انخفاض مذهل.. هل فقد سلاح الغاز الروسي تأثيره في أوروبا؟

محمد النحاس
انخفاض مذهل.. هل فقد سلاح الغاز الروسي تأثيره في أوروبا؟

كانت إمدادات الغاز الروسي تشكل في السابق نحو 40% من واردات الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك تغير.. ماذا تقول الأرقام؟


تتوقع مفوضية الاتحاد الأوروبي أن ينخفض ​​طلب الكتلة على الغاز الروسي، بأكثر من إجمالي وارداتها من روسيا هذا العام.

يأتي ذلك في إطار جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى خفض استهلاك الغاز الطبيعي في دول الكتلة ككل، في ظل اضطراب العلاقات مع روسيا التي كانت أحد مصادر الغاز الرئيسة لأوروبا، قبل أن تندلع حربها مع أوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي.

جهود فعالة

أفادت تقديرات نقلتها صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إلى أن تدابير توفير الغاز التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة كانت فعّالة للغاية، وفقًا للتقرير الوارد أمس الخميس 25 مايو 2023.

وخلال بقية العام الجاري ستنخفض بمقدار 60 مليار متر مكعب، بالمقارنة مع متوسط استهلاك الكتلة على مدار السنوات الـ5 الماضية، في نجاح لافتٍ تمكن الاتحاد من تحقيقه.

ليست مصادفة

هذه المعلومات، وفقًا لوثيقة داخلية للمفوضية الأوروبية اطلعت عليها صحيفة فاينانشيال تايمز، أفادت أيضًا بأن هذا يمثل “أكثر من كميات الغاز المتوقع استيرادها من روسيا في عام 2023″، ولفتت أيضًا إلى أنه يزيد بمقدار 8 مليارات متر مكعب عما تمكن التكتل من توفيره في ذروة أزمة الطاقة العام الماضي، عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا.

والنجاح الذي حققه الاتحاد ليس وليد المصادفة، فحسب مفوّضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، كاردي سيمسون، ليس انخفاض الطلب على الغاز في أوروبا “حظًّا سعيدًا”، موضحةً خلال اجتماع المفوضين أنه جاء نتيجة سلسلة من القوانين الطارئة التي جرى إقرارها العام الماضي في أعقاب الحرب.

أرقام مذهلة

من بين القوانين التي أقرها الاتحاد، اتفاقية تقضي بأن تخفض دول التكتل الأوروبي استهلاك الغاز 15% طوعًا، وهو هدف نجح الاتحاد في تحقيقه بالفعل، وفقًا لمفوضية الاتحاد.

وحسب أحد مسؤولي الاتحاد الذي نقلت عنه الصحيفة البريطانية دون أن تسميه، ويعمل في مجال الطاقة، تعد الأرقام التي تمكّن الاتحاد من تحقيقها “مذهلة للغاية”، وهذا يعني أن روسيا قد فقدت تأثيرها في أوروبا على مستوى الغاز.

ومع ذلك يرى محللون أن الاتحاد شهد شتاءً معتدلًا في العام الماضي، ما أدى إلى خفض الاستهلاك، فضلًا عن الارتفاع الكبير في أسعار الغاز.

جهود متفاوتة

خلال مارس الماضي، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على تمديد هدف خفض الطلب 15% لعام آخر. وتلفت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن جهود توفير الطاقة لم تكن متساوية في جميع أنحاء الاتحاد.

ودليلًا على ذلك، وجد تقرير نشره مكتب البيئة الأوروبي أن 14 دولة فقط من دول الاتحاد اتخذت تدابير إلزامية لخفض استهلاك الطاقة، وشكلت 5 دول 60% من نسبة الخفض، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.

انخفاض كبير

حسب كاردي سيمسون، أدت تخفيضات الاتحاد للغاز إلى انخفاض إجمالي مدفوعات الاتحاد الأوروبي الشهرية لروسيا، من 21.4 مليار يورو في مارس 2022 إلى 2.7 مليار يورو في مارس 2023.

وكانت إمدادات الغاز الروسي تشكل في السابق نحو 40% من كميات الغاز الذي يستورده الاتحاد، لكن قبل بداية الحرب خفضت روسيا الكميات تدريجيًّا وحتى اندلاع الحرب، في مساعٍ لرفع الأسعار، والضغط على الكتلة الأوروبية.

وتراجعت إمدادات الغاز الروسي السنوية الإجمالية إلى أوروبا من 150.2 مليار متر مكعب في عام 2021 إلى 74.4 مليار متر مكعب في عام 2022، وبلغت الواردات في عام 2023 حتى الآن 10.8 مليار متر مكعب، وتعثرت جهود مجموعة الـ7 في قمة هيروشيما الأسبوع الماضي لإيقاف كل إمدادات الغاز الروسية بعد عرقلة مندوبي الاتحاد لها.

اقرأ أيضًا| الاتحاد الأوروبي يسعى لوقف واردات الغاز الروسي

اقرأ أيضًا|تراجع إنتاج الغاز الطبيعي الروسي بنهاية مارس 2023

ربما يعجبك أيضا