باستضافتها قمة مجموعة الـ7.. اليابان تقدم درسًا للعالم

آية سيد
باستضافتها قمة مجموعة الـ7.. اليابان تقدم درسًا للعالم

في ظل ارتفاع التوترات العالمية أصبح فوميو كيشيدا مصممًا على استخدام رئاسة اليابان لمجموعة الـ7 لتوضيح بعض الحقائق.


استضافت اليابان قمة مجموعة الـ7 في مدينة هيروشيما، في الفترة من 19 حتى 21 مايو 2023.

وفي هذا السياق، وصف الزميل بمعهد هدسون الأمريكي، والتر راسل ميد، القمة بأنها استثنائية وناجحة، وتمثل انتصارًا شخصيًّا لرئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، وإنجازًا مهمًا باتجاه استحداث رد مشترك على الأزمة العالمية.

قمة استثنائية

قال راسل ميد، في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الاثنين 22 مايو 2023، إن معظم القمم العالمية لا يكون لها تأثيرًا كبيرًا في السياسة الوطنية أو الأحداث العالمية، وسرعان ما تُنسى. وكان من المتوقع أن تسير القمة التي تترأسها اليابان بسلاسة، لتعكس طبيعة المجتمع الياباني الذي يتجنب المخاطرة ويسعى للاستقرار.

لكن في ظل ارتفاع التوترات العالمية، أصبح كيشيدا مصممًا على استخدام رئاسة اليابان لمجموعة الـ7 لتوضيح بعض الحقائق. ولفت الكاتب إلى أن كيشيدا حقق هدفه، وأن نجاح قمة هيروشيما كان بمثابة انتصار شخصي لكيشيدا وإنجاز مهم باتجاه استحداث رد مشترك على الأزمة العالمية.

اقرأ أيضًا| مقال لرئيس الوزراء الياباني: قمة هيروشيما تدافع عن النظام العالمي

حقيقتان مهمتان

أراد كيشيدا أن يفهم القادة نقطتين رئيستين، وفق الكاتب الأمريكي. الأولى هي أن العالم يواجه تحديًا موحدًا ومُلحًا من الصين وروسيا. هذا لأن الدولتين جارتان لليابان، وتمتلك اليابان نزاعات إقليمية معهما منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك صعّدت روسيا والصين تعاونهما البحري في بحر اليابان.

إلا أن معظم الدول الأوروبية حاولت تجنب تصوير النزاعات مع روسيا والصين كجزء من أزمة عالمية واحدة تستلزم ردًا موحدًا ومنسقًا. وفضلت دول مثل ألمانيا وفرنسا عزل علاقاتها التجارية مع الصين عن التوتر الجيوسياسي قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا| حوار| خبير ألماني لـ«رؤية»: الانفصال عن الصين اقتصاديًّا باهظ التكلفة

التضامن مع أوكرانيا

حسب راسل ميد، كانت دعوة كيشيدا للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لحضور قمة الـ7 آخر خطوة في الحملة اليابانية رفيعة المستوى لإظهار أهمية النهج المتكامل تجاه التحدي الصيني الروسي للنظام العالمي.

وبعد يوم من زيارة شي جين بينج لموسكو في مارس الماضي، للتأكيد على شراكته مع فلاديمير بوتين، سافر كيشيدا إلى كييف في زيارة مفاجئة للتشديد على تضامن اليابان مع أوكرانيا. وهذا الشهر، أعلنت اليابان وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أنهما سيفتتحان مكاتب اتصال في بروكسل وطوكيو لتسهيل التنسيق.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن وجود زيلينسكي في مؤتمر تهيمن على أجندته الرسمية المخاوف بشأن الصين شدد على الرابط بين التحديين الصيني والروسي.

اقرأ أيضًا| الصين تعارض خطة حلف الناتو لفتح مكتب في اليابان

دور محوري للهندوباسيفيك

النقطة الثانية التي أراد كيشيدا إيصالها هي أنه في حين أن اليابان تهتم بأوكرانيا وترى رابطًا عميقًا بين أفعال روسيا في أوروبا والتحركات الصينية في منطقة جوارها، فإن منطقة الهندوباسيفيك حلت محل أوروبا كمسرح رئيس للسياسة العالمية.

وأوضح راسل ميد أنه رغم أن زيلينسكي كان القائد الأوروبي الوحيد من الدول غير الأعضاء الذي جرت دعوته، شملت قائمة المدعوين عددًا كبيرًا من دول الهندوباسيفيك، مثل فيتنام، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، والهند، وجزر كوك (بصفتها رئيس منتدى جزر الباسيفيك).

رؤية مشتركة

أشار والتر راسل ميد إلى أن الدولة التي تتشارك أقرب رؤية عالمية مع اليابان هي بريطانيا، الدولة الجزرية التي تقع على الحافة الغربية من أوراسيا.

وفي سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية، التي انعقدت في لندن وكامبريدج الأسبوع الماضي برعاية معهد ريجان بواشنطن وجمعية هنري جاكسون ببريطانيا، قدمت مجموعة من كبار المسؤولين والبرلمانيين البريطانيين حُججًا مماثلة لوفد زائر من الكونجرس الأمريكي يضم أعضاءً من الحزبين، بقيادة مايك جالاجير.

واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالاستشهاد بتحذير مارجريت تاتشر لجورج بوش الأب، عندما قالت “الوقت ليس مناسبًا للتذبذب”. وقال إنه من الواضح أن هذه هي النصيحة التي تقدمها اليابان وبريطانيا للأمريكيين اليوم.

ربما يعجبك أيضا