الناتو في 75 عامًا.. هكذا أشعلت قرارات قديمة أزمات جديدة

محمد النحاس

مع انهيار الاتحاد السوفيتي، تبنى "الناتو" في طوره الثاني استراتيجية توسعية شملت أوروبا الشرقية؛ هذه الاستراتيجية تجاهلت تحذيرات الخبراء بشأن استفزاز روسيا، ما أدى إلى توترات جديدة انتهت بصراع أوكرانيا الحالي


منذ تأسيسه، اعتبر حلف شمال الأطلسي  (الناتو ) نفسه “التحالف الأكثر نجاحًا في التاريخ”، هذا النجاح لم يكن نتيجة الانتصارات في الحروب، بل لقدرته على منع نشوبها واستمراره لفترة أطول من معظم التحالفات.

خلال الحرب الباردة، تجنب الناتو خوض حروب مباشرة ليس فقط عبر ردع الاتحاد السوفيتي، بل أيضًا بتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى صراع مباشر. حقق الناتو الأول (1949-1989) انتصارًا سلميًا بانهيار الكتلة السوفيتية، والذي كان نتيجة لفشل الشيوعية.

ثلاثة أطوار للناتو

الثلاثاء 9 يوليو 2024، تبدأ أعمال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، في قمة تاريخية للاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيس الحلف، في لحظة حرجة في تاريخ الحلف، ويمكن القول إجمالاً أن الناتو قد مر بثلاثة أطوار فما هي؟ وكيف وصلنا إلى اللحظة الراهنة؟

“الناتو الأول” كان هدفه منع التوسع العسكري السوفيتي في أوروبا وتوفير درع عسكري لدول أوروبا الغربية لتطوير نظم اقتصادية وسياسية ناجحة.

مع انهيار الاتحاد السوفيتي، تبنى “الناتو الثاني” استراتيجية توسعية شملت أوروبا الشرقية؛ هذه الاستراتيجية تجاهلت تحذيرات الخبراء بشأن استفزاز روسيا، ما أدى إلى توترات جديدة انتهت بصراع أوكرانيا الحالي، حسب مقال نشرته مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، الاثنين 8 يوليو 2024.

ماذا بعد؟

أما “الناتو الثالث” الآن يجد نفسه الآن في مواجهة مع روسيا في أوروبا، وهو موقف كان الناتو والولايات المتحدة يتجنبانه خلال الحرب الباردة الأولى، أدى هذا الصراع إلى اعتماد أوروبا المتزايد على الولايات المتحدة، وترك تهديدات أخرى مثل تغير المناخ خارج أجندة الناتو الحقيقية.

كانت هناك تحذيرات من أن توسيع الناتو سيؤدي إلى تفاقم الخلافات مع روسيا، ومع ذلك، جرى تجاهل هذه التحذيرات ومن ثمّ جلب توسع الناتو معه دولاً تحمل خوفًا وكراهية عميقة لروسيا، مما أدى إلى زيادة التوترات.

ورغم جهود إنشاء مجلس يضم الناتو-روسيا، إلا أن هذه المؤسسة كانت بلا تأثير حقيقي حيث جرى تجاهل اعتراضات روسيا باستمرار، وفق مقال المجلة الأمريكية.

قرارات غير محسوبة

في الوقت نفسه، انشغل الناتو ببحثه عن دور جديد بعد الحرب الباردة، ما أدى إلى اتخاذ قرارات استراتيجية غير محسوبة، على سبيل المثال، وعد عضوية الناتو لأوكرانيا وجورجيا في عام 2008 كان خطوة كارثية قادت إلى تصاعد النزاعات مع روسيا.

لازال الناتو اليوم يواجه تحديات جديدة ومعقدة، تبقى مسألة الصراع مع روسيا وكيفية التعامل معها أحد أكبر التحديات التي قد تحدد مستقبل هذا التحالف.

كما أن التركيز على قضايا أخرى مثل تغير المناخ أصبح ضروريًا لضمان استمرارية وفعالية الناتو في المستقبل، حسب ما يشير المقال ختامًا.

ربما يعجبك أيضا