انتخابات إيران.. هل بزشكيان متشدد في ثوب إصلاحي؟

عمر رأفت
بزشكيان

يبرز مسعود بزشكيان كمرشح رئاسي معتدل في الانتخابات الإيرانية مقارنة بمنافسه المتشدد، سعيد جليلي، وهو ما يحاول تصويره أعضاء جبهة الإصلاح الإيرانية.

وطرحت شبكة إيران انترناشيونال الإيرانية، تساؤلًا حول هذا الأمر أمس الأحد 30 يونيو 2024، مفاده “هل يعتبر مسعود بزشكيان المرشح المعتدل على الساحة الإيرانية؟”.

مشاركة متدنية

قالت الشبكة إن المتشددين يعطون جليلي الأولوية في أصواتهم بالانتخابات الإيرانية، فيما يعول الإصلاحيون على بزشكيان لمنافسة جليلي، وهذا يخلق شعورًا بالمنافسة، خاصة في ظل انخفاض نسبة المشاركة بالانتخابات.

شهدت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة الماضية، مشاركة أقل من 40%، وهو أدنى مستوى منذ تأسيس الدولة الإيرانية بعد ثورة عام 1979. وعقب الاحتجاجات التي ضربت إيران منذ عام 2017، والتي زادت بشكل واضح في عام 2022، وضجر الشعب الإيراني من النظام، حيث يشعر كثيرون أن المؤسسة الحالية لا تلبي احتياجاتهم، ما دفع إلى الدعوة إلى نظام سياسي جديد.

وتلوح في الأفق ثلاث ركائز سياسية رئيسية سيكون على الرئيس القادم التركيز عليها، وهي حقوق الإنسان، وخاصة حرية المرأة، والقوة غير المقيدة التي يتمتع بها الحرس الثوري، والاقتصاد.

جليلي وبزشكيان

جليلي وبزشكيان

رؤية الإصلاحيين لبزشكيان

يسعى الإصلاحيون إلى تصوير بزشكيان باعتباره مناصرًا لحقوق المرأة، ومنتقدًا لقمع النظام للنساء، والساعي لتعزيز العلاقات الدولية، بما في ذلك التحول في السياسة الخارجية. وفي نهاية المطاف، يهدفون إلى تصويره باعتباره سياسيًا معارضًا للحرس الثوري الإيراني وليس مؤيدًا له.

وأشارت إيران انترناشيونال إلى أنه في حال تسليط الضوء على مسيرة بزشكيان البرلمانية، فإنها تتناقض بشكل صارخ مع ما يريده الفصيل الإصلاحي، وخاصة فيما يتصل بمواقفه في هذه الساحات الحاسمة. وهناك عدد من المواقف لبزشكيان يمكن رصدها لتوضيح موقفه السياسي:

موقفه تجاه المرأة

كان بزشكيان من بين المشرعين الذين أيدوا مشروع قانون في البرلمان يروج للمبدأ المتمثل في فضح النساء اللواتي يتحدين الحجاب الإلزامي علنًا وذلك في عام 2010. وفي حديثه عام 2022، أثناء التظاهرات الخاصة بالمرأة، قال بزشكيان: “هذا الوضع لا يفيد إلا المنافقين وأعداء الشعب الإيراني، الذين يسعون إلى بث الاضطرابات وتوسيع الفجوة بين الشعب والحكومة”.

پزشکیان وظريف

پزشکیان وظريف

الحرس الثوري الإيراني

تسبب تصنيف الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، في دفع بزشكيان ونظرائه في البرلمان إلى تصعيد التوترات ضد واشنطن. قدموا تشريعًا أصبح قانونًا تحت عنوان “تعزيز موقف الحرس الثوري ضد الولايات المتحدة”، ما أدى إلى تعزيز سلطة الحرس الثوري في المجالين السياسي والاقتصادي، وتشديد قبضته على الحكومة الإيرانية وغيرها من المؤسسات داخل البلاد. كما أدى هذا إلى تكثيف القمع وتصعيد العنف ضد المواطنين، وارتدى بزشكيان زي الحرس الثوري تضامنًا معهم بعد يوم واحد من قرار ترامب.

المرشح الرئاسي مسعود بزشكيان 3

المرشح الرئاسي مسعود بزشكيان

السياسة الخارجية

تعد السياسة الخارجية من أهم الركائز التي تهتم بها إيران. في عام 2008، وخلال تواجده في البرلمان، اقترح بزشكيان و39 عضوًا آخرين مشروع قانون بعنوان “إلزام الحكومة بتقديم الدعم الشامل لفلسطين”، والذي دعا إلى تدخل إيراني كبير في غزة. طالبت هذه الخطة الحكومة الإيرانية بإعادة تقييم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول المؤيدة لإسرائيل، ما أدى فعليًا إلى صدام مع دول قوية. كما سعت الخطة إلى منع دخول البضائع الإسرائيلية إلى إيران وحظر إبرام العقود مع الشركات التي يكون المساهمون الرئيسيون فيها من الكيانات الإسرائيلية.

الآن، وفي ظل خوض الانتخابات، يتجنب بزشكيان وفريقه هذا التاريخ المناهض للغرب. فهم يروجون لخفض التصعيد والسلام العالمي لجذب الدعم من العديد من الإيرانيين الذين يحتقرون السياسة الخارجية العدائية التي تنتهجها الحكومة.

ربما يعجبك أيضا