الولايات المتحدة تحيي ذكرى 11 سبتمبر في أوج أزمة كورونا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تحيي الولايات المتحدة الأمريكية غداً الجمعة ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وهي تتخبط في الأزمات العميقة، خصوصا مع جائحة كورونا وارتفاع معدلات الجريمة، وانتشار المشردين، وإفلاس عدد من المتاجر الكبرى، الأمر الذي بلا شك يشكل تحديا كبيراً في المعركة السياسية الدائرة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ففي 11 من أيلول/ سبتمبر 2001، شن تنظيم القاعدة سلسلة هجمات على مواقع استراتيجية أمريكية، وفيهِ توجهت أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت في ذلك ثلاث منها. تمثلت الأهداف في برجي مركز التجارة الدولية الواقعين بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية.

والحقيقة أن العالم قبل 11 سبتمبر يختلف عن العالم بعده، فقد شنت الولايات المتحدة حربا شعواء وقامت باحتلال أفغانستان ، ثم بأدلة واهية وحجج كاذبة وزائفة احتلت العراق ودمرته، وتسببت في مقتل ملايين المدنيين في العراق وأفغانستان لم يكن لهم علاقة بالتنظيم المسؤول عن الهجمات، وفي السنوات الـ19 الماضية ظهرت أدلة كثيرة ومنها تحقيقات استقصائية وثائقية تحدثت عن علم المخابرات الأمريكية بالحادث قبل وقوعه، وإلى اليوم يختلف العالم فيمن يقف وراء تلك الهجمات.  

كورونا

ورغم مخاطر انتشار فيروس كورونا، تحيي ولايات أمريكية ذكرى مقتل نحو 3 آلاف شخص سقطوا في الهجمات، مع الوقوف دقيقة صمت في المواعيد التي ارتطمت فيها الطائرات المخطوفة ببرجي مركز التجارة العالمي، مع العلم أن كوفيد 19 أو كورونا تسبب في وفاة أكثر من 23 ألفا في نيويورك خلال الأشهر القليلة الماضية.

حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو قال إن صمود الأمريكيين بات عرضة لضغوط كبيرة بسبب “الآثار الجانبية” للجائحة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ويقول عدد من المراقبين إن غالبية المصارف الكبرى، وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التي تعتمد على الوظائف المكتبية، انتقلت إلى العمل عن بعد في مارس (آذار) الماضي، ما أفرغ أحياء الأعمال، وأتى على آلاف المطاعم الصغيرة التي كانت توفر الطعام لموظفيها ظهراً، وفقدت نيويورك السياح الذين كان يزيد عددهم عن 60 مليونا سنوياً، فيما هجرها بعض أبنائها أيضاً، وبات ممكناً مشاهدة المشردين بأعداد أكبر مع إغلاق الكثير من مراكز الإيواء، ونقل نحو 13 ألفا منهم إلى فنادق خالية في مانهاتن.

ويشكل ارتفاع جرائم القتل وإطلاق النار بـ47 % و166 % على التوالي مقارنة مع أغسطس (آب) 2019، أحد المظاهر اللافتة للأزمة في نيويورك، ويندد المسؤولون في نيويورك برفض ترامب والجمهوريين تخصيص مليارات الدولارات لنيويورك، ومدن ديموقراطية أخرى، لتعويض خسائرها الكبيرة من الإيرادات الضريبية، وقال كومو: “يحاول ترامب قتل نيويورك هذا أمر شخصي ونفسي”.

11 سبتمبر في أرقام

أسفرت الهجمات عن مقتل 2977 شخصًا وإصابة 600 آخرين، أما خسائر تدمير برجي مركز التجارة العالمي فكانت 60 مليار دولار، أما تكلفة التخطيط للهجمات فلم تزد عن 500 ألف دولار، فيما كانت تكلفة إعادة إعمار برجي مركز التجارة العالمي 8 مليارات دولار.

كما تكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر وصلت لـ 123 مليار دولار، وخسر قطاع الطيران وحده 1.4 مليار دولار، في حين أنفقت واشنطن 9.3 مليار دولار كتعويضات للمتضررين من الهجمات على برجي التجارة فقط، وقدمت 15 مليار دولار كمعونات لشركات الطيران لتجاوز خسائرها.

في سياق متصل، بلغت تكلفة 40 مليار دولار خطة الكونجرس لمكافحة الإرهاب في 2001، كما تكبدت الحكومة الأمريكية 589 مليار دولار،  لتعزيز دور وكالات الأمن القومي.

المسلمون بعد 11 سبتمبر

وعدّدت دراسات عدة المصاعب، التي يواجهها المسلمون في أمريكا منذ هجمات سبتمبر، فقالت إنها تراوحت بين التمييز والتفرقة والاستهداف بالمراقبة من أجهزة الأمن، وبين الوقوع ضحية لجهل الأمريكيين بالإسلام واستسلامهم للصور السلبية النمطية التي تبثها وسائل الإعلام، والربط المزعوم بين الإسلام والعنف والإرهاب، لكن الغريب أن أحد أهم الانعكاسات المفاجئة لأحداث 11 سبتمبر هو إقدام كثير من المواطنين الأمريكيين على تغيير دينهم واعتناق الديانة الإسلامية.

ويظل إسلام السيد تركواتو كرديلي ، الدبلوماسي الغربي ، حالة مميزة في اعتناق الإسلام، ليس لأن السيد كرديلي سياسي دبلوماسي غربي فقط ، لكن لأن دخوله في الإسلام جاء بعد أحداث 11 سبتمبر التي تحكم قبضتها على المجتمع الغربي والدولي لتشويه صورة الإسلام والتنفير منه، كما أن إسلام السفير الإيطالي السابق في الرياض بعد 11 سبتمبر كان بمثابة صفعة على وجه المدعين، حيث قال السفير: “أحببت الإسلام لأنه لا يوجد فيه (أسرار)”؛ فلقد أثبت السفير أنه كلما اقترب المرء أكثر من الإسلام ازداد تقديره له ، بشرط أن يتعمق في البحث فيه دون أن تكون لديه آراء سلبية مسبقة عنه.

ربما يعجبك أيضا