كيف تتعامل إسرائيل مع التطورات الحالية للملف النووي الايراني؟

نداء كسبر

لا يزال البرنامج النووي الإيراني محور الصراع الحالي في الشرق الأوسط، ويخفي الجدل الدائر حوله كثيرًا من الأهداف والاستراتيجيات المتصارعة في المنطقة.


يمثل البرنامج النووي الإيراني محور الصراع الحالي في الشرق الأوسط، ويخفي الجدل الدائر حوله كثيرًا من الأهداف والاستراتيجيات المتصارعة في المنطقة.

البرنامج النووي الإيراني يمثل أهمية قصوى لإسرائيل، منذ الكشف عن الجوانب السرية له عام 2002، وادعاء إسرائيل بأنه يمثّل خطرًا على وجودها، مهددةًَ باستعمال القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، تعميق عزلتها الدولية، فما هو الموقف الإسرائيلي من التطورات الحالية للملف النووي الإيراني؟.

إسرائيل وتحريض الإدارة الأمريكية

منذ بدء العمل بالاتفاق النووي الإيراني عام 2015، خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، لم يتغير الموقف الإسرائيلي المتمثل في معارضتها له سواء أمام الكونجرس الأمريكي، أو من خلال الحملات الإعلامية الدولية التي عملت على نشر أدلة امتلاك إيران لمنشآت نووية سرية وعدم التزامها ببنود الاتفاق.

استمرت إسرائيل في مساعي تحريض الإدارة الأمريكية على نقض الاتفاق، حتى أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق في 2018، مُستندًا  على الادعاءات الإسرائيلية بأن السلاح النووي الإيراني سيؤدي لسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، بما يهدد أمن المنطقة ويزيد من عدم استقرارها.

مخاوف اسرائيلية

فوز الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في الانتخابات الامريكية أضاف مُتغيرًا جديدًا بشأن مصير الملف النووي الإيراني، فمن ناحية جدد الطموح الإيراني بتحقيق انفراجه اقتصادية، خاصةً بعد إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة عن عزمها لإعادة الدبلوماسية إلى العلاقات “الأمريكية/ الإيرانية” وفتح المجال أمام اتفاق نووي جديد، ومن ناحية أخرى آثار مخاوف الجانب الإسرائيلي من احتمال إنهاء سياسة الضغوط القصوى التي فرضها ترامب على إيران، ما يمنحها فرصة لاستعادة قوتها ونفوذها الإقليمي وتهديد الوجود الإسرائيلي في المنطقة.

يندرج ضمن المخاوف الاسرائيلية أيضًا تصاعد قدرات إيران العسكرية والاستراتيجية، فالجيش الإسرائيلي يواجه العديد من التحديات، على سبيل المثال “الأمن السيبراني/ الحــرب الإلكترونيــة، والدفاعــات الجويــة، والطائــرات المسيرة والصواريخ المضادة للســفن، في إطار ما يسمى بالمعوقات الاستراتيجية“.

هجمات اسرائيلية مستهدفة

جهاز الموساد الإسرائيلي شن هجومًا إلكترونيًا على موقع إيران النووي محطة نطنز النووية أبريل 2021، التي تمثل محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، يتمثل هدف الهجوم الاسرائيلي في إفشال المحادثات الجارية في فيينا التي تسعى فيها إيران لإقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على طهران.

تصاعدت العمليات الاستباقية ضد إيران كجزء من فعالية المواجهة الإسرائيلية التي أثبتت عمليًا أنها تمتلك قدرات استخباراتية داخل إيران، كان آخرها عملية تصفية “فخري زادة” يوم 27 نوفمبر2020، لكن هذه العمليات لم تردع إيران عن موقفها وسياساتها.

الرؤية الاسرائيلية الحالية

وصول بايدن إلى الرئاسة أعاد الملف الإيراني ليتصدر الأجندة الإسرائيلية في أواخر عام 2020، نظرًا لأن حدوث أي تغييرات في سياسة واشنطن تجاه طهران ومشروعها النووي ستؤثر على حسابات الأمن القومي الإسرائيلي، وتحديدًا، السعي لإيقاف أو عرقلة تطوير سلاح نووي.

وتسعى اسرائيل في الوقت الراهن لبلورة إجماع سياسي وأمني يشير إلى عدم حدوث أي تغيير في الرؤية النووية لإيران التي لا تزال تسعى للوصول إلى مكانة دولة نووية، ولن تتخلى عن برنامجها النووي العسكري، خاصةً بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي أدت إلى تراجع كبير في الإنتاج القومي الإيراني منذ عــام 2019.

في حال عدم اللجوء للخيار العسكري، تضغط إسرائيل على استمرار العقوبات الاقتصادية وعدم التوصل لاتفاق نووي جديد يؤدي إلى حالة انفراج للاقتصاد الإيراني، حتى تًطوق طهران اقتصاديًا.

ربما يعجبك أيضا