انطلاق انتخابات الرئاسة التركية.. هل يطيح كليتشدار بأردوغان؟

عمر رأفت
كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

يريد مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو الإطاحة بالرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بعد أن سيطر الأخير على تركيا لمدة 20 عامًا.


بدأت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، التي تشهد تنافسًا شرسًا بين مرشحي الرئاسة البارزين رجب طيب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن انتخابات اليوم الأحد 14 مايو 2023، تمثل تحديًا قويًّا للرئيس التركي الحالي أردوغان، وقد تتسبب في فقدانه السيطرة على السلطة في البلاد منذ 20 عامًا مضت.

انتقادات ضد أردوغان

قالت “سي إن إن” إن الرئيس التركي يواجه انتقادات لاذعة بسبب الاقتصاد المنهار، وكيفية تعامله مع الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي.

وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أنه يجب فوز المرشح للمقعد الرئاسي بأكثر من 50% من الأصوات ليلة الأحد، ليكون رسميًّا رئيسًا لتركيا، وإلا سيكون الاتجاه إلى جولة الإعادة في 28 من هذا الشهر.

اقرأ أيضًا: هل ستتمتع الانتخابات الرئاسية التركية بالحرية والنزاهة؟

وبينما وعد كليتشدار أوغلو، ذو الـ74 عامًا، بإجراء إصلاحات واسعة في اقتصاد تركيا المتعثر واستعادة المؤسسات الديمقراطية التي تعرضت للاستبداد والقمع من أردوغان، كان الرئيس التركي الحالي يمدح فترة حكمه، التي زعم أنها اتسمت بالاستقرار والسياسة الخارجية المستقلة.

الانتخابات الرئاسية التركية تنطلق .. هل يطيح كليتشدار أوغلو بأردوغان بعد 20 عامًا؟

الانتخابات الرئاسية التركية تنطلق.. هل يطيح كليتشدار أوغلو بأردوغان بعد 20 عامًا؟

توابع الزلزال

أشارت “سي إن إن” إلى تراجع العملة التركية على مدى العامين الماضيين، وارتفاع الأسعار بقدر كبير، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة المعيشة التي أضرّت بقاعدة دعم أردوغان المحافظة والطبقة العاملة.

وواجه أردوغان توابع سياسية بسبب زلزال 6 فبراير الماضي، وهاجمه منتقدوه لجهود الإنقاذ الفاشلة وعدم وضع ضوابط بناء قوية. وفي الأسابيع التي تلت الزلزال، اعتقلت الحكومة العشرات من المقاولين ومفتشي البناء ومديري المشاريع، لخرقهم قواعد البناء.

اقرأ أيضًا: أردوغان يحاول كسب الشباب التركي قبل الانتخابات الرئاسية.. هل نجح في ذلك؟

رفض النقاد هذه الخطوة ووصفوها بأنها سياسة “كبش الفداء”. واعتذرت الحكومة عن هذه الأخطاء في أعقاب الكارثة مباشرة.

الانتخابات الرئاسية التركية تنطلق .. هل يطيح كليتشدار أوغلو بأردوغان بعد 20 عامًا؟

الانتخابات الرئاسية التركية تنطلق .. هل يطيح كليتشدار أوغلو بأردوغان بعد 20 عامًا؟

65 مليون تركي مؤهلون للتصويت

أودى الزلزال بحياة أكثر من 51 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة. ولا يزال مصير الآلاف في عداد المفقودين، مع وجود قبور دون هوية تنتشر في الريف التركي الجنوبي الشرقي.

وتجري تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية كل 5 سنوات. ونقلت صحيفة ديلي صباح التركية عن نائب وزير الخارجية التركي، براق اقتشابار، أن أكثر من 1.8 مليون ناخب يعيشون في الخارج أدلوا بأصواتهم بالفعل بالانتخابات، وأن أكثر من 65 مليون تركي مؤهلون للتصويت.

اقرأ أيضًا: «واشنطن بوست»: ما مصير تركيا إذا خسر أردوغان الانتخابات الرئاسية؟

وقال رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أحمد ينر، الشهر الماضي، إنه من المتوقع ألا يصوت ما لا يقل عن مليون ناخب في المناطق المنكوبة بالزلزال هذا العام.

الانتخابات التركية

الانتخابات التركية

تأثير انسحاب محرم إنجه

في سياق متصل، ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية أن انسحاب المرشح الرئاسي، محرم إنجه من الانتخابات الرئاسية يمكن أن يسبب المزيد من المتاعب لأردوغان.

وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية إن داعمي إنجه قد يعطون أصواتهم إلى منافس أردوغان كيليتشدار أوغلو، ما قد يساعده بقدر كبير ويتسبب في مزيد من المتاعب لأردوغان صاحب الـ69 عامًا.

وأشارت “سي إن بي سي” إلى وجود عامل حاسم آخر يتمثل في الإقبال، حيث سيصوت أكثر من 5 ملايين شاب تركي للمرة الأولى، وكلما زاد إقبال الشباب، كان ذلك أفضل للمرشح المنافس والأسوأ للرئيس الحالي، كما يقول محللو الانتخابات.

الانتخابات التركية

الانتخابات التركية

أردوغان يستخدم نفوذه

عن إمكانية تشكيك أردوغان في نتيجة الانتخابات حال خسارته، قال أحد المحللين في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رايان بوهل، إن الرئيس التركي الحالي سيحاول استخدام نفوذه في المجلس الأعلى للانتخابات ووسائل الإعلام لإعادة الانتخابات.

وفعل أردوغان ذلك في عام 2019 عندما خسر حزبه، بفارق ضئيل، سباق رئاسة بلدية إسطنبول، لكنه خسر مرة أخرى بهامش أكبر بعد المطالبة بإعادة الترشح، ويخشى البعض أن هذا قد يؤدي إلى عدم استقرار في البلاد، ومن ثم إلى مزيد من التقلبات في الاقتصاد التركي المتضرر بالفعل.

ربما يعجبك أيضا