ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، أن عملية المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والخاصة بتفجير أجهزة النداء (البيجر) الخاصة بحزب الله ترسل رسالة مفادها أنه يمكن اختراق الأجهزة المحمولة.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن للغرب بكل تأكيد أعداء يمكنهم اختراق الأجهزة الالكترونية في المستقبل، فهناك بعض الكيانات تفكر في إيجاد نقاط ضعف سيبرانية وبرمجية، ولذا يجب أخذ أمن الأجهزة الإلكترونية على محمل الجد.
الشعور بالقلق والتوتر
أضافت، أن الروس بدأوا في الشعور بالقلق والتوتر بخصوص إمكانية حدوث مثل هذه الأمور، خاصة من معارضيهم، لدرجة أنهم أنشأوا معهدًا خاصًا لاختبار صحة الرقائق الغربية المهربة للاستخدام في تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار، ووفقًا للأحداث الأخيرة بخصوص البيجر فهم على حق، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكشفت مجلة “بوليتيكو” الامريكية، مؤخرًا عن مخطط لمكتب التحقيقات الفيدرالي في الثمانينيات مصمم للتلاعب بأدوات تصنيع الرقائق التي كان السوفييت يستوردونها بشكل غير قانوني.
وأشارت “فايننشيال تايمز” إلى أن مراكز تصنيع الإلكترونيات تحولت الأن من الولايات المتحدة إلى قارة آسيا، وخاصة الصين وفي حالة تصنيع الرقائق أصبحت في تايوان، وكلما زاد عدد المنتجات التي تجمعها دولة ما، زادت فرص ارتكابها لمثل هذه الجرائم.
انفجار الأجهزة المعدلة للتجسس
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه يجب القلق من انفجار الأجهزة المعدلة للتجسس، ففي عام 2018، ذكرت وكالة بلومبرج أن الجواسيس الصينيين أضافوا شريحة بحجم حبة الأرز إلى لوحات الدوائر الإلكترونية للخوادم التي تستخدمها أمازون وآبل والبنتاجون، ويقال إن الشريحة الإضافية سمحت لجهة خارجية ما دون ذكر هويتها بتغيير طريقة عمل الخادم وسرقة البيانات.
ونفت جميع الشركات المعنية هذا الأمر، ورفضت بشدة التلميح إلى أن أمن بياناتها قد تعرض للخطر بينما نفى رؤساء الاستخبارات الأمريكية وجود أي دليل على التلاعب بالمنتجات، ولكن تلك التصريحات لا يجب أن تؤخذ على أنها صحيحة.
وأوضحت فايننشيال تايمز أن بعض أنواع المكونات اليوم لا تُصنع إلا في آسيا؟، فقد وجدت دراسة حديثة أن حاملات الطائرات الأمريكية الجديدة تحتوي على 6500 من أشباه الموصلات المصنوعة في الصين، وإذا استعان الجيش الأمريكي بموردين غير موثوقين، فقد تفعل شركات الاتصالات وغيرها الشيء نفسه وهذا يعرض شبكات الاتصال والأجهزة الالكترونية لخطر كبير.
دفاعات ضد الهجمات السيبرانية
أكدت الصحيفة البريطانية أن الشركات الغربية أنفقت العقدين الماضيين في بناء دفاعات ضد الهجمات السيبرانية، مليارات الدولارات في هذه العملية، ومع ذلك، فإن حتى أكثرها تطوراً لا تخصص سوى القليل من الموارد للتحقق من الرقائق أو فحص لوحات الدوائر داخل أنظمتها.
ولا يزال بعض المصنعين يفشلون في مراقبة أصل المكونات في أعماق سلاسل التوريد الخاصة بهم، على الرغم من إنشاء برامج قوية لتسهيل ذلك، كما أن فحص الأجهزة مكلف ومعقد من الناحية الفنية في كثير من الأحيان.
وبعد انفجار أجهزة البيجر، تمكن الصحفيون بسرعة من التأكد من أن الشركة المجرية التي باعت الأجهزة كانت لها صلة بإسرائيل، فيما أشارت فايننشيال تايمز إلى أن حزب الله ليس الوحيد الذي يعتمد على شبكات إنتاج إلكترونيات معقدة ذات رؤية محدودة، بل الكثيرين كذلك، ولا شك أن حزب الله يتمنى لو خصص المزيد من الموارد لأمن ويتعين على الشركات والحكومات الغربية أن تتأكد من أنها تفعل الشيء نفسه.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2006008