النيجر بين الاضطرابات وإمكانية التدخل العسكري الخارجي

عبر عدد من النشطاء في النيجر عن عدم رضاهم على الانقلاب الذي أطاح برئيس النيجر، محمد بازوم، قبل أسبوع.

وذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، في تقرير نشرته أمس الجمعة 4 أغسطس 2023، ما قاله ناشط مجتمع مدني في النيجر بخصوص الأحداث الأخيرة ببلاده، محذرًا من أي تدخل أجنبي، رغم معارضته للانقلاب.

معارضة الانقلاب

قال عبدول (وهو اسم مستعار) إنه عارض الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الموالي للغرب، لكنه لا يوافق على التهديد بالتدخل لإعادة بازوم المخلوع من البلاد المجاورة للنيجر في غرب إفريقيا، التي شاهدت بالفعل حكومات مالي وغينيا وبوركينا فاسو تسقط في أيدي الأنظمة العسكرية.

وأضاف عبدول لصحيفة فاينانشيال تايمز، من نيامي عاصمة النيجر، إن الانقلاب على بازوم غير مفهوم، لكن جزءًا كبيرًا من الشعب يدين أيضًا أي تدخل عسكري لإعادة الرئيس المخلوع.

إيكواس والتدخل العسكري

حذر الناشط، الذي تحدث باسم مستعار بسبب مناخ الخوف وعدم اليقين الذي يسيطر على العاصمة منذ 26 يوليو، من التدخل العسكري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي تقودها نيجيريا.

اقرأ أيضًا: بازوم آخر الضحايا.. انقلابات إفريقيا العسكرية في 33 عامًا

وأصر مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلام والأمن، عبدالفتاح موسى، على أن الخيار العسكري هو الملاذ الأخير، لكن وثيقة تسربت هذا الأسبوع، في أثناء اجتماع وزراء دفاع المجموعة لمناقشة خياراتهم، أشارت إلى أن نيجيريا تستعد لحشد قوات في ولاية سوكوتو على الحدود الجنوبية للنيجر.

وسط حالة من عدم اليقين.. النيجر بين الاضطرابات وإمكانية التدخل العسكري الخارجي

فشل جهود الوساطة

عاد مفاوضو منظمة إيكواس إلى بلادهم خالي الوفاض، في وقت متأخر يوم أمس الأول الخميس، بعد منعهم من مغادرة مطار نيامي، ومنعهم من الوصول إلى قادة الانقلاب أو بازوم. وسارعت فرنسا، وكذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى، إلى إجلاء المدنيين وبعض الدبلوماسيين من النيجر.

وأدى ذلك إلى تقريب احتمالية التدخل العسكري الأجنبي، وفقًا لصحفي في نيامي تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته، وقال: “نحن فقط ننتظر يوم الأحد المقبل”، في إشارة إلى الموعد النهائي لإيكواس قبل التدخل العسكري.

اقرأ أيضًا: «أنا رهينة».. رئيس النيجر المعزول يستنجد بالغرب

وظهرت أمس الجمعة علامات على فشل جهود الوساطة في النيجر، حيث قطع النظام الجديد العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا ونيجيريا والولايات المتحدة وتوجو، من خلال إصدار أوامر لسفرائها بالمغادرة واستدعاء الدبلوماسيين النيجريين منها.

وسط حالة من عدم اليقين.. النيجر بين الاضطرابات وإمكانية التدخل العسكري الخارجي

شعبية بزوم محدودة

في الوقت نفسه، سعى المجلس العسكري لتعزيز الدعم المحلي، واستضافت نشطاء هذا الأسبوع لمناقشة وحدة أراضي النيجر. ودعت نقابات العمال والزعماء الدينيين وجماعات المجتمع المدني إلى مناقشة ما وصفته بالتهديد لسيادة النيجر.

وتجمع المتظاهرون في نيامي في ساحة الاستقلال أمس الأول الخميس، الذي يصادف ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا قبل 63 عامًا، لإظهار دعمهم لـ”المجلس الوطني لحماية الوطن” كما يُعرف النظام الجديد نفسه.

وقال محللون لفايننشيال تايمز إن شعبية بازوم محدودة رغم انتخابه ديمقراطيًّا قبل عامين، وينتمي إلى عشيرة من أقلية عربية، ويدين بالكثير من دعمه الانتخابي لدعم الرئيس السابق محمدو يوسفو، وكان كان مؤيدًا للغرب، وتبنى أيضًا مواقف ليبرالية مثيرة للجدل، مثل منع الوزراء من الزواج بعدة زوجات.