بأمر من ترامب.. “تيك توك” و”وي تشات” خارج الخدمة لدواعي أمنية

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان
اعتبارا من الغد لن يتمكن مستخدموا تطبيقي “تيك توك” و”وي تشات” في الولايات المتحدة من تلقي التحديثات الجديدة من متاجر التطبيقات،  إذ أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، أنه سيتم حظر التطبيقين الصينيين على متاجر أبل وجوجل وغيرهما، اعتبارا من الأحد، لمواجهة مخاطر تتعلق بالأمن القومي!

وقالت الوزارة في بيان: إن الحزب الشيوعي الصيني، أثبت أن لديه النية في استخدام هذين التطبيقين، لتهديد الأمن القومي وسياسة الولايات المتحدة الخارجية واقتصادها.

هذه الخطوة تأتي قبل بيان متوقع اليوم، للرئيس دونالد ترامب بشأن موقف إدارته من الموافقة على صفقة لصالح شركة Oracle الأمريكية للحصول على حصة أقلية في تيك توك المملوكة لـ”bytedanc” الصينية، لتصبح شريكا فنيا للشركة موثوقا به في أمريكا.

 حظر لمواجهة جمع “خبيث” للبيانات
وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس قال أمس: بتوجيهات من الرئيس، قمنا باتخاذ إجراءات مهمة لمكافحة جمع الصين الخبيث للبيانات الشخصية للمواطنين الأمريكيين، مع تعزيز قيمنا الوطنية، والمعايير المستندة إلى القواعد الديمقراطية، والتطبيق الصارم للقوانين الأمريكية، لافتا إلى أن من هذه الإجراءات حظر تنزيل “تيك توك” و”وي تشات”.

وفي يوليو الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن من يحمّلون “تيك توك” على أجهزتهم يضعون معلوماتهم الخاصة بيد الحزب الشيوعي الصيني.

يذكر أنه من المحظور على أعضاء الجيش الأمريكي تحميل تيك توك على أجهزتهم الخاصة بالعمل “المملوكة للحكومة”، وكذلك الحال بالنسبة لموظفي الحكومة الأمريكية.

وفقا لبيان وزارة التجارة، ستفقد “وي تشات” المملوكة لشركة “تنسنت” الصينية وكذلك “تيك توك” فرص التحميل من قبل مستخدمين جدد في الولايات المتحدة اعتبارًا من الغد، كما سيفقد المستخدمون الحاليون القدرة على تثبيت التحديثات الجديدة، وسيكون أمام “تيك توك” – التطبيق الخاص بنشر الفيديوهات القصيرة-  فرصة حتى 12 نوفمبر للوصول إلى صفقة ترضي الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية الناجمة عن هويتها الصينية، وفي حال لم يحدث ذلك سيتوقف التطبيق عن العمل تماما داخل أمريكا وسيحرم من عدد من العمليات الفنية.

فيما يتعلق بـ”وي تشات” الخاص بالمراسلة والتجارة الإلكترونية وخدمات الدفع المسبق، فمع حلول الإثنين المقبل، لن يتمكن مستخدموه في أمريكا من القيام بأي مدفوعات من خلاله أو الحصول على خدمات فنية من البائعين المتعاقدين معه، والتطبيق لديه في الولايات المتحدة مستخدمون بالملايين يعتمدون عليه في عمليات التجارة مع الشركات والأفراد في الصين.

تنفي الشركتان المالكتان للتطبيقين المزاعم الأمريكية بشأن مخاطر التجسس لصالح بكين، و في أغسطس الماضي، رفعت الشركة المالكةو لـ”تيك توك” دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بخصوص الأمر التنفيذي الخاص بحظر التطبيق بحلول 20 سبتمبر، داعية جميع شركات التكنولوجيا إلى الوقوف معها لدعم حرية التعبير، تجدر الإشارة هنا إلى أن مستخدمي التطبيق في أمريكا يبلغ عددهم نحو 100 مليون من إجمالي 800 مليون مستخدم لـ”تيك توك” حول العالم.

من جانبها قالت شركة تينسنت  مالكة “وي تشات”، اليوم، لوكالة “أسوشييتد برس”: إنها ستواصل مناقشة سبل معالجة المخاوف المنية مع الحكومة الأمريكية، للبحث عن حلول طويلة الأجل.

يبدو أن تطبيق “وي تشات” يواجه حظرا أكثر صرامة وتأثيرا من “تيك توك”، إذ سيتأثر بالقرار مباشرة اعتبارا من بعد غد الإثنين، ما يعني أن صفقة “تيك توك” مع أوراكل الأمريكية ربما تنجو، وتعيد للتطبيق الحياة في أمريكا، وبالأمس قال لاري كودولو مستشار البيت الابيض: إن “الأمن والملكية” من وجهة نظر الرئيس ترامب عاملان مهمان في عملية المراجعة الحالية لهذه الصفقة، في إشارة ضعيفة إلى احتمال أن تصادق إدارة ترامب على الصفقة – قبل تعديلها-  مساء اليوم، لاسيما إذ كانت خطوة الحظر غرضها الضغط من أجل زيادة حصة أوراكل في تيك توك أو حتى الوصول في النهاية إلى “أمركة” كاملة للتطبيق.

الرد الصيني: تنمر أمريكي
أعربت وزارة التجارة الصينية عن “معارضتها التامة” للقرار الأمريكي، داعية واشنطن إلى وقف ما وصفته البلطجة والسلوك غير المشروع، وقالت – في بيان نقلته “فرانس برس”” إنه “تنمر” أمريكي ينتهك قواعد التجارة الدولية، وواشنطن لا تمتلك دليل واضع  على أي تهديد أمني تشكله شركاتنا.

وأضافت: إذا أصرت الولايات المتحدة على السير على طريقتها الخاصة، فستتخذ الصين الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية.

وفي أول رد فعل عملي، أعلنت وزارة التجارة الصينية ظهر اليوم، عن تفعيل آلية تسمح لها بالحد من نشاط الشركات الأجنبية “غير الموثوقة” على أراضيها، وتشمل هذه الآلية فرض عقوبات على الكيانات التي تقوم بأنشطة تسيء إلى السيادة الوطنية للصين وإلى مصالحها على صعيد الأمن والتنمية أو تنتهك القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية، وقد تصل هذه العقوبات إلى حد حظر ممارسة الأعمال التجارية داخل الصين، وفق بيان الوزارة.  

ولم تحدد الوزارة شركات بعينها، إلا أنه ينظر إلى قرارها على نطاق واسع على أنه رد مباشر على الخطوة الأمريكية حيال تيك توك ووي تشات ومن قبلهما العملاقة هواوي، وهذا يعني أننا قد نشهد قيودا مماثل تفرض قريبا على شركات أمريكية داخل الصين.

في حين تدافع إدارة ترامب عن قرارها بحجة حماية الأمن القومي، فإن الانتشار الكبير للتطبيقين حول العالم ووجود أمريكا على رأس الدول الأقوى من حيث الأمن السيبراني، يحد من مزاعم استخدام التطبيقين في عمليات تجسس لصالح الحكومة الصينية، ويجعلنا أكثر ميلا لفهم قرار ترامب في إطار حربه التجارية مع الصين، ومحاولته الضغط على كل ما هو صيني، فما زالت حملته ضد هواوي والتي تجاوزت الحدود الأمريكية شاخصة أمامنا، ونذكر كيف استغل علاقاته الجيدة برئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون لحرمان العملاقة الصينية من السيطرة على سوق شبكات الجيل الخامس في بريطانيا، وبالعودة للحرب التجارية نذكر كيف أعلن الشهر الماضي، تأجيل محادثات مراجعة المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع بكين إلى أجل غير مسمى، ليفتح الباب أمام تكهنات بمزيد من التصعيد الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا