انتفاضة العراق.. الشعب يتحدى قمع الأمن وميليشيات إيران

محمد عبدالله

كتب محمد عبدالله

اجتاحت موجة جديدة من الغضب الشارعَ العراقي، استمرارا للحراك المناهض لحكومة عادل عبدالمهدي. ورغم استباق رئيس الوزراء الاحتجاجات بكلمة مليئة بالوعود الإصلاحية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، إلا أن كلمته لم تلق صدى لدى المتظاهرين، الذين أصروا على الخروج للتأكيد على مطالبهم مرددين هتافات مناهضة للحكومة والأحزاب السياسية فضلا عن مهاجمة إيران عبر الهتافات المناهضة لها وحرق صور مرشدها في كربلاء فضلا عن حرق مقرات الأحزاب التابعة لها في العراق.

خروج العراقيين كلفهم مزيدا من الدماء، حيث ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى 42 قتيلا وأكثر من ألفي مصاب نتيجة قمع رجال الشرطة للتظاهرات واستخدام الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع فضلا عن الهراوات وخراطيم المياه.

رغم ذلك لم يرهب قمع قوات الأمن والميليشيات الإيرانية التابعة لها المتظاهرين، رغم العدد الكبير الذي سقط منهم بين قتيل وجريح. ففي محافظة النجف جنوبي العراق نصب المتظاهرون الخيام معلنين الدخول في اعتصام مفتوح، نفس الأمر بساحة الحرية وسط العاصمة بغداد، وكذلك في محافظة الديوانية جنوبي العراق، حيث دخل العشرات من أهالي قضاء “الحمزة الشرقي” اعتصاماً مفتوحاً في مركز القضاء.

أما الوضع الأمني في عدد من مدن العراق الجنوبية بات خارج السيطرة؛ بسبب استمرار القتال بين فصائل الميليشات التي تستخدم القنابل اليدوية والقذائف، وسط اختفاء تام لقوات الجيش والشرطة.

حيث اندلعت مواجهات وحرب شوارع الجمعة، بين ميليشيا “سرايا السلام” من جهة وميليشيات “بدر والعصائب” من جهة ثانية في مدينتي العمارة والناصرية جنوبي العراق.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطعا مصورا لقائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح المقرب من إيران، وهو يحرّض قواته على ضرب المتظاهرين، ويصف المحتجين العراقيين بأنهم “ساقطون وسفلة” ويتهمهم بتقاضي الأموال من إسرائيل لإيذاء العراق على حد قوله.

كما تداول ناشطون صورا تظهر تعرّض فنانين عراقيين مشاركين بالتظاهرات الغاضبة لحالات اختناق نتيجة استهدافهم بقنابل الغاز أثناء مشاركتهم في تظاهرات ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.

وتحدث الناشطون عن تسجيل صوتي مسرّب يُظهر تهديد مسؤول العمليات في وزارة الصحة؛ لِمدراء المستشفيات في بغداد ويمنعهم من الكشف عن أعداد وبيانات ضحايا قمع المظاهرات الذين سقطوا بنيران القوات الحكومية.

وبحسب “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” فإن قائد مليشيا الحشد الشعبي فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس هما من يديران خلية قمع التظاهرات السلمية في العراق.

فيما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “الانتهاكات الكبيرة” من قبل قوات الأمن لحقوق الانسان، خلال التظاهرات في العراق، دون تحديد كيفية معاقبتها.

بدوره فضح النشطاء عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” ممارسات قوات الأمن والميليشيات الإيرانية المساندة لها في قمع التظاهرات وإسقاط المدنيين بين قتيل وجريح جراء استهدافهم بالرصاص الحي.

نرصد أبرز هذه المشاركات لنشطاء موقع التدوين المصغر تويتر عن تظاهرات الجمعة التي شهدتها عدة مدن عراقية:

ربما يعجبك أيضا