انهيار الحكومة الهولندية.. هل «زلزال الهجرة» السبب الرئيس؟

عمر رأفت
إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

تسببت قضية الهجرة في زلزال بهولندا، واستقال رئيس الوزراء، مارك روته، بعد أن رفض شركاؤه في الائتلاف الوسطي دعم سياسته الجديدة المتشددة بشأن اللاجئين.


تواجه هولندا أزمة سببها رئيس وزرائها، مارك روته، الذي استقال بعد أن رفض شركاؤه في الائتلاف الوسطي دعم سياسته.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير أمس السبت 8 يوليو 2023، للكاتبتين ماتينا ستيفيس جريدنيف وكلير موسى، أن موضوع الهجرة أصبح له تأثيرًا كبيرًا في تشكيل السياسة الأوروبية.

قضية المهاجرين

قالت الصحيفة الأمريكية إن روته رأى أن التنحي عن الحكومة وتقديم الاستقالة يكشف عن مرحلة جديدة من سياسات الهجرة الأوروبية، وهيمنت الأحزاب اليمينية المتطرفة على تلك القضية، واستغلت المخاوف العامة المتزايدة بشأن الهوية الوطنية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تلك القضية تأتي على خلفية أزمة تكلفة المعيشة، وانعدام الأمن الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية، والعدد المتزايد من طالبي اللجوء ومآسي المهاجرين في الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا: ملك هولندا يعتذر عن دور بلاده التاريخي في العبودية

وأوضحت أنه منذ ذروة أزمة اللاجئين السوريين في عام 2015، إيطاليا وألمانيا وفرنسا، وكذلك دول أوروبية أصغر، شهدت صعود الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة التي أعادت تشكيل السياسة في بلدانها.

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

أمر مثير للدهشة

على سبيل المثال، السياسي اليميني الإيطالي، ماتيو سالفيني، وأيضًا مارين لوبان الفرنسية، التي كانت ستفوز بالرئاسة الفرنسية على حساب الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، وفيكتور أوربان من المجر، الزعيم غير الليبرالي المناهض للاتحاد الأوروبي، والذي استخدم الخطاب المناهض للهجرة ليصبح صوتًا عالميًّا رائدًا في هذا الأمر، بجانب وجود عدد كبير من اليمين الأمريكي.

وقال الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة أمستردام، مارسيل هانيجراف، في تصريحات لنيويورك تايمز، إن انهيار تحالف روته بشأن سياسته الجديدة المتشددة بشأن اللاجئين، أمر مثير للدهشة، واصفًا إياه بالصدمة.

فيما قال روته إنه لن يشكل حكومة مع أحزاب يمينية متطرفة مثل، حزب من أجل الحرية، برئاسة خيرت فيلدرز، وهي جماعة مناهضة للهجرة دخلت المشهد منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

زيارة ثلاثية لتونس

حقق فيلدرز نجاحًا انتخابيًّا محدودًا، لكن أفكاره وجدت من يؤيدها بقدر كبير، وتغلغلت في السياسات السائدة بعد أزمة اللاجئين السوريين في عام 2015، عندما سعى أكثر من مليون لاجئ إلى الأمان في أوروبا.

وبرز موقف روته الثابت بخصوص الحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، وأصبح له دورًا مختلفًا عن رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، أو الزعيم اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي أشرف على ممارسات حدودية وحشية ضد المهاجرين.

وزار روته برفقة ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تونس، حيث عرض الثلاثة على الحكومة التونسية ما يصل إلى مليار دولار من المساعدات المالية، في مقابل منع المهاجرين من القدوم إلى أوروبا، بما في ذلك عن طريق إنفاذ القانون التونسي لمنع قوارب المهاجرين من المغادرة بطريقة غير قانونية.

أزمة الإسكان الميسور

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على المستوى الأوروبي، لا تكاد هولندا تسجل كدولة تعاني من مشكلة خطيرة في الهجرة، ومع ذلك، ارتفع عدد طالبي اللجوء في هولندا خلال العام الماضي، بما يتماشى مع الاتجاه العام في أوروبا.

واوضحت الصحيفة الأمريكية أن المحللين الهولنديين قالوا إن القضية الحاسمة التي تغذي القلق بشأن الهجرة هي أزمة الإسكان الميسور، والتي تعززها فكرة أن البلاد، مع تزايد عدد السكان والقطاع الزراعي المترامي الأطراف، تنفد من المساحة.

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

إنهيار الحكومة الهولندية .. هل قضية المهاجرين السبب الرئيسي؟

تغير الموقف

قال الأستاذ المساعد لقانون الهجرة في جامعة لايدن، مارك كلاسن، في تصريحات لنيويورك تايمز، إن عدد اللاجئين في هولندا الذين يتطلعون إلى انضمام أفراد عائلاتهم إليهم صغير جدًا، ولن يكون له تأثير ملموس في العدد الإجمالي للاجئين.

وأضاف كلاسن أن روته لم يكن راغبًا في السابق في استخدام سياسات الهجرة لصالحه، ولكن يبدو أنه يغير موقفه، وقال: “الجديد هو أنه مع هذا التطور، يتم استخدام قانون الهجرة لاكتساب مميزات سياسية”.

ربما يعجبك أيضا