعد أن تلجأ روسيا والناتو إلى الردع النووي في الوقت الراهن، طبيعة الخسائر الاقتصادية والبشرية التي لحقت بالأولى جراء الحرب، لن يسمح لها باتخاذ هذا الخطوة، وطبيعة الأزمات التي يشهدها حلف الأطلسي لن تجعله يتجه نحو هذا السيناريو.

إضافة إلى إدراك الجانبين خطورة انزلاق أوروبا إلى الحرب النووية وتبعات الأمر ليس على القارة العجوز فقط، بل على الأمن والاستقرار العالمي، ما يجعل مسألة المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب ورقة ضغط بينهما يتم استغلالها من حين لآخر، للحصول على مكتسبات أو تحقيق مكسب معين، في ضوء طول أمد الحرب الأوكرانية وابتعادها عن مسار المفاوضات خلال العام الحالي.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا