الهجوم على الضاحية الجنوبية.. مرحلة تصعيد وأهداف مزدوجة

أكبر من عملية اغتيال.. الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية

يوسف بنده
غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

لا يزال من المبكر الحديث عن حرب واسعة وممتدة بين إسرائيل وحزب الله، ولذلك فإن التصعيد على مستوى الضربات العسكرية المتبادلة بين طرفي الصراع عنوان المرحلة الحالية.


خلال غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة 20 سبتمبر، تم القضاء على قادة من قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني.

وتأتي العملية بعد سلسلة عمليات اغتيال جماعية في لبنان عن طريق تفجير أجهزة النداء (بيجر)، طالت عناصر حزب الله، ما يعني أن تل أبيب تعمل على تكثيف ضرباتها العسكرية النوعية في المرحلة الحالية.

الهجوم على الضاحية الجنوبية وتصفية قادة النخبة

الهجوم على الضاحية الجنوبية وتصفية قادة النخبة

عملية استباقية

لدى إسرائيل هاجس مستمر من قوة الرضوان، التي هي بمثابة قوة النخبة لدى حزب الله في عملياته البرية الهجومية. إذا تخشى تل أبيب من تكرار ما حدث في أكتوبر 2023، بأن تجتاح هذه القوة المستوطنات الشمالية، على غرار ما فعلته حركة حماس الفلسطينية باجتياح غلاف غزة.

وبعد الهزائم النفسية التي تعرض لها حزب الله بعد الاختراق الأمني لقواته بعد حوادث تفجير أجهزة بيجر، تقلق إسرائيل من توجيه الحزب الموالي لإيران عملية نوعية تجاه إسرائيل، بما يعيدها إلى مربع الهزيمة.

لذلك تأتي عملية استهداف الضاحية الجنوبية كعملية استباقية، خاصة أن اجتماع قادة حزب الله كان سريًا وفي مقر تحت الأرض، ما يعني أن إسرائيل أرادت أن تثبت تفوقها الاستخباراتي والعسكري، الذي جعلها تطلع على اجتماع وتضربه في حينه، ولديها قنابل صاروخية قادرة على الوصول إلى عمق الأرض.

إعلام عبري قادة حزب الله اجتمعوا «تحت الأرض» بعد هجوم «البيجر»

إعلام عبري قادة حزب الله اجتمعوا «تحت الأرض» بعد هجوم «البيجر»

الانتقال إلى التصعيد

عمليات إسرائيل في لبنان بدأت تنتقل من الدفاع إلى الهجوم، أو بدأت تتجاوز قواعد الاشتباك، وتتجه نحو عمليات استباقية وقاسية، مثل عمليات الاغتيال الجماعية، التي استهدفت تحقيق ضربات نوعية تجاه ما يفتخر به حزب الله، من نظام اتصالات غير قابل للمراقبة، أو وصول الاستخبارات الإسرائيلية إلى اجتماعات قادة النخبة تحت الأرض.

ويشير تقرير صحيفة بوليتكو أمس الجمعة إلى مخاوف جادة لدى الإدارة الأمريكية من اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله، حيث يُعتقد أن هجمات إسرائيل، يمكن أن تكون بمثابة بداية لحملة عسكرية على جنوب لبنان.

اتصالات-إسرائيلية-قاتلة

اتصالات-إسرائيلية-قاتلة

أهداف مزدوجة

لا يزال من المبكر الحديث عن حرب واسعة وممتدة بين إسرائيل وحزب الله، سيكون من الصعب على الطرفين إيقافها، وإنما يمكن تأكيد أن إسرائيل تريد تحقيق أهداف مزدوجة، سياسية، وأخرى تتعلق بتوجيه ضربات نوعية وموجعة للحزب، دون الانزلاق إلى مربع الحرب، ولذلك فإن التصعيد على مستوى الضربات العسكرية المتبادلة بين طرفي الصراع عنوان المرحلة الحالية.

وحسب تقرير لصحيفة “الديار”، اليوم السبت 21 سبتمبر، فإن حزب الله “يتفادى الانزلاق في فخ نتنياهو”.

وأوضح تقرير الصحيفة المقربة من حزب الله، أن “الحزب يميل في هذه المرحلة الى ضبط النفس، بعدما تبين الى اي مدى اختراق الموساد للساحة اللبنانية، ولذلك يعتبر حزب الله ان هناك اوقات او مراحل للقتال من جهة، وأوقات أخرى للتريث، وعدم تحقيق أهداف العدو الاسرائيلي الذي يسعى بكل جهده للإيقاع بالمقاومة”.

ماكرون وبلينكن

ماكرون وبلينكن

قبل نيويورك

يأتي تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء مع حزب الله، عشية اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تسعى إسرائيل إلى انتقال التركيز الأممي من غزة إلى جنوب لبنان، حيث يخشى المجتمع الدولي من انفجار حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط.

إذ تركز حكومة رئيس الوزراء نتنياهو على تحقيق انتصار سياسي وعسكري بإبعاد حزب الله اللبناني عن الحدود الشمالية، بما يُعيد الأمن للمستوطنات في تلك المنطقة، وذلك من خلال تفعيل القرار الأممي 1701 الذي ينص على إبعاد قوات حزب الله عن خطوط التماس مع الأراضي المحتلة.

وقد ركز لقاء الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في باريس أمس الجمعة، على ضرورة خفض التصعيد في لبنان، والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان إلى شمال إسرائيل، أي انتقلت الجهود الدولية من التركيز على غزة إلى منع اندلاع حرب واسعة تنطلق من لبنان.

ربما يعجبك أيضا