باحث سوري لـ”رؤية”: مرتزقة تركيا تغولوا على حساب حياة المدنيين وممتلكاتهم

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أصبح كل ما يهم تركيا ونظام رجب طيب أردوغان هو تمرير المصالح والأجندات عبر وجود نفوذ “أنقرة” المتغول في سوريا على حساب حياة المدنيين وممتلكاتهم، يأتي هذا في الوقت الذي تتزايد فيه فرص انتشار فيروس كورونا في البلاد، وتريد تغليب نفسها كقوة إقليمية وإيجاد وزن لها مقابل القوتين الدوليتين الروسية والأمريكية، ولو كان ذلك على حساب استقرار وسلام سوريا، طالما أنه لا توجد إمكانيات تردع المطامع التركية.

أوضاع أمنية سيئة

يقول الكاتب الصحفي والباحث السوري، مالك الحافظ: عن المناطق التي دخلها النفوذ التركي عنوة وخارج أي تنسيق مع أي جهة، إن الأوضاع الأمنية في مناطق تل أبيض ورأس العين هي أوضاع سيئة ومنفلتة جدًا، وهذا لا يتعلق فقط بتلك المناطق والتي أسمتها تركيا “نبع السلام”، فنلاحظ أيضًا انفلاتًا أمنيًا، وصراعًا بين الفصائل التي تأتمر بأمر تركيا في باقي مناطق النفوذ التركي (درع الفرات وغصن الزيتون)؛ ولذلك عدة أسباب.

أولًا هناك صراع نفوذ بين الفصائل في تلك المناطق، وذلك بسبب التناحر الذي تزداد حدته، والرؤى المختلفة بين كل منها، وهي قوى تتصارع فيما بينها ولا هوية وطنية توحدهم.

المرتزقة

وثانيًا: هذه الفصائل تعمل على مبدأ الارتزاق بعد اندثار المشروع الوطني، لذلك نجد أن انقطاع الرواتب لشهور من قبل الممول التركي وحتى اقتطاع أجزاء منه من قبل قيادات تلك الفصائل يجعل نار الاقتتال قابلة للاشتعال، فضلًا عن أنهم باتوا في أحيان يعتمدون على السرقة والارتزاق من قبل المدنيين عبر السطو على أملاك السكان الأصليين في مناطق غصن الزيتون، والسعي لتحصيل الأموال بأي طريقة كانت حتى لو وصل الأمر للاعتداء على مقرات باقي الفصائل الموجودة في المنطقة، على مبدأ يمكن أن نسميه “الغزوات الارتزاقية”.

وأضاف الباحث السوري -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- إن ما يحصل في تلك المناطق مريب جدًا؛ فلا استقرار أمني ولا مشروع سوري يمر عبرها.

انتشار كورونا

وأشار مالك الحافظ إلى أنه بخصوص انتشار فيروس كورونا في سوريا؛ فإن وصول عدد الحالات إلى 50 حالة، هو رقم منخفض جدًا قياسًا بالأرقام العالمية، وقد تكون هناك حالات أكثر لكن يصعب الكشف عنها والوصول إليها بسبب حالة تردي الواقع الصحي، ولما يتعلق ذلك أيضًا بحالة الحرب التي تعاني منها سوريا، حيث تأثرت مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي.

ونوه الحافظ بأن الأرقام قد تكون مرشحة للزيادة، فهناك ضعف في تطبيق الإجراءات الاحترازية، ولا أعتقد أن هناك إمكانية لضبط العشوائية المتركزة بشكل أساسي في العاصمة بدمشق، لكن لنا الآن فيما يقال من إحصائيات رسمية وبناءً عليها فإنه لا يعتبر هذا الرقم بالمؤشر الخطير.

ربما يعجبك أيضا