انتخابات بلغاريا: هل يعود رئيس الوزراء السابق رغم مزاعم الفساد؟

رنا أسامة

تصدر رئيس الوزراء البلغاري السابق بويكو بوريسوف نتائج الانتخابات التشريعية بعد فرز 99% من الأصوات.. ماذا يعني ذلك؟


حصد حزب رئيس الوزراء البلغاري السابق، بويكو بوريسوف، 25.4% من إجمالي عدد الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في بلغاريا، أمس الأحد 2 أكتوبر 2022.

وبدا حزب بوريسوف المحافظ في طريقه لتحقيق فوز ضئيل، متقدمًا على حزب “سنواصل التغيير” الموالي لأوروبا، بقيادة الوسطي كيريل بيتكوف، الذي حصد 20.2% من الأصوات، وفق ما أظهرته النتائج الأولية بعد فرز 99% من الأصوات، الاثنين 3 أكتوبر 2022.

رابع انتخابات في أقل من عامين

بحسب وكالة أنباء رويترز، هذه المرة الرابعة في أقل من عامين التي يدعى البلغاريون إلى انتخاب برلمانهم في مرحلة غير مسبوقة من الاضطراب السياسي منذ نهاية الحقبة الشيوعية في 1989، في حين هيمنت الأزمات الاقتصادية على ثالث انتخابات برلمانية مبكرة منذ عام 2021.

وجرت الدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد الإطاحة بحكومة بيتكوف، وهي عبارة عن ائتلاف من 4 أحزاب، في يونيو 2022، عززها تصويت بحجب الثقة قدمه حزب “مواطنون من أجل التنمية الأوروبية” الذي يقوده بوريسوف. وإذا تأكدت النتيجة، ستجرى محادثات ائتلافية صعبة قد تفضي إلى برلمان معلق أو إجراء انتخابات جديدة، بما قد يطيل حالة الاضطراب السياسي.

الانتخابات البلغاية

اتهامات ووعود

شغل بوريسوف (63 عامًا) رئاسة وزراء بلغاريا 3 مرات، ما يجعل من الصعب توقع تشكيله ائتلاف حكومي مستقر، في وقت يتهمه فيه ساسة خصوم بمفاقمة الفساد المستشري في بلغاريا خلال فترة حكمه، التي دامت 10 سنوات وانتهت العام الفائت، ما يعقد الجهود المبذولة لتشكيل أغلبية فاعلة.

لكن في نظر بعض الناخبين بالبلد البلقاني الأفقر في الاتحاد الأوروبي، في وقت ناهزت فيه نسبة التضخم 20%، يعد بوريسوف بالاستقرار والنضج الدبلوماسي اللازمين لتوجيه وتحديد علاقة بلغاريا المعقدة مع روسيا، وفق رويترز.

انتقاء حذر

كانت صوفيا، الحليف الرئيسي لموسكو في الاتحاد الأوروبي، قد نأت بنفسها عن حليفها بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، لتصبح أول عضو داخل التكتل، إلى جانب بولندا، وهي صقر مناهض لروسيا، وتقطع عنها شركة غازبروم الروسية إمدادات الغاز.

وخلال الحملة الانتخابية، بدا أن بوريسوف ينتقي تصريحاته بحذر بشأن روسيا، قائلًا إنه سيتبع موقف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي “ناتو” مع روسيا، لكنه بعث أيضًا بإشارة إلى الناخبين الموالين لروسيا بأنه سيقوى على استعادة العلاقات فور انتهاء الحرب. وقال بعد الإدلاء بصوته: “ثمة حرب في العالم… من المهم أن تظل البلاد على مسارها الأوروبي الأطلنطي”.

بويستوف..

فضائح وفساد

خلال فترة حكمه، طالت رئيس الوزراء البلغاري السابق فضائح عديدة، من بينها مزاعم فساد وعنصرية تجاه الغجر والترك في بلغاريا.

وأُجبر بوريسفو على الاستقالة بعد احتجاجات واسعة النطاق ضد الفساد في 2020-2021، وتسريب صورة له مستلقيًا نصف عارٍ على سرير، بجانب منضدة عليها مسدس وأوراق نقدية من عملة اليورو، وفق صحيفة بروكسل تايمز.

الماضي الفاسد لبلغاريا

أما كريل بيتكوف (42 عامًا)، خريج جامعة هارفارد، والذي يرفض الحكم مع بوريسوف، فقد رفض أي تحالف مع من يجسد في رأيه الماضي الفساد لبلغاريا، وحض البلغاريين على تأكيد اختيارهم بلغاريا جديدة ومزدهرة.

وبيتكوف الذي وصل إلى السياسية البلغارية في 2021 وحكم لـ7 أشهر فقط، قال مع فتح صناديق الاقتراع يوم 2 أكتوبر الجاري إن البلغار سيختارون بين سياسات الفترة الانتقالية التي شابها فساد مستشرٍ، وبين بلغاريا الأكثر شفافية التي ستكون عضوًا موثوقًا به في الاتحاد الأوروبي.

تجاهل محتمل للخلافات

وفق رويترز، يقول محللون، إن الأحزاب السياسية البلغارية التي تدرك المخاطر الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، فضلًا عن إحباط الناخبين من عدم الاستقرار السياسي، على وقع ارتفاع أسعار الطاقة، واستمرار الحرب في أوكرانيا مع اقتراب الشتاء، يمكن أن تتجاهل الخلافات وتختار حكومة تكنوقراط.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية تاريخيًّا بواقع 25%، الأحد 2 أكتوبر 2022، على غرار انتخابات نوفمبر 2021، لكن من المتوقع دخول ما يصل إلى 6 مجموعات أخرى البرلمان البلغاري، بما في ذلك حزب حركة الحقوق والحريات، والحزب الاشتراكي، والإحياء القومي الموالي لروسيا. ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية يوم 6 أكتوبر 2022.

بوريسوف...

ماذا بعد الفوز المحتمل لبوريسوف؟

لضمان فوز حزب بوريسوف المحافظ في الانتخابات التشريعية البلغارية، ينبغي أن يجنح إلى أقصى اليمين في سياساته ليتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي مستقر، وفق موقع بلقان انسايت.

وبالنظر إلى وجود 240 مقعدًا في البرلمان البلغاري، فأي سلطة حاكمة ستحتاج إلى 121 نائبًا. ووفق النتائج الأولية، قد يحصل حزب بوريسوف على 67 مقعدًا، في حين يتوقع أن يحصل حزب “حركة الحقوق والحريات”، الذي ينظر إليه على أنه شريك طبيعي لحزب “مواطنون من أجل التنمية الأوروبية”، على 36 مقعدًا.

شريك محتمل

يمكن للحزبين اللذين يقدمان عادة صورة ليبرالية النظر إلى حزب “الإحياء القومي” اليميني المتطرف الذي يتزعمه كوستدين كوستدينوف، باعتباره شريكًا محتملًا، رغم مناهضته للاتحاد الأوروبي، وإذا حصل الحزبان على 36 نائبًا من الحزب اليميني المتطرف، سيحصل تحالفهما على 130 مقعدًا داخل البرلمان البلغاري.

وأما بوريسوف، فإن الجنوح إلى أقصى اليمين ليس سابقة، إذ إن وزارته الأخيرة من عامي 2017 إلى 2021، تضمنت تحالف “الوطنيين المتحدين” البائد، بحسب بلقان انسايت.

ربما يعجبك أيضا