النفط.. ما تداعيات الصراع الإيراني الإسرائيلي على الأسعار؟

كيف يؤثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على مختلف أنحاء العالم؟

بسام عباس

منذ ضرب إيران لإسرائيل بوابل من الصواريخ في 1 أكتوبر 2024، خلق الصراع المحتمل بين البلدين حالة من الخوف في أسواق الطاقة.

والتصعيد الخطير من شأنه تعريض الجميع للخطر، فارتفاع أسعار النفط والغاز يؤثر على المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، وليس فقط أولئك الذين يستوردون النفط من منطقة الصراع.

سيناريوهات متوقعة

استعرض الكاتب أميت بهانداري، السيناريوهات المتوقعة ضربة انتقامية إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية الأساسية النفطية، في تحليل نشره موقع “أوراسيا ريفيو”، يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، لافتًا إلى أن استهداف البنية الأساسية النفطية سيؤثر على صادرات النفط الإيرانية، التي تعد شريان الحياة المالي لطهران.

وأضاف أن الضربة الانتقامية الإيرانية المحتملة من الممكن أن تؤثر بشكل خطير على إنتاج النفط والغاز في الدول المجاورة لها، ما يشكل ضربة أكثر خطورة لسوق الطاقة العالمية. فالصادرات النفطية للسعودية والكويت والعراق تنقل من موانئ الخليج العربي وتمر عبر مضيق هرمز الذي يسهل إغلاقه.

مخاوف ورد متناسب

ذكر الكاتب القلق من رد فعل إسرائيلي قوي بلغ ذروته في 7 أكتوبر، عندما ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة تزيد على 10% إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل، وتراجعت الأسعار بعد ذلك إلى حد ما، لافتًا إلى أن حدوث السيناريو الأسوأ، فسترتفع أسعار النفط لما يزيد كثيرًا على 100 دولار للبرميل، ما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية.

وقد دفعت هذه المخاوف أقرب حلفاء إسرائيل، الولايات المتحدة، إلى الدعوة إلى “رد متناسب”، أي رد لا يستهدف البنية الأساسية للطاقة أو الطاقة النووية في إيران، وربما يكون الدافع وراء هذه الدعوات جزئيًا هو الرغبة في إبقاء أسعار النفط منخفضة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر.

المخرج الإيراني

من جانبها، يبدو أن طهران تصرفت بحذر، ففي حين لا يزال الاقتصاد الإيراني في حالة يرثى لها، فقد تمكنت من زيادة إنتاجها وصادراتها من النفط، ففي عام 2022، كان إنتاج النفط الإيراني 2.5 مليون برميل يوميًّا، وارتفع إلى 3.2 مليون برميل بحلول أغسطس 2024.

وتبيع طهران هذا الإنتاج المتزايد إلى الصين عبر ماليزيا لتجنب العقوبات، فماليزيا تنتج أقل من 350 ألف برميل يوميًا من النفط، ولكنها تصدر 1.5 مليون برميل يوميًا إلى الصين، وذلك من النفط الإيراني، الذي يُشحن سرًا إلى ماليزيا، حيث يقوم التجار بإعادة تصديره إلى مصافي النفط الصينية.

تأثير الصراع على الهند

بالنسبة للهند، التي تستورد أكثر من 80٪ من نفطها، ويعمل جزء كبير من البنية التحتية للنقل في الهند بالديزل، وتترجم أسعار النفط المرتفعة إلى ارتفاع التضخم الشامل، وبذلك تتأثر أسعار المواد الغذائية بأسعار الطاقة المرتفعة حيث أن الصراع في الخليج العربي سيكون له تأثير أكبر من الصراع في أوكرانيا.

والتعقيد الإضافي للهند هو أن جيرانها في جنوب آسيا، بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وجزر المالديف، يواجهون جميعًا أزمات اقتصادية، فهذه الدول أكثر عرضة من الهند لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، والصراع في غرب آسيا سيضربها بشكل أقوى وأسرع من الهند.

ربما يعجبك أيضا