انتخاب الرئيس العتيد مرهون بالضغوط على النخب اللبنانية

ضياء غنيم
ميشال معوض .. حلم الرئيس العتيد معلق بالضغوط الدولية

أشار نبيه بري، في ختام جلستي اليوم الأول، إلى أن المجلس لن ينعقد دون توافق النواب على مرشح واحد، في حين اختارت كتلته النيابية "التنمية والتحرير" وكتلة "الوفاء للمقاومة"، التصويت السلبي بورقة بيضاء في الجلسة الأولى، وتعطيل الجلسة الثانية بانسحابهما.


مع فشل اليوم الأول، يتجه مجلس النواب اللبناني إلى جولة ثانية لانتخاب الرئيس العتيد مع ضبابية المشهدين الرئاسي والحكومي، وانقسام الكتل النيابية.

وعززت نتائج جلستي اليوم الأول، 29 سبتمبر الماضي 2022، مخاوف الفراغ الرئاسي، وانقسم المعسكران، المؤيد لـ”حزب الله” من جهة، والمعارض من جهة أخرى، على تسمية وانتخاب مرشح توافقي، فما مصير الاستحقاق الرئاسي؟

فشل متوقع لانتخاب الرئيس العتيد

دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، النواب إلى جلسة انتخاب الرئيس العتيد في 13 أكتوبر 2022، بعد فشل جلسة 29 سبتمبر 2022، في انتخاب رئيس جمهورية جديد، خلفًا للرئيس ميشال عون، مع اتجاه 63 نائبًا للتصويت بورقة بيضاء، وحصل النائب التغييري ميشال معوض على 36 صوتًا.

وأشار بري، في ختام جلستي اليوم الأول، إلى أن المجلس لن ينعقد دون توافق النواب على مرشح واحد، في حين اختارت كتلته النيابية “التنمية والتحرير”  وكتلة “الوفاء للمقاومة” التي تتبع “حزب الله”، في الجلسة الأولى، التصويت السلبي بورقة بيضاء وتعطيل الجلسة الثانية بانسحابهما.

موعد استفزازي للعونيين

بينما ترى المعارضة إسراعَ السلطة الحاكمة في الدعوة إلى جلسات انتخاب الرئيس العتيد لمخاوفها من الضغوط والعقوبات الدولية أو إلصاق تهم التعطيل، تتهيأ، في الوقت ذاته، لاستنساخ التجارب السابقة، لانقسام معسكر “8 آذار” نتيجة الأزمة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر.

وألقت وسائل إعلام لبنانية الضوء على موعد الجلسة المقبلة، والذي يوافق ذكرى 13 أكتوبر 1990، حينما أخرج الجيش السوري رئيس الجمهورية المنتهية ولايته ورئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون من قصر بعبدا، لرفضه تنفيذ اتفاق الطائف، ما سيؤدي إلى مقاطعة كتلة نواب التيار الوطني الحر الجلسة المزمعة، حسب صحيفة الديار.

رئيس من خارج المنظومة

وفي حال نجح المجلس في الالتئام وإكمال النصاب بحضور أغلبية الثلثين (86 نائبًا من إجمالي 128)، فإن خيارات المعارضة التقليدية في القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية (قوى 14 آذار) بجانب نواب كتلة تجدد، باختيار النائب ميشال معوض للرئاسة ستواجه بمعارضة مبدئية من نواب التغيير.

ويصر نواب التغيير على اختيار رئيس جمهورية من خارج الاصطفافات التقليدية السياسية في البلاد (8 آذار و14 آذار)، حيث تشير صحيفة “الشرق الأوسط” أن النواب  الثلاثة عشر يتواصلون مع نواب صيدا (3 نواب) لاختيار النائب السابق صلاح حنين أو أي من الوزيرين السابقين زياد بارود وناصيف حتي.

محاولات اللحظة الأخيرة

يتسابق نواب التغيير ونواب المعارضة التقليدية على أصوات الكتل الصغيرة، مثل كتلة الاعتدال الوطني (4 نواب)، فسيلتقي نواب الكتلة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، قبيل انتخابات الخميس 13 أكتوبر 2022، لتأييد معوض، استغلالًا لرغبة الكتلة في الانضمام إلى تحالف مؤثر في المجلس النيابي، حسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

ويُذكر أن النائب ميشال معوض هو ابن الرئيس اللبناني التاسع، وأول رئيس عقب اتفاق الطائف رينيه معوض، والذي تعرض للاغتيال في 22 نوفمبر 1989 بعد 17 يومًا من تنصيبه، وتتوقف حظوظ اختياره وتفادي حالة الفراغ الرئاسي على بذل المزيد من الضغوط الدولية.

ربما يعجبك أيضا