انتهاء مهلة «إيكواس».. صدام عسكري قادم في النيجر

عمر رأفت
فورين بوليسي : إنقلاب النيجر هو التحدي الأكبر الذي يواجه منطقة غرب أفريقيا على الاطلاق

أعطت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس" مهلة أخيرة للمجلس العسكري في النيجر لإعادة الرئيس المختطف محمد بازوم، ولكن يبدو أن المجلس يتمسك بالسلطة ويرفض التفريط فيها.


انتهت مهلة الأسبوع التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس” للمجلس العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس المعزول، محمد بازوم، إلى السلطة.

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير، يوم الجمعة 4 أغسطس 2023، للكاتبة الكسندرا شارب، أن هذا الإنذار قد يكون الشرارة التي تنطلق منها الحرب في منطقة غرب قارة إفريقيا.

الإنذار الأخير

خيّر الإيكواس المجلس العسكري بين أمرين في إنذاره، وهما: إما إعادة بازوم أو التدخل العسكري، ويبدو أن الصدام قادم بسبب عدم رغبة المجلس العسكري في النيجر، في التراجع عن قراره والافراج عن الرئيس المحتجز بالقصر الرئاسي.

اقرأ أيضًا: فرنسا تعلن دعمها جهود «إيكواس» لإحباط الانقلاب في النيجر

وقالت فورين بوليسي إن “هذا الإنذار الأمل الأخير قبل بدء الصراع عبر الحدود عبر منطقة غرب إفريقيا، من الإيكواس وهي الكتلة التي جرى تشكيلها من 15 دولة في عام 1975، بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي عبر المنطقة”. وتتمحور مبادئها حول إنشاء وحدة تجارية واحدة، على غرار سياسات الاتحاد الأوروبي، التي تعزز الحكم الديمقراطي والتعاون الإقليمي، وبهذه الطريقة، تكون كيانًا اقتصاديًّا وليس كيانًا عسكريًّا أو سياسيًّا.

أول ظهر لرئيس النيجر

الإيكواس والتدخل العسكري

لا يوجد ما يدل على أن هذه الكتلة لديها القدرة على نشر القوات أو التدخل في العمليات السياسية لدولة أخرى، ولم يحدث هذا خلال 15 عامًا الأولى من وجودها، ولكن حدث في ليبيريا، ففي عام 1990، عصفت الحرب الأهلية بالدولة الساحلية بعد أن أطاحت الجبهة الوطنية الوطنية في ليبيريا، بقيادة تشارلز تيلور، بالرئيس آنذاك صمويل دو في صراع بدأ في ديسمبر 1989.

وخوفًا من تزايد تدفقات اللاجئين وفقدان الاستثمار الأجنبي في إفريقيا، اتخذت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا خطوة غير مسبوقة بإرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيريا، وساعدت هذه القوات في تشكيل حكومة مؤقتة، وخلق الظروف لانتخابات جديدة، والإفراج عن السجناء السياسيين، والدفع من أجل وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضًا: وزير الدفاع التشادي: لن نتدخل في انقلاب النيجر

وأشارت فورين بوليسي إلى “حال أرادت الإيكواس التدخل العسكري في النيجر، لن تواجه المجلس العسكري فقط، ولكن القوات المالية والبوركينية أيضًا، إذ يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين الدول الثلاث، فجميعها لديها مشاعر معادية للفرنسيين بسبب ماضيهم الاستعماري المشترك، وجميعهم في منطقة الساحل، ويواجهون مخاطر بيئية وأمنية مماثلة”.

وأضافت “من ضمن القواسم وأهمها أنها تدار من الحكومات التي يقودها المجلس العسكري الذي وصل للسلطة في كل بلد”.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

اتهام روسيا

ألقى أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولاك، باللوم على الكرملين في التحريض على انقلاب النيجر، وعلى وجه التحديد، أشار بأصابع الاتهام إلى مجموعة فاجنر الخاصة الروسية.

واحتفل زعيم فاجنر، يفجيني بريجوجن، بالانقلاب الأسبوع الماضي، قائلًا إن قواته يمكن أن تساعد في مواقف مثل التي تتكشف في غرب إفريقيا، لكن مسؤولًا كبيرًا في المخابرات الأمريكية قال “لا يوجد دليل على أي تدخل خارجي في هذا الانقلاب”.

وكانت النيجر واحدة من آخر الدول في المنطقة التي كانت تتعاون بقوة مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في عمليات مكافحة الإرهاب، وإذا سارت النيجر بالطريقة التي تتبعها الحكومات ذات الميول الروسية، فسيكون هذا خبرًا سيئًا لواشنطن وباريس وبروكسل.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

إشادة بازوم

أشاد بازوم بتصرفات الكتلة، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم الخميس الماضي، وقال: “في منطقة الساحل المضطرب في إفريقيا، تقف النيجر كآخر معقل لاحترام حقوق الإنسان وسط الحركات الاستبدادية”.

لكن بازوم ليس وحده الذي أشاد بالموقف الخاص للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، فقد دعمت الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى قرار المنظمة، وحثّت زعماء المجلس العسكري على إعادة بازوم.

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، يوم الأربعاء 2 يوليو 2023، إنه تحدث مع رئيسي غانا ونيجيريا لإظهار دعم المملكة المتحدة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وحتى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وصف الانقلاب بأنه عمل غير دستوري.

ربما يعجبك أيضا