اليوم العالمي لأمراض المناطق المدارية المهملة.. مبادرة الإمارات لإنقاذ مليار إنسان

نادية عبد الباري

يحتفي العالم، في 30 يناير من كل عام بيوم أمراض المناطق المدارية المهملة، بناء على مبادرة إماراتية للتعريف بهذه القضية المهمة.


يتزامن اليوم الاثنين 30 يناير 2023 مع احتفال منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، باليوم العالمي لـ”أمراض المناطق المدارية المهملة”.

وجاء احتفاء المنظمة الدولية، التي يبلغ عدد أعضائها نحو 194 دولة، بناء على مبادرة قدمتها دولة الإمارات والجهات الصحية فيها، اهتمامًا منها بهذه المشكلات الصحية الخطرة، في حين جرت الموافقة على هذه المبادرة، واعتماد اليوم في اجتماع المنظمة يوم 31 مايو 2021.

اليوم العالمي للأمراض المدارية

يحتفل العالم بهذا اليوم كل عام، بغرض تحسين الوعي بالأثر المدمر لأمراض المناطق المدارية المهملة، التي تؤثر في المقام الأول على أفقر السكان في العالم، ومن ضمن أولويات الاحتفال، توجيه الاهتمام بالقضاء على هذا النوع من الأمراض، التي تندرج تحت قائمة الأمراض الخطرة والمستوطنة، بالعديد من البلدان الفقيرة والنامية.

وتشمل قائمة الأمراض المدارية المهملة نحو 20 مرضًا، بينها الجذام، وداء الفيل، وداء الكلب، والعمى النهري، والتراخوما، وذكرت منظمة الصحة العالمية، في بيان، أنها وافقت على مبادرة الإمارات لأنها تهدف لدعم الفقراء في استئصال تلك الأمراض، وطالبت أن يكون الجهد موجهًا من الأفراد والحكومات، على حدِ السواء، في إشارة منها لدور العمل التطوعي والتنموي.

مبادرة الإمارات تنقذ مليار إنسان

احتفل العالم بهذا اليوم للمرة الأولى في يناير 2021 بتنظيم فعاليات افتراضية وإضاءة المعالم والمباني البارزة، ولفت الأنظار، وأعقبه توجيه اهتمام عالمي بمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هذا النوع من الأمراض من شأنه أن يؤثر في أكثر من مليار شخص بأنحاء العالم، وتسببت فيها مجموعة متنوعة من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات والسموم.

واستندت مبادرة الإمارات لحقيقة خطيرة بشأن هذا النوع من الأمراض، فمن شأنها أن تُضعِف وتشوه، وفي أسوء الأحوال تَقتُل، وموضوع تحت مقصلتها نحو مليار إنسان، لكنها لا تحظى بالاهتمام ذاته، الذي تلقاه أمراض أخرى، بحجة أنها تنتشر في الدول الفقيرة، التي تعاني من تلوث المياه والجو والتربة، لذا فتفشي الفيروسات والأوبئة أمر يكاد يكون بديهيًّا.

لماذا تجاهل العالم الأمراض المدارية؟

هذا السؤال تجيب عنه بوضوح، خاصة بعد ما فرضته جائحة كوفيد-19 من خلل واضح بشأن أزمة التمويل المتغير، فكانت أشبة بأزمة كاشفة لما يعانيه العالم من تردي للوضع الصحي، خاصة الدول ومناطق المدارية المُهمَلة، ما يحول دون نجاح المجتمعات المحلية في علاج الأمراض.

وحسب ما أوضحت المنظمة الأممية، فإن مبادرة نجحت خلال عام واحد، في تحقيق إنجاز كبير، وبيّنت أن 47 بلدًا تخلص من مرض واحد على الأقل من أمراضه المدارية المُهمَلة، بحلول نهاية عام 2022، وكان أداء برامج أمراض المناطق المدارية المُهمَلة خلال العام الماضي أفضل مما كان عليه في 2021، وهو مؤشر مبشر على أن الاستمرار فيها من شأنه إنقاذ الملايين.

images

اليوم العالمي للأمر اض المدارية

لماذا كان 2022 أنجح في محاربة الأمراض المدارية المُهمَلة؟

الإجابة كما جاء في حصاد الأمم المتحدة، الصادر نوفمبر 2022، تتلخص في الالتزام قادة العالم بما جاء في إعلان كيجالي، بشأن الأمراض المدارية المُهمَلة، والتصديق عليه في يناير من العام ذاته، وهو عبارة وثيقة رفيعة المستوى الغرض منها حشد الإرادة السياسية اللازمة، والالتزام الأممي المجتمعي، مع توفير الموارد المالية، والعمل الفردي للقضاء على الأمراض المدارية.

إعلان كيجالي صدُر رسميًّا في يونيو 2022، في إطار قمة أقيمت على هامش الاجتماع 26 لرؤساء حكومات دول الكومنولث في رواند. التي تعاني من كم كبير من الأمراض المدارية المُهمَلة، وناقشت القمة كل ما هو متعلق بالملاريا والحصبة والدرن والعمى النهري.

 مبادئ وأهداف إعلان كيجالي

نادى إعلان كيجالي بمجموعة من المبادئ، أبرزها بحسب ما نشره موقع الأمم المتحدة في يونيو 2021:

  • تستمر الدول في تولي مسؤولية إنهاء الأمراض المدارية المهملة، لرؤية نتائج ملموسة على نطاق واسع.
  • الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
  • الدول المانحة والمؤسسات الخيرية الخاصة ومؤسسات البحث ومنظمات المجتمع المدني، لدعم جهود الدول.

أما عن الأهداف، فجاءت ممثلة في عدد من النقاط.

  • الحدّ من الفقر.
  • مواجهة عدم المساواة.
  • تعزيز النظم الصحية في المناطق المدارية.
  • زيادة رأس المال البشري، خاصة الأطباء والممرضات.
  • بناء مجتمعات قادرة على الصمود في مواجهة الأمراض المدارية، يشمل تزويدها بالأمصال والتطعيمات الضرورية.
  • القضاء على الإهمال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول النامية والفقيرة.
  • العمل على ضمان الوصول للمتأثرين بأمراض المناطق المدارية المهملة، خاصة النساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة والأقليات.
  • زيادة توفير الخدمات، التي تتيح الوصول العادل إلى الوقاية والتشخيص والعلاج من الأمراض المدراية.

وصيغت أهداف الإعلان بوضوح  في ختامه “القضاء على مرضين، والقضاء على مرض واحد على الأقل في 100 دولة، وتقليل عدد الذين يعانون من الأمراض المدارية المهملة 90%، بحلول 2030”.

ربما يعجبك أيضا