باتفاق هيروشيما.. أين يصل تعاون اليابان والمملكة المتحدة؟

قالت مجلة أمريكية، إن المملكة المتحدة واليابان تنويان منافسة القوى العظمى على المستوى الأمني والدفاعي.

وأوضحت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، في تقرير، إن المملكة المتحدة عملت على توطيد علاقاتها في المحيطين الهادئ والهندي، منذ بداية العقد الأول القرن الحادي والعشرين، من أجل أهداف اقتصادية وأمنية.

تطوير التعاون الدفاعي والأمني

أضافت ناشيونال إنترست، في تقرير نشرته أمس الأول الخميس 1 يونيو 2023، أن المملكة المتحدة واليابان عملتا على تطوير التعاون الدفاعي والأمني ​​منذ إبريل 2012، عندما أصدر رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيكو نودا، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وقتها، بيانًا مشتركًا بعنوان “شراكة استراتيجية رائدة من أجل الرخاء والأمن العالميين”.

اقرأ أيضًا: مقال لرئيس الوزراء الياباني: قمة هيروشيما تدافع عن النظام العالمي

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني الحالي، ريشي سوناك، في 18 مايو 2023، توقيع اتفاقية هيروشيما التي تهدف إلى شراكة استراتيجية عالمية بين اليابان والمملكة المتحدة، مع رئيس الوزراء الياباني الحالي، فوميو كيشيدا، ما من شأنه تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع والتكنولوجيا.

ويعد هذا الاتفاق علامة على مزيد من التعاون الدفاعي الذي تعزز على مدار العقد الماضي أو أكثر، ويعد بتطوير التعاون بين سلطات الدفاع على أساس اتفاقية الوصول المتبادل بين لندن وطوكيو، الموقعة في يناير 2023.

تدريبات عسكرية مشتركة

تتضمن اتفاقية هيروشيما تدريبات عسكرية مشتركة، ستشمل إعادة الانتشار المستقبلية لمجموعة حاملات الطائرات البريطانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ووضعت الاتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين ضمن أطر متعددة الأطراف، ستشمل مبادرة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، والشراكة الأوروبية الأطلسية.

وأصدرت المملكة المتحدة ورقة جديدة للسياسة الخارجية والأمنية، في 13 مارس 2023، تشمل كيفية الاستجابة لعالم أكثر إثارة للجدل وأكثر تقلبًا، مع التركيز على صعود الصين. ووضعت المملكة المتحدة في الورقة سياستها للمحيطين الهندي والهادئ على أنها “ركيزة دائمة” لسياستها على المستوى الدولي.

اقرأ أيضًا| قمة مجموعة الـ7 في هيروشيما.. رمزية تاريخية ومخاطر محدقة

وانعكست هذه السياسة البريطانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على اتفاقية هيروشيما مع اليابان. ويظهر من تاريخ اليابان والمملكة المتحدة، سعي البلدين باستمرار للتعاون في مجال معدات وتكنولوجيا الدفاع.

بعد اتفاق هيروشيما .. هل تستطيع المملكة المتحدة واليابان منافسة القوى العظمى؟

التعاون في مجال المعدات الدفاعية والتكنولوجيا

أشارت ناشيونال إنترست إلى أن من بين بنود التعاون الدفاعي والأمني ​​الـ8 المتفق عليها بين اليابان والمملكة المتحدة لعام 2012، تتعلق 3 بنود بالمعدات والتكنولوجيا الدفاعية. وعلى هذا الأساس أبرمت طوكيو مع لندن اتفاقية لنقل المعدات الدفاعية والتكنولوجيا في يوليو 2013.

ووصل تعاون البلدين إلى ذروته في بيان القادة المشتركين بشأن برنامج Global Combat Air (GCAP)، وهو خطة تطوير مشتركة بين لندن وطوكيو وروما للطائرات المقاتلة، تعود إلى ديسمبر 2022.

اقرأ أيضًا| قبيل قمة هيروشيما.. ضبابية الاقتصاد العالمي تزعج مجموعة الـ7

وأضاف تقرير المجلة الأمريكية أنه نظرًا إلى أهمية الأمن الاقتصادي في مواجهة احتدام المنافسة بين القوى العظمى، تضمن اتفاق هيروشيما قسمًا بعنوان “الازدهار الاقتصادي والأمن المدعوم بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار”، يدعو لإنشاء إطار تعاون علمي وتكنولوجي أشمل، يتجاوز تكنولوجيا الدفاع البحتة.

باتفاق هيروشيما.. أين يصل تعاون اليابان والمملكة المتحدة؟

التعاون في مجالات أخرى

نتج عن هذا القسم من الاتفاق إنشاء تعاون بين وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، ووزارة الأعمال والتجارة بالمملكة المتحدة، لتسهيل التعاون الشامل بينهما في مجالات مثل مرونة سلسلة التوريد، والوصول إلى الموارد الطبيعية الحيوية، وأشباه الموصلات، والبيانات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والعلوم الصحية.

ونص الاتفاق على تسهيل هذه الجهود من خلال وضع خطط للعلوم الصناعية والابتكار والتكنولوجيا وكيفية تنفيذها، لن يشمل فقط الوزارات المعنية، بل يشمل أيضًا القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والبحثية.

هل تستطيع المملكة المتحدة واليابان منافسة القوى العظمى؟

منافسة القوى العظمى

في اليوم السابق لإعلان اتفاق هيروشيما، أعلن سوناك في بيان في 17 مايو، أنه سينشر حاملة طائرات هجومية بالمحيطين الهندي والهادئ عام 2025، بتعاون فني مع الشركات اليابانية الخاصة مثل هيتاشي المحدودة وفوجيتسو.

وتشير هذه الملاحظات، حسب ناشيونال إنترست،  إلى أن تطوير البلدين للتعاون الثنائي في العلوم الصناعية والتكنولوجيا والابتكار “أحرز بالفعل تقدمًا كبيرًا”.

واستنتجت المجلة أن اتفاق هيروشيما بين اليابان والمملكة المتحدة هو “إعلان مشترك بشأن جهود التحضير لإعادة تنظيم سلاسل التوريد العالمية، وشبكات البحوث المشتركة الدولية، في سياق الأمن الاقتصادي في ظل منافسة القوى العظمى”.