انهيار نظام بوتين.. نموذج لـ«التفكير بالتمني» في الغرب

باحث: نظام بوتين على وشك الانهيار

محمد النحاس
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

نجح بوتين بسرعة كبيرة في فرض سيطرة قوية على النخب المنافسة بعد وصوله إلى السلطة في عام 2000، وقد ظل في السلطة لمدة 24 عاماً تمكن فيها من بسط هيمنته على مفاصل الدولة


كتب الزميل في مركز كارنيجي، مكسيم ساموروكوف، مقالًا في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية زعم فيه أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وشك الانهيار، مشبهًا إياه بالنظام السوفيتي في أيامه الأخيرة.

كانت الحجة الرئيسة في  المقال، مدفوعة بالقياس التاريخي، حيث بدا أن النظام السوفيتي في آخر عهده راسخًا لكنه انهار، وبالمثل فإن نظام بوتين يبدو قويًّا متماسكًا لكنه سوف ينهار أيضًا، في مقابل هذا الطرح، يناقش مقال لمجلة “ريسبنسول ستيت كرافت” الأمريكية، تلك الحجة مفندًا ادعاءات مقال “فورين بوليسي”.

التفكير بالتمني

في مقاله بمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت”، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسليان أن القياسات التاريخية قد تكون “جذابة”، ولكنها مُضللة لأنها تسلط الضوء على أوجه التشابه السطحية، في حين تتجاهل الاختلافات البنيوية.

وفي عالم السياسة الخارجية، دائمًا ما يحظى “التفكير بالتمني” برضا الجمهور، فالناس يحبون أن يُقال لهم ما يرغبون في سماعه بغض النظر عن الواقع؛ ويتابع المقال موضحًا في هذا الصدد، أنه في ظل غياب أي احتمالات لشن هجوم أوكراني مضاد ناجح في الحرب مع روسيا، فإن السيناريو البديل الذي يؤول لانتصار أوكرانيا، ويأمل به الغرب، هو انهيار النظام في موسكو، كما يلفت المقال المنشور في 30 أبريل 2024.

واقع مختلف

لكن سيناريو انهيار النظام الروسي غير مُرجح لجملة من الأسباب، فرغم جاذبية تلك الفكرة في الغرب وترديدها على نطاق واسع في مختلف مراحل الحرب، إلا أن الواقع يخبرنا بما هو مختلف.

هناك العديد من الجوانب المهمة التي يختلف فيها نظام بوتين عن الاتحاد السوفييتي، بدايةً ظل ميخائيل جورباتشوف في السلطة لمدة 6 سنوات فقط، ولم يتمكن من فرض سيطرة فعالة على الدائرة الداخلية للقادة السوفييت، وفق المقال.

هيمنة بوتين

نتيجةً لذلك، مُنعت مبادراته السياسية من التنفيذ، ما اضطره إلى تبني إجراءات جذرية أدت إلى زعزعة استقرار النظام بأكمله.

وعلى العكس، نجح بوتين بسرعة كبيرة في فرض سيطرة قوية على النخب المنافسة بعد وصوله إلى السلطة في عام 2000، وقد ظل في السلطة لمدة 24 عامًا تمكن فيها من بسط هيمنته على مفاصل الدولة، حسب المقال.

الموقف الاقتصادي والسكاني

بالإضافة إلى ذلك، كان الاتحاد السوفيتي مُفلسًا، وعانى من عجز تجاري واقترض الأموال من الخارج، وفي المقابل، ورغم ضغوط العقوبات الغربية، حققت روسيا فائضًا تجاريًا قدره 50 مليار دولار في العام الماضي.

كما كان الاتحاد السوفيتي عبارة عن اتحاد فيدرالي يشكل فيه الروس العرقيون 52% من السكان، أما روسيا في عهد بوتين فهي دولة مركزية بشكل أكبر، حيث يشكل الروس 82% من إجمالي عدد السكان.

ربما يعجبك أيضا