الناخبون المهاجرون يتطلعون لترك بصمة على نتائج الانتخابات البريطانية

شيرين صبحي
رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك

يدلي ناخبون مهاجرون للمرة الأولى في انتخابات بريطانية، وذلك في الاقتراع المقرر إجراؤه غدًا الخميس 4 يوليو 2024، على أمل أن تكون لهم بصمة تحدث تغييرًا في بلد اختاروه وطنًا لهم.

ويحق للاجئين والمهاجرين من دول الكومنولث، وجميعها تقريبًا كانت أقاليم سابقة ضمن الإمبراطورية البريطانية مثل نيجيريا والهند وماليزيا، التصويت في الانتخابات البريطانية، ومن المتوقع أن يحقق حزب العمال المعارض فوزًا ساحقًا ليحل محل حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي يحكم البلاد منذ 14 عامًا.

قضية الهجرة

قال براتيش بانجاك (27 عامًا)، الذي جاء إلى بريطانيا في فبراير من العام الماضي، إنه متحمس للإدلاء بصوته بعدما لم يتسن له التصويت في الانتخابات ببلده الهند، وفقًا لوكالة رويترز.

وقالت تيه وين سون، وهي طالبة ماليزية تبلغ من العمر 33 عامًا، إنها لا ترى فرقًا كبيرًا بين الحزبين الرئيسيين لكنها ستكون حريصة على التصويت لحزب أكثر تقبلًا للمهاجرين.

وتمثل الهجرة قضية أساسية في المعركة الانتخابية في بريطانيا. ويتعهد سوناك بخفض مستويات الهجرة إذا فاز المحافظون وسط قلق العديد من الناخبين البريطانيين من أنها مرتفعة للغاية، وتضع ضغوطًا مفرطة على الخدمات الحكومية للصحة والإسكان والتعليم، وشدد سوناك قواعد منح التأشيرات وتصدر العناوين في وسائل الإعلام الدولية على خلفية سياسته لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.

زعماء الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البريطانية

زعماء الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البريطانية

حرب غزة في قلب الحملة

تأمل المرشحة المناصرة للفلسطينيين شاناز صديق في كسب أصوات المسلمين في الانتخابات خلال الاستفادة من السخط من مواقف الحزبين السياسيين الرئيسيين إزاء الحرب في غزة.

ويقول حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض إنهما يريدان وقف القتال في غزة، غير أنهما يدعمان أيضًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مما يثير غضب البعض من بين 3.9 مليون مسلم يشكلون 6.5% من سكان بريطانيا.

مرشحون يؤيدون الفلسطينيين

قد لا يتمكن سوى عدد قليل من المرشحين المؤيدين للفلسطينيين الذين يخوضون الانتخابات كمستقلين أو عن أحزاب غير التيار الرئيسي من الوصول إلى البرلمان، إلا أن حملة يطلق عليها اسم “الصوت المسلم” تتطلع إلى الفوز بما يكفي من الأصوات لإرسال رسالة قوية إلى أولئك الذين ينجحون في الفوز بمقاعد.

وقالت شاناز التي تسعى للحصول على مقعد بالبرلمان عن أولدام إيست وسادلوورث شمالي مانشستر لوكالة “رويترز”، إن الوضع في “غزة.. لا يتعلق بحالة سياسية.. إنها حالة تتعلق بحقوق الإنسان”.

وأضافت: “لن نبرر لكوننا طرفًا (يساند) غزة”، وتدعو حملة (الصوت المسلم) الناخبين إلى اختيار مرشحين مؤيدين للفلسطينيين يخوضون الانتخابات مستقلين أو من أحزاب أصغر مثل حزب (عمال بريطانيا)، المنتمي لتيار اليسار والذي قدم 152 مرشحًا من بينهم شاناز.

الانتخابات البريطانية

الانتخابات البريطانية

لمن سيصوت المهاجرون المسلمون؟

فاز زعيم الحزب جورج جالواي في انتخابات فرعية أجريت في مارس لشغل مقعد برلماني شاغر في روتشديل، وهي بلدة مجاورة لأولدام وتضم هي الأخرى عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، بعد أن سحب حزب العمال دعمه لمرشحه بسبب تسجيل يتبنى نظريات مؤامرة تتعلق بإسرائيل.

ويزيد عدد المرشحين المستقلين المتنافسين في الانتخابات العامة البريطانية بنحو 230 عن عددهم في انتخابات 2019، وتقول صوفي ستوارز من مركز أبحاث (يو.كيه إن أتشينجنج يوروب) إنه في المناطق التي يزداد فيها عدد الناخبين المسلمين بصورة ملحوظة، يتنافس كثير من هؤلاء المستقلين على خلفية برنامج مؤيد للفلسطينيين.

غضب الناخبين المسلمين

من المرجح أن يتأثر حزب العمال الذي يتزعمه كير ستارمر بغضب الناخبين المسلمين لكن لا يزال من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، ويعتمد الحزب منذ فترة طويلة على دعم المسلمين والأقليات الأخرى.

ويواجه حزب العمال انتقادات واحتمال خسارة أصوات ناخبين بسبب تبنيه لنهج تدريجي فقط نحو الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، ويلتزم الحزب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه لا يحدد جدولًا زمنيًا للقيام بذلك.

ربما يعجبك أيضا