اليمن بين شقي الرحى.. كورونا يدق الأبواب بقوة والحوثيون يخرقون الهدنة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

واجه اليمن ويلات الحرب وعانى لسنوات طوال من حرب الجماعات المتمردة الحوثيين، والآن بات يواجه تحديًا من نوع آخر أشد فتكًا ولا يقل شراسة عن جبهات القتال المستعرة، ومع التخوفات التي سادت أروقة عديدة من أن يدخل وباء كورونا اليمن الذي يعاني أزمات طاحنة أولها الحرب الضروس والتي تتزامن مع فقر طبي مدقع.

تحققت المخاوف وسجل اليمن أول إصابة بفيروس كورونا القاتل قبل أيام في محافظة حضرموت، وأعلنت اللجنة العليا للطوارئ الإصابة المؤكدة الأولى به في منطقة حضرموت الجنوبية المنتجة للنفط، لتطرح عدة تساؤلات ما مصير اليمنيين بين فكي الحرب والوباء.

فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تتابع عن كثب الحالة الصحية في اليمن بعد الإعلان عن أول إصابة لفيروس كورونا في محافظة حضرموت، وتتابع الإجراءات الصحية المتبعة ومنها عزل المنطقة الموبوءة، وفرض حظر التجوال، حتى اليوم، وفق ما أورد موقع العربية.

تدابير وقائية

وسجلت مديرية الشحر، صباح الجمعة، أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، على الرغم من التدابير الوقائية المشددة بمحافظة حضرموت، فيما سارعت السلطات في محافظة حضرموت إلى فرض حظر تجوال وأغلقت الميناء بسرعة الذي يعمل فيه الرجل المصاب بالفيروس وطلبت من الموظفين الآخرين العزل الذاتي لمدة أسبوعين، وفق وكالة رويترز.

وأغلقت منطقتا شبوة والمهرة المجاورتان حدودهما مع حضرموت، حيث تم فرض حظر تجول لمدة 12 ساعة ليلًا.

ومن جهة أخرى، طالبت لجنة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا المستجد، في وادي حضرموت والصحراء، جميع المواطنين وجنود النخبة الحضرمية الوافدين من مديرية الشحر خلال الأيام الماضية بالتزام الحجر المنزلي، ودعت، في بيان، أول أمس، الوافدين إلى تطبيق العزل الصحي، بعيدًا عن أسرهم لمدة 14 يومًا.

وشددت على التواصل مع غرفة الطوارئ، في حال الشعور بحمى وسعال وألم في الحلق أو ضيق في التنفس، وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ فى اليمن، علي الوليدي إن الرجل المصاب في حالة مستقرة وقد وضع في مركز للحجر الصحي.

تحذيرات

عبرت وكالات الإغاثة عن قلقها بعد تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حيث دمرت سنوات من الحرب الأهلية النظام الصحي هناك، وقالت منظمة أوكسفام إنها “ضربة مدمرة”، بينما وصفتها لجنة الإنقاذ الدولية بأنها “سيناريو كارثي”.

ورأت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز جراندي إن تأثير الفيروس في اليمن سيكون “كارثيا” في حال انتشاره، وقالت غراندي: “لقد خشينا هذا لأسابيع، والآن حدث ذلك، بعد خمس سنوات من الحرب، أصبح لدى الناس في جميع أنحاء البلاد أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم الإمدادات الطبية ومعدات الاختبار وأجهزة التنفس والتدريب للخدمات الصحية في اليمن.

وأكدت تامونا سابدزي، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، أن الملايين من اليمنيين يعيشون في ظروف ضيقة وغير صحية وكانوا عرضة للإصابة بالفيروس، مضيفةً “بينما كنا نعلم أن هذا السيناريو قادم، لا يزال انتشار كوفيد-19 إلى اليمن بمثابة كابوس”.

خفض المساعدات

وفي وقت سابق، قال برنامج الغذاء العالمي إنه سيضطر إلى خفض المساعدة إلى النصف في بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب أزمة التمويل.

وقالت وكالة الأمم المتحدة: إن بعض المانحين أوقفوا مساعداتهم بسبب مخاوف من أن قوات الحوثيين تعرقل عمليات التسليم، من منتصف أبريل  الجاري، ستحصل العائلات على المساعدة كل شهرين، بدلا من المساعدات الشهرية.

وقال كزافييه جوبيرت، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في اليمن، أنه من المهم أن يلتزم كلا الجانبين في الحرب الأهلية بوقف إطلاق النار.

خرق الهدنة

ويعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويعتمد الملايين على المساعدات الغذائية، وتنتشر في اليمن الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ونصف المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.

فيما أفشلت القوات المشتركة في اليمن سلسلة هجمات على مواقعها شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في محافظات البيضاء ومأرب وصعدة، في تواصل مستمر من قبل ميليشيا الحوثي في خرق الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، الأربعاء الماضي.

ونجحت القوات المشتركة في إحباط هجوم واسع شنّته ميليشيا الحوثي على مواقع عسكرية شمال محافظة البيضاء (جنوب اليمن)، ضمن محاولاتها استغلال وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف والتزمت به قوات الحكومة الشرعية.

كما أوضح حساب “المركز الإعلامي للقوات المسلحة” أن وحدات من القوات المشتركة كسرت هجمات شنّتها الميليشيا على مواقعها في جبهات ناطع والملاجم وقانية، مؤكدا تكبد الحوثيين خسائر بشرية ومادية وصفها بـ”الكبيرة”.

ترحيب والتزام

رحب مجلس الأمن الدولي بإعلان التحالف العربي، وقف إطلاق النار من جانب واحد لدعم عملية السلام للأمم المتحدة ودعوة الأمين العام، كما رحب باستجابة الحكومة اليمنية الإيجابية للنداء، ودعا الحوثيين إلى تقديم التزامات مماثلة دون تأخير.

المجلس في بيان صدر عنه، حذر من أن الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها اليمن يمكن أن تجعله عرضة بشكل استثنائي لوباء “كورونا”، ودعا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والعودة العاجلة لوقف التصعيد.

الترحيب والتحذيرات جاءت بعد ساعات من تشخيص أول إصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” فى اليمن، حيث أعلنت السلطات الصحية في اليمن عن رصد أكثر من 100 حالة اشتباه بالفيروس.

ووفقا لما نشره موقع قناة “روسيا اليوم” الإخبارية، أكدت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا التابعة لوزارة الصحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الخميس، تسجيل 120 حالة مشتبه فيها بالإصابة بالعدوى، حسب ما أفاد به مراسل RT في اليمن.

وطالبت منسقة الأمم المتحدة جميع الأطراف في اليمن بوقف القتال، والبدء في محاربة خطر تفشي فيروس كورونا، لافتةً إلى أن “محاربة الفيروس ستكون مهمة صعبة، لكنها ضمن أولويتنا القصوى”.

ربما يعجبك أيضا