انتقاد غربي لـ«شنجهاي للتعاون».. ومخاوف من فخ الديون الصيني

محمد النحاس
منظمة شنغهاي للتعاون

الحجم الإجمالي لإقراض مبادرة الحزام والطريق الصينية في العقد الماضي يمكن أن يكون في حدود تريليون دولار.


نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالًا ينتقد منظمة شنجهاي للتعاون، على اعتبار أن الصين تهيمن على هذه المنظمة.

وتشكك الصحفية والمؤلفة الأسترالية وكاتبة العمود في المجلة الأمريكية، لين أودونيل، في فاعلية المنظمة وأدوارها الفعلية في العالم، الذي يعيش على وقع أزمات جمة، ومع ذلك يتركز نشاط المنظمة في تعزيز المآرب الصينية، كما تعتقد الكاتبة. 

لا أدوار واضحة

حسب لين أودونيل، من الصعب تحديد دور منظمة شنجهاي، لأنها لا تصدر أي بيانات “ذات مغزى”، أو تدعو إلى اتخاذ إجراءات بشأن قضايا محددة، أو تحفّز مقاربات جماعية للقضايا الإقليمية أو العالمية الملحة.

ويوضح المقال أن منظمة شنجهاي للتعاون، هي كتلة معظمها من دول آسيوية، وتتوسع بـ”بطء”، وتضم دولًا مثل الهند وباكستان، وتشكل ما يقرب من 40% من سكان العالم، وترغب تركيا وغيرها في الانضمام إليها.

اقرأ أيضًا| إيران توقع اتفاق عضويتها الدائمة في منظمة شنجهاي للتعاون 

أزمات لا تهم المنظمة 

تضيف أودونيل: “ليس من الواضح ما الذي ينتمون إليه”، فبينما يعاني العالم من الحروب والإرهاب والجوع والقمع وتراجع حقوق الإنسان، وتزايد الهوة بين الأغنياء والفقراء، ما زال أعضاء المنظمة “يرددون عبارات وشعارات قديمة تدفع للخضوع للسياسات الصينية”.

وتتابع واصفةً المنظمة بأنها مجرد “نادٍ صيني” يدور أعضاؤه في فلك بكين فحسب، وتوضح قائلة: “تدير الصين المنظمة التي أسستها ويترأسها أمين عام صيني”، وتسعى الدول الواقعة في نطاق مشروع الحزام والطريق للانضمام من أجل الحصول على المنح والقروض والتسهيلات التي تقدمها الصين، بالإضافة إلى البنية التحتية.

اهتمام خاص بوسط آسيا

أظهر الرئيس الصيني شي جين بينج، مدى أهمية آسيا الوسطى لسياسته الخارجية عندما اختار كازاخستان وأوزبكستان (العضوين المؤسسين في منظمة شنجهاي) وجهة له في سبتمبر من العام الماضي، في أول رحلة خارجية بعد تفشي وباء كورونا، كما تشير أودونيل. 

وعادت وتيرة العمل في المشروع تتسارع مع انقضاء الجائحة. وحسب المقال، يثير المشروع قلق الدوائر السياسة في واشنطن وبروكسل، ومن المقلق أيضًا كما يورد مقال الكاتبة الأسترالية، افتقار المشروع في كثير من الأحيان إلى المعايير الأمنية، التي يتعين أن تلتزم بها الشركات الغربية. 

بديل للمؤسسات الدولية؟

وفقًا للمقال، يتعلق ما تقدمه منظمة شنجهاي للتعاون بالأمن والاقتصاد، وهو وعد بتقديم بديل لمؤسسات الإقراض الدولية متعددة الأطراف، التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي مؤسسات هيمنت على تمويل التنمية التحتية بأنحاء العالم في القرن العشرين.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمة على ما ربط بلدان مجموعة “البريكس” وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي تأسس في بكين، حسب كاتبة العمود.

 وينقل المقال عن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أن الحجم الإجمالي لإقراض مبادرة الحزام والطريق في العقد الماضي يمكن أن يكون في حدود تريليون دولار، لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة.

الصين وفخ الديون 

تسوق الكاتبة الأسترالية أمثلة لدول “ألجمتها” الديون الصينية، مثل سريلانكا التي تخلفت العام الماضي عن سداد ديونها، واضطرت إلى أن تسلم الصين ميناء هامبانتوتا. وتدين باكستان هي الأخرى للصين بأكثر من 30 مليار دولار.

وهذه هي الحال أيضًا في أنجولا وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا، والتي يصفها المقال بأنها “مغمورة بالحبر الصيني الأحمر”، حسب موقع “ستاتيستا” المتخصص في تحليل البيانات، مشددةً على خطورة ما يعرف في الأوساط الغربية بـ”فخ الديون الصيني”.

اقرأ أيضًا| لافروف: التعاون بين دول منظمة شنجهاي وموسكو مهم 

ربما يعجبك أيضا