اندماج حركات أزواد في مالي.. مخاوف بشأن السلام ومصير اتفاق الجزائر

شيماء مصطفى
حركات أزواد تعلن اندماجها في حركة واحدة

لدى الحركات الأزوادية في مالي منذ عام 2019، رغبة في العمل تحت غطاء واحد، يجمع ما بين أذرعتها السياسية والعسكرية وبعد قرار الاندماج هل يعود القتال بين الحركة الجديدة الموحدة والجيش المالي؟


وسط مخاوف من تعقيد مسار السلام، بعد اتفاق الجزائر عام 2015، أعلنت عدة حركات أزوادية بشمال مالي، دمجها في حركة واحدة، أمس الخميس 9 فبراير 2023.

وقررت مختلف الحركات المنضوية في “تنسيقية حركات أزواد”، الاندماج، وذلك خلال اجتماع، أمس الخميس، في مدينة كيدال شمالي مالي، احتضنه ملعب بالمدينة التي تسيطر عليها الجماعات منذ أكثر من عقد، وفق تقرير لوكالة الصحافة الإفريقية APA.

خريطة مالي

خريطة مالي

بيان إعلان الاندماج

في بيان إعلان الاندماج، دعا قادة الحركات الأزوادية، حركات مسلحة أخرى نشطة في المنطقة، إلى الالتحاق بهم، بينها حركة بلاتفورم، وانكليزيفيتي.

وأضاف البيان أن مجلسًا سينشأ في أقرب وقت، من أجل تحديد التوجهات وتشكيلات “المنظمة الجديدة”، وفق نص البيان.

حركة تحرير أزواد

حركة تحرير أزواد

تنسيقية حركات أزواد

تجمع تنسيقية حركات أزواد CMA، وهي أحد الأطراف الموقعة على اتفاق الجزائر، 3 حركات هي: الحركة الوطنية للسلام في أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية لأزواد.

ووقع إعلان الدمج أمناء العموم لهذه الحركات الـ3، وهم بلال آغ الشريف عن الحركة الوطنية للسلام في أزواد، والغباس آغ انتالا عن المجلس الأعلى لوحدة أزواد، وإبراهيم ولد حن عن الحركة العربية في أزواد.

وتسعى الحركات الأزوادية عبر هذه الخطوة، لدمج أذرعتها العسكرية، والانخراط في جسم واحد. ولم يعلن الأزواد بعد اسم المولود الجديد، ولا شعاره، ولم يكشفوا عمن سيتولى قيادة الذراع السياسية والعسكرية للحركة الجديدة، التي ستنشأ على أنقاض الحركات الـ3 التي تشكل تنسيقية حركات أزواد.

حركات أزواد CMA

حركات أزواد CMA،

الحركات الأزوادية قبل الدمج

قبل هذا القرار، كانت الحركات المنضوية في تنسيقية حركات أزواد، تتمتع بالاستقلال في اتخاذ قراراتها على جميع الأصعدة، ولها مكتب تنفيذي تختار رئيسه لولاية من 6 أشهر غير قابلة للتجديد، وتعينه قائدًا عامًّا للجيش من ولاية لمدة سنة.

ويشغل الغباش آغ انتالا الآن منصب رئيس المكتب التنفيذي، وعينت الحركات قبل فترة قائدًا عامًّا للجيش، هو العقيد حمد ارهيص آغ محمد، وسيبقى هؤلاء في مناصبهم حتى تشكيل مؤسسات هذا الكيان السياسي والعسكري الجديد.

Kidal

مسار السلام ومصير اتفاق الجزائر

أبدى مراقبون تخوفهم على مصير اتفاق الجزائر، ومسار السلام، خصوصًا بعد قرار “المتمردين السابقين” في ديسمبر الماضي تعليق مشاركتهم في جميع ترتيبات تنفيذ هذا الاتفاق.

واشترطوا رفع تعليق مشاركتهم، بعقد اجتماع طارئ على أرض محايدة، مع الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر، من أجل دراسة اتفاق 2015، الذي تنتقد الحركات الأزوادية تأخر السلطات المالية في تطبيقه.

حركات ازوادية

حركات ازوادية

الوساطة الدولية

قبلت الوساطة الدولية شرط الحركات الأزوادية، مقترحة مشاركة حركة ابلاتفورم، والسلطات المالية، لكن هذه الأخيرة رفضت المشاركة في أي اجتماع يخص اتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015، خارج مالي.

وأمام هذا الوضع يبدي مراقبون خشيتهم من عودة المعارك بين الحركات الأزوادية والجيش المالي، في وقت يركز فيه كل طرف على تعزيز وجوده العسكري على الأرض.

ربما يعجبك أيضا