انتخابات رئاسة إيران.. ماذا نعرف عن نتائج الجولة الأولى؟

كل ما تحتاج إلى معرفته حول نتائج الاستحقاق الرئاسي في إيران

محمد النحاس

لم يشارك في الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية التي جرت الجمعة سوى نحو 40%، وهو ما يمثل أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد منذ عام 1979.


تمكن الإصلاحي مسعود بزشكيان، من تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في إيران، بحسب وزارة الداخلية الإيرانية اليوم السبت 29 يونيو 2024.

وبزشكيان، هو الإصلاحي الوحيد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ومن المرتقب أن يواجه المرشح المحافظ سعيد جليلي في جولة الإعادة 5 يوليو القادم، بعد انتخابات شابتها نسبة إقبال منخفضة تاريخيا، وسط توترات إقليمية ومشكلات داخلية معقدة، بحسب موقع “المونيتور” الإخباري.

بزشكيان في الصدارة

حصل بزشكيان، على 42.6 % من الأصوات، بينما جاء جليلي في المركز الثاني بحصوله على 38.8 %، ورئيس مجلس النواب المحافظ محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بحصوله على 13.8%، في حين حصل المرشح، رجل الدين المحافظ مصطفى بور محمدي على أقل من 1 %.

وقال المتحدث باسم هيئة الانتخابات الإيرانية، محسن إسلامي، “لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات”، مضيفًا أن المرشحين اللذين احتلا المركزين الأول والثاني سيتواجهان في جولة الإعادة الجمعة المقبل.

 مشاركة محدودة

لم يشارك في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الجمعة سوى نحو 40 % من إجمالي 61 مليون ناخب، وهو ما يمثل أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد منذ 1979.

وقالت هيئة الانتخابات الإيرانية، إن أكثر من مليون بطاقة اقتراع تم إتلافها (نحو 4 %) ومن بين الانتخابات الرئاسية الـ13 السابقة التي شهدتها إيران منذ عام 1979، انتهت واحدة فقط إلى جولة إعادة  عام 2005.

انتخابات ما بعد رئيسي

كان من المقرر إجراء الانتخابات عام 2025، لكن جرى تقديمها بسبب وفاة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في حادثة تحطم طائرة هليكوبتر الشهر الماضي.

وكان مجلس صيانة الدستور، الذي يتولى فحص المرشحين، وافق في البداية على 6 مرشحين، لكن قبل يوم واحد من الانتخابات، انسحب 2، عمدة طهران المحافظ علي رضا زاكاني، وأمير حسين غازي زاده هاشمي، نائب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

بعد إعلان النتائج النهائية، المرشحون المحافظون طالبوا أنصارهما التصويت لصالح جليلي في جولة الإعادة المقررة في 5 يوليو.

توترات إقليمية وأزمات داخلية

في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، استبعد مجلس صيانة الدستور العديد من الإصلاحيين والمعتدلين، مما دفع العديد من الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات، وكانت نسبة المشاركة في ذلك الوقت أقل بقليل من 49%، وهي في ذلك الوقت الأدنى في أي انتخابات رئاسية في إيران.

وأجريت الانتخابات الجمعة وسط تصاعد التوترات الإقليمية بسبب حرب غزة، والنزاع مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، والسخط الداخلي إزاء حالة الاقتصاد الإيراني المتضرر بسبب العقوبات الغربية.

ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي المواطنين إلى المشاركة في التصويت، في المقابل، دعت جماعات المعارضة، وخاصة في الخارج، إلى مقاطعة الانتخابات، مشككة في نزاتها. 

من هو بزشكيان؟ 

بزشكيان هو جراح قلب يمثل مدينة تبريز الشمالية في البرلمان منذ عام 2008. وشغل منصب وزير الصحة في عهد آخر رئيس إصلاحي لإيران محمد خاتمي، الذي تولى منصبه من عام 1997 إلى عام 2005 ودعم بزشكيان في الانتخابات الحالية.

وانتقد بزشكيان حكومة رئيسي بسبب افتقارها للشفافية خلال الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر 2022.

وفي حملته الانتخابية الأخيرة، دعا بزشكيان إلى إقامة “علاقات بناءة” مع واشنطن والدول الأوروبية من أجل “إخراج إيران من عزلتها”.

من هو جليلي؟

في المقابل حافظ جليلي، المفاوض النووي السابق، على موقفه المناهض للغرب، وشغل الرجل البالغ من العمر 58 عامًا العديد من المناصب العليا في إيران  بما في ذلك مكتب خامنئي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وجليلي حاليًا أحد ممثلي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلى هيئة أمنية في إيران.

اليوم السبت، نشرت صحيفة سازانديجي الإصلاحية عنوان “يحيا الأمل” على صفحتها الأولى، في حين أشادت صحيفة إيران اليومية التي تديرها الدولة بما وصفته بالإقبال “القوي”. وبغض النظر عن النتيجة، سيكون الرئيس الإيراني القادم مسؤولاً عن تطبيق سياسة الدولة التي حددها المرشد الأعلى، الذي يتمتع بالسلطة المطلقة في البلاد، بحسب موقع المونيتور.

ربما يعجبك أيضا