اليمين المتطرف يهدد أوروبا.. أزمات في طريق البرلمان المقبل

كيف سيتأثر البرلمان الأوروبي إذا فاز اليمين المتطرف؟

أحمد الحفيظ
من الميزانية إلى الهجرة.. 4 تحديات حاسمة للاتحاد الأوروبي في 2024

تشير استطلاعات رأي إلى أن حزب الشعب الأوروبي اليميني سيكون صاحب الثقل في الانتخابات القادمة في البرلمان الأوروبي، وأن الليبراليين لن يتمكنوا من الحصول على الأصوات اللازمة للحفاظ على قوتهم في اتخاذ القرار.

وقالت صحيفة “بوليتيكو” في تقرير لها نشر الخميس 30 مايو 2024، إنه إذا أصبحت الأغلبية الوسطية الحالية اللازمة لتمرير التشريعات أقل حجمًا إذا فاز التيار اليمني، فستكون هناك بعض الأزمات في اتخاذ بعض القرارات الهامة.

اتخاذ القرار

أوضحت الصحيفة، أن قوة اتخاذ القرار في البرلمان الذي ستجرى انتخاباته في أول شهر يونيو ستتأثر إذا حصل تياران مختلفان على عدد من الأصوات بشكل متقارب يجعل كل منهما يعطل الأخر عن اتخاذ القرارات.

لكن الصحيفة ذكرت أيضًا، أنه من المرجح تقييد نفوذ البرلمان بواسطة المجلس الأوروبي، الذي يتألف من زعماء وطنيين، والذي يحدد رسميًا الاتجاه السياسي للمفوضية.

ماذا لو فاز اليمين؟

قالت الصحيفة، إن هناك كثير من الملفات ستتأثر بوجود برلمان أكثر يمينية بالنسبة لمجالات سياسية مختلفة.

وحددت المجلة أن الزراعة والأمور التقنية وخطط الدفاع الأوروبية والمناخ هي أكثر الملفات التي ستتأثر بوجود برلمان أوروبي أكثر يمينية.

الزراعة

بحسب الصحيفة، فإن الموجة الأخيرة من احتجاجات المزارعين دفع السياسيين إلى وضع الزراعة في مرتبة عالية على الأجندة السياسية، ما أدى إلى بدء معركة حول من يهتم أكثر بالمزارعين قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي.

والبرلمان المليء بالجماعات المحافظة واليمينية المتطرفة سيجعل من الصعب بالتأكيد على المفوضية تقديم تشريعات طموحة، مثل التجديد الموعود لقواعد رعاية الحيوان التي عفا عليها الزمن، وقانون جديد على النظم الغذائية المستدامة، أو الجهود المبذولة للحد من الانبعاثات الزراعية.

دفاع

يتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي لمواجهة التحديات خاصة بعد حرب أوكرانيا وروسيا، إلا أن التيارات اليمينية ترفض مزيد من التكامل الدفاعي وترى أن هناك ضرورة للإبقاء على السياسات الأوروبية الموجودة الآن.

وتوقعت الصحيفة أن يكون ملف الدفاع نقطة خلاف كبيرة إذا وصل اليمين المتطرف للبرلمان الأوروبي بقوة.

المناخ

يلعب البرلمان الأوروبي دورًا رئيسًا في تشكيل استجابة الكتلة لتغير المناخ، ولن تكون الفترة المقبلة استثناءً لذلك.

ووضعت المجموعة المنتهية ولايتها من المشرعين سياسات للحد من مساهمة الاتحاد الأوروبي في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي خلال هذا العقد، وستقرر المجموعة الجديدة من أعضاء البرلمان الأوروبي والمفوضين الأهداف والتدابير لما بعد عام 2030 لضمان أن تصبح الكتلة محايدة مناخياً بحلول عام 2050.

ويحدد تكوين البرلمان القادم مدى طموح هذه الجهود، لكن هناك توقعات بأن اليمين قد يخالف ويهاجم هذه الطموح.

طاقة

تشكل الطاقة واحدة من أكثر القضايا حساسية في هذه الانتخابات خاصة بعد ارتفاع الأسعار الذي سببته الحرب الروسية الأوكرانية.

وسيتعين على المفوضية المقبلة أن تتعامل مع مسألة إبقاء التكاليف منخفضة في نفس الوقت الذي تقوم فيه أيضًا بتوسيع تاريخي في الطاقة النظيفة، ورغم التقدم الأسرع من المتوقع في نشر مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، فإن صناعة التكنولوجيا النظيفة الأوروبية تتعرض لضربة قوية على أيدي المنافسين مثل الصين والولايات المتحدة.

وسيستلزم هذا وضع قوانين قوية تحمي صناعة التكنولوجيا النظيفة، ولن يتحقق ذلك إذا اختلفت القوى السياسية داخل البرلمان الأوروبي حول هذا خاصة إذا فاز اليمين المتطرف الموالي للمرشح الأمريكي دونالد ترامب.

أزمات تقنية

سيواجه المشرعون القادمون، مهمة صعبة تتمثل في ضمان تطبيق عدد كبير من مشاريع القوانين الرئيسية التي تم إقرارها في السنوات الخمس الماضية للحد من المحتوى عبر الإنترنت ووضع حواجز حماية للذكاء الاصطناعي.

وسيؤدي تحول البرلمان الأوروبي نحو اليمين إلى تفضيل الاتجاه نحو شركات التكنولوجيا والاتصالات الأكبر حجمًا والمحلية.

يمكن أن تنشأ صراعات حول مساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على أجزاء أخرى من العالم، وهي مشكلة كبيرة بالنسبة للتكنولوجيا حيث يأتي العديد من مقدمي الخدمات من الولايات المتحدة ويتم تصنيع العديد من الأجهزة والمكونات في آسيا.

ربما يعجبك أيضا