انتقادات واسعة لفيلم «أميرة» بسبب الأسرى الفلسطينيين

أماني ربيع

رؤية

رام الله – انتقدت هيئات فلسطينية رسمية وشعبية، الأربعاء، بشدة فيلما من إنتاج عربي مشترك، يتناول قضية الأسرى الفلسطينيين ومحاولاتهم الإنجاب من داخل السجون الإسرائيلية.

واعتبرت وزارة الثقافة ومؤسسات الأسرى الفلسطينية أن فيلم “أميرة” يمثل “تعدياً وإساءة لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم”، حيث يتناول عملية تهريب “النّطف” من سجون إسرائيل، بحسب ما ذكر موقع 24 الإخباري أمس (الأربعاء).

وصرح وزير الثقافة عاطف أبو سيف في بيان صحفي، بأن الفيلم “يسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية”.

وذكر أبو سيف أن الوزارة خاطبت نظيرتها الأردنية بخصوص الفيلم، إضافة إلى التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من “إساءة ومساس بقضية الأسرى مقدسة”.

وحذر أبو سيف من تداول فيلم أميرة “الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لأُسرهم بعد إنجابهم الأطفال من عملية تهريب النطف”.

بدورها، دعت مؤسسات الأسرى “هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى”، إلى منع عرض فيلم أميرة في الأراضي الفلسطينية.

وقال بيان مشترك للمؤسسات إن الفيلم “يدور حول قضية النطف من الأسرى الفلسطينيين بطريقة تتساوق بشكلٍ مباشر مع رواية الاحتلال الإسرائيلي بتجن كامل على الحقيقة”.

واعتبر البيان أن قضية النطف “شكلت على مدار السنوات القليلة الماضية أبرز الإنجازات التي تمكن من خلالها الأسرى كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي”.

وفيلم أميرة من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان وإخراج المصري محمد دياب، وهو إنتاج مشترك لشركات من مصر والأردن والإمارات والسعودية.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية ، يتناول الفيلم قصة الفتاة المراهقة أميرة، التي تنشأ معتقدة أنها ولدت نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها في سجن إسرائيلي، وهو ما يمنحها شعوراً كبيراً بالفخر، باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني.

لكن في إحدى الزيارات مع أمها للسجن، يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها، وهو ما ترفضه الأم في البداية، ثم تعود لتوافق عليه.

وتنجح عملية التهريب، لكن المفاجأة تقع عندما يعلن الأطباء أن النطفة التي استلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقا، وهو ما يدفع عائلة الزوج، ومعها أميرة إلى الشكّ أولاً في سلوك الأم، وتبدأ عملية مطابقة للبصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة، لكن من دون جدوى.

ومنذ سنوات، لجأت نساء فلسطينيات إلى تهريب نطف أزواجهن من السجون الإسرائيلية، واستخدامها في عملية يتم خلالها دمج البويضة مع الحيوانات المنوية خارج الجسم، ثم الخضوع لعملية إخصاب بها بغية الحمل.

وتعتقل إسرائيل أكثر من أربعة ألاف أسير فلسطيني بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاماً قيد الاعتقال.

ربما يعجبك أيضا