«انظروا في المرآة».. صحيفة صينية تنتقد الاستخبارات البريطانية

هل تستهدف الاستخبارات البريطانية الصين دون مبرر؟ «جلوبال تايمز» توضح

محمد النحاس

ما أبرز الحجج التي ساقتها جلوبال تايمز في انتقادها للاستخبارات البريطانية؟


انتقدت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية الناطقة بالإنجليزية، الاستخبارات الصينية بسبب “استهداف الصين” بمزاعم واهية، وفقًا لادعاء مقال نشرته اليوم 13 يناير 2024.

بحسب مقال الصحيفة، المقربة من الحزب الشيوعي الحاكم بالصين، إذا ما أراد جهاز الاستخبارات البريطاني، البحث عن أشخاص يعملون على سرقة معلومات الدول فعليهم أن يسالوا أنفسهم، متهمًا أجهزة الاستخبارات البريطانية بـ”النقاق”، وباستهداف أشخاص لمجرد اهتمامهم بالصين أو بسبب أصولهم الصينية.

تناقض بريطاني؟

يلفت المقال المنشور اليوم السبت إلى تمكن السلطات الصينية، من اعتقال رجل أعمال قام لسنوات بسرقة أسرار البلاد،  ومتهم بارتكاب جرائم خطيرة وعمل لصالح الاستخبارات البريطانية، وقالت الصين إن أجهزتها الأمنية اكتشفت واقعة تجسس استخدم فيها جهاز المخابرات البريطانية، المعروف أيضا باسم “إم آي 6” أجنبيا في الصين لجمع أسرار ومعلومات.

وأعلنت وزارة أمن الدولة الصينية على حسابها على موقع “وي تشات” أن أجنبيا، أشير له بـ هوانج، كان مسؤولا عن وكالة استشارات خارجية، وفي عام 2015، بدأت المخابرات البريطانية “علاقة تعاونية استخبارية” معه.

تدريب احترافي

ووفقًا للبيان أمرت المخابرات البريطانية هوانج بعد ذلك بدخول الصين عدة مرات، وأمرته باستخدام هويته العامة كغطاء لجمع معلومات مخابراتية متعلقة بالصين لصالح المخابرات البريطانية، وقالت الحكومة الصينية إن المخابرات البريطانية وفرت تدريبًا احترافيًا لهوانج في بريطانيا وأماكن أخرى، ومدته بمعدات تجسس خاصة، مردفه “بعد تحقيق دقيق، اكتشفت أجهزة أمن الدولة على الفور أدلة على تورط هوانغ في أنشطة تجسس، واتخذت إجراءات قسرية جنائية ضده”.

وتسلط صحيفة جلوبال تايمز الصينية، الضوء على ما تعتبره “نفاقًا” و”معايير مزدوجة”، متسائلةً عن مسمى القيام بأمر ما (التجسس المفترض)، ومن ثم اتهام دولة بذات الأمر. في حديثٍ له مع شبكة رؤية الإخبارية، وصف خبير الشأن الدولي، أحمد طارق، مثل تلك الخلافات بأنها سجالات جانبية تنتج جرّاء مساحة التنافر والتنافس بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

ادعاءات المملكة المتحدة

في العام الماضي، قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية MI6 (إم آي 6)، ريتشارد مور، إن الصين تمثل تحدي “العصر”، وفي عام 2021 وصف الصين بأنها “دولة استبدادية ذات قيم تختلف عن قيمنا”، وفقًا للمقال.

يعتبر المقال أن ما أسماه “اعتداءات بريطانيا على الصين” تأتي بأشكال متعددة، ويمكن أن تتجلى في تحذير بمزاعم غامضة وغير مصحوبة بأدلة، حول أفراد لهم تأثير على الساسة البريطانيين. ومن جانبه، لا يستبعد طارق، خبير الشأن الدولي، استخدام لندن تلك الوسائل والتي قد ترد عليها بكين في المقابل بأساليب مشابهة.

دخان بلا نار

يمكن أن تأتي الاعتداءات المفترضة، وفقًا للمقال، على شخيصات لمجرد أنهم يعملون مع صناع القرار صينيين، بل وتذهب أبعد من ذلك من خلال شن حملات اعتقال مفاجئة بذريعة قيام هؤلاء الأشخاص بالتجسس، ثم يفرج عنهم دون تهمة، كل هذه الطرق خلقت “دخان بلا نيران” وغذت من كراهية الصين.

وأحدث مثال على ذلك هو كريس كاش، الذي جرى القبض عليه مع أحد شركائه بموجب قوانين التجسس. ولا يمكن وصفه بأنه مؤيد للصين -فقد عمل في الواقع في مجموعة بحثية مناهضة للصين ونفى ارتكاب أي مخالفات. ويبدو أن جوهر التحقيق كان أنه كان على اتصال بسياسيين مؤثرين مهتمين بالشؤون الصينية. ولم يتم توجيه التهم إليه ولا إلى زميله.

أمثلة أخرى

قبل عامين، زعم جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني، كريستين لي، وهي من أصول صينية مقيمة في لندن، أنها تتجسس لصالح بكين، لكن لم يعقب ذلك صدور اتهامات رسمية، لكن سمعتها كانت قد تضررت بالفعل.

واتهمتها الوكالة “بالتورط في أنشطة التدخل السياسي” في المملكة المتحدة. كما تلقى المشرعون في مجلس العموم ما يسمى بـ “إنذار التدخل”، وهو الأول الذي يصدر منذ 80 عامًا. لم تكن لي تعلم شيئًا عن الأمر حتى رأت تقارير إعلامية تصفها بأنها “عدو الدولة”. ورفعت لاحقًا دعوى قضائية ضد ضد الوكالة لتبرئة نفسها.

ما سبب استهداف الصين؟

وفقًا للمقال، حددت أجهزة الاستخبارات البريطانية الصين بوضوح كهدف لعملياتها، ومتسائلاً يردف: فهل أحد جوانب ذلك هو إثارة الشكوك حول الناس لمجرد خلفيتهم الصينية أو بسبب علاقاتهم الشخصية بالصين، أو بسبب اهتمامهم الخاص بالصين؟

ويتسائل أيضًا، لماذا يوجد الكثير من الدخان دون نار، وكل هذه الاتهامات دون إثبات؟ ويختتم واصفًا الأمر بالنفاق خاصةً وأن الغرب نفسه تورط في أمور مشابهة في الماضي، وفق طرح المقال.

ربما يعجبك أيضا