النساء والسياسة في أمريكا.. عقبات الوصول إلى الرئاسة

هيلاري كلينتون وغيرها.. محاولات النساء الفاشلة للوصول إلى البيت الأبيض

أحمد الحفيظ

رغم التقدم الذي أحرزته النساء في مختلف المجالات بالولايات المتحدة، إلا إن الوصول إلى منصب رئيس الولايات المتحدة ظل بعيد المنال.

ومع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم ترشحه لولاية ثانية، برزت أسماء نساء في الحزب الديمقراطي كمرشحين لرئاسة أمريكا، على رأسهم نائبة الرئيس كامالا هاريس وميشال أوباما.

التاريخ الاجتماعي والثقافي

يرتبط عدم وصول امرأة إلى رئاسة الولايات المتحدة بتاريخ طويل من الأدوار الاجتماعية والتقليدية.

وعلى مدار التاريخ كانت الأدوار القيادية والسياسية تاريخيًا محصورة في الرجال، بينما كانت النساء غالبًا محصورات في الأدوار المنزلية والمساعدة، بحسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية اليوم الاثنين 22 يوليو 2024.

رغم التقدم الكبير في حقوق المرأة وتمكينها من دخول مجالات عدة، إلا أن هذه الأدوار التقليدية لا تزال تؤثر على تصورات المجتمع تجاه قدرة النساء على القيادة السياسية على أعلى مستوى.

العوائق السياسية والمؤسسية

النظام السياسي في الولايات المتحدة معقد ويتطلب دعمًا قويًا من الأحزاب السياسية للوصول إلى منصب الرئيس، وتاريخيًا، كان من الصعب على النساء بناء نفس الشبكات القوية والداعمة التي يمكن أن يحصل عليها الرجال.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الحملات الانتخابية إلى موارد مالية هائلة، وغالبًا ما تواجه النساء تحديات أكبر في جمع التبرعات والحصول على الدعم المالي مقارنة بالرجال.

التصوير الإعلامي

تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل تصورات الجمهور عن المرشحين السياسيين، وأظهرت الدراسات أن النساء في السياسة يتم تغطيتها بطريقة مختلفة عن الرجال، حيث تركز وسائل الإعلام أحيانًا على مظهرهن أو حياتهن الشخصية بدلاً من كفاءتهن السياسية وخبرتهن.

هذا التحيز الإعلامي يمكن أن يؤثر سلبًا على فرص النساء في الحصول على دعم الناخبين.

التحيزات الجنسية والعقلية

رغم التقدم في المساواة بين الجنسين، لا تزال هناك تحيزات جنسية متأصلة في المجتمع الأمريكي.

تشير الأبحاث إلى أن بعض الناخبين قد يكون لديهم تحيزات غير واعية تجعلهم يفضلون المرشحين الذكور على النساء، خاصة في الأدوار التي تعتبر تقليديًا ذكورية مثل الرئاسة.

التحديات الشخصية للمرشحات

تواجه النساء أيضًا تحديات شخصية تتعلق بالتوازن بين الحياة المهنية والشخصية، بينما أصبحت هذه القضية أقل حدة بمرور الوقت مع التغيرات في الأدوار الأسرية، إلا أنها لا تزال تشكل عقبة أمام الكثير من النساء اللواتي يفكرن في الترشح للمناصب العليا.

أمثلة تاريخية ومحاولات بارزة

شهدت العقود الأخيرة محاولات بارزة لنساء للوصول إلى منصب الرئيس، أبرزها حملة هيلاري كلينتون في عام 2016.

على الرغم من أنها كانت الأقرب لتحقيق هذا الهدف، إلا أنها خسرت أمام دونالد ترامب في انتخابات مثيرة للجدل، وسلطت حملتها الضوء على العديد من التحديات التي تواجهها النساء في السياسة الأمريكية.

الآفاق المستقبلية

رغم التحديات المستمرة، هناك دلائل تشير إلى تغيرات إيجابية، تزايد عدد النساء المنتخبات في الكونجرس والمناصب الحكومية الأخرى يعكس تطورًا في قبول النساء كقادة سياسيين، كما أن حركة تمكين النساء وحملات التوعية حول المساواة بين الجنسين تسهم في تغيير التصورات المجتمعية.

ومع استمرار الجهود الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، قد نرى تغييرًا في هذا النمط في المستقبل القريب.

 

ربما يعجبك أيضا