باحثة تحذر: الذكاء الاصطناعي يستهلك الطاقة بشراهة

محمد الجرزاوي
الذكاء الاصطناعي

يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي “إيه آي” طاقة تفوق محرك بحث تقليديا 30 مرة، وفق ما حذّرت منه الباحثة ساشا لوتشيوني التي تسعى إلى زيادة وعي التأثير البيئي لهذه التكنولوجيا الجديدة.

وقالت لوتشيوني على هامش مؤتمر “أول إن” للذكاء الاصطناعي في مونتريال: “أجد أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإجراء بحث في الإنترنت مخيب للآمال”. وفقًا لما نشرته وكالة “فرانس برس”، أمس الأحد 15 سبتمبر 2024.

برامج الذكاء الاصطناعي

أضافة ساشا لوتشيوني تحتاج نماذج اللغة التي تعتمد عليها برامج الذكاء الاصطناعي قدرات حاسوبية هائلة للتدريب على مليارات نقاط البيانات الأمر الذي يستلزم خوادم قوية، وتضاف إلى ذلك الطاقة المستهلكة للاستجابة لطلبات المستخدمين.

وأوضحت أنه بدلا من مجرد استخراج معلومات، “كما يفعل محرك بحث للعثور على عاصمة دولة ما على سبيل المثال”، فإن برامج الذكاء الاصطناعي “تولّد معلومات جديدة” ما يجعل العملية “أكثر استهلاكا للطاقة”.

وأفادت وكالة الطاقة الدولية بأن قطاعَي الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة استهلكا حوالي 460 تيراوات ساعة من الكهرباء في العام 2022، أي 2% من الإنتاج العالمي الإجمالي.

استخدام الطاقة

شاركت لوتشيوني في عام 2020، وهي باحثة رائدة في تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ، في إنشاء أداة “كودكاربن” المخصصة للمطورين من أجل تحديد البصمة الكربونية التي يتركها تشغيل جزء من التعليمات البرمجية.

وتعمل لوتشيوني حاليا، والتي ترأس استراتيجية المناخ في شركة “هاجينج فايس” الناشئة، وهي منصة لمشاركة نماذج الذكاء الاصطناعي ذات الوصول المفتوح، على إنشاء نظام اعتماد للخوارزميات.

وعلى غرار برنامج “إنرجي ستار” التابع لوكالة حماية البيئة الأميركية الذي يمنح نقاطا للأجهزة الإلكترونية استنادا إلى كمية الطاقة التي تستهلكها، سيمكّن هذا النظام من معرفة كمية الطاقة المستهلكة من منتج ذكاء اصطناعي بهدف تشجيع المستخدمين والمطورين على “اتخاذ قرارات أفضل”.

نماذج ذكاء اصطناعي

تقوم لوتشيوني، بتجربتها على نماذج ذكاء اصطناعي توليدي يمكن الجميع الوصول إليها، لكنها ترغب أيضا في القيام بتجربتها على نماذج تجارية من “جوجل” و”أوبن إيه آي”، الشركة المطوّرة لبرنامج “تشات جي بي تي” والتي ما زالت متردّدة حتى الآن في الموافقة على ذلك.

ورغم التزام “مايكروسوفت” و”جوجل” بتحقيق الحياد الكربوني بحلول نهاية العقد، فإن الشركتين الأميركيتين شهدتا ارتفاعا كبيرا في انبعاثاتهما من غازات الدفيئة عام 2023، بسبب الذكاء الاصطناعي زيادة 48% لجوجل مقارنة بالعام 2019 و29% لمايكروسوفت مقارنة بالعام 2020.

أزمة المناخ

قالت لوتشيوني: “نحن بذلك نعمل على تسريع وتيرة أزمة المناخ”، داعية إلى مزيد من الشفافية لدى شركات التكنولوجيا.

وأضافت أن الحل يمكن أن يأتي من الحكومات التي “تسير من غير هدى” في الوقت الحالي، بدون معرفة ما هو موجود “في مجموعات البيانات أو طريقة تدريب الخوارزميات”.

الذكاء الاصطناعي التوليدي


الذكاء الاصطناعي التوليدي

الذكاء الاصطناعي التوليدي

أشارت الباحثة ساشا لوتشيوني إلى أن من الضروري أيضا “أن نشرح للناس ما الذي يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي فعله وما لا يمكنه فعله، وبأي ثمن”.

وأظهرت لوتشيوني في دراستها الأخيرة أن إنتاج صورة عالية الوضوح باستخدام الذكاء الاصطناعي، يستهلك طاقة تعادل ما تستهلكه إعادة شحن بطارية الهاتف الخلوي إلى الحد الأقصى.

دمج التكنولوجيا

يرغب عدد متزايد من الشركات في دمج التكنولوجيا بشكل أكبر في الحياة اليومية، عبر روبوتات المحادثة والأجهزة المتصلة أو في عمليات البحث عبر الإنترنت، دعت لوتشيوني إلى “رصانة الطاقة”.

وشددت على أن “الفكرة هنا لا تكمن في معارضة الذكاء الاصطناعي بل في اختيار الأدوات المناسبة واستخدامها بحكمة”.

ربما يعجبك أيضا