سعف وذبائح وأراجيح.. أبرز طقوس الحج الشعبية في الدول العربية

شيرين صبحي
سعف وذبائح وأراجيح.. أبرز طقوس الحج الشعبية في الدول العربية

كيف يحتفل العرب بموسم الحج والحجيج؟ وما الطقوس الشعبية التي يمارسونها؟


تتشابه كثير من طقوس الحج الشعبية التي تمارسها شعوب الدول العربية، وإن اختلفت في بعضها.

ويشترك العرب في تزيين مداخل منازل الحجاج بسعف النخيل وأشجار السرو، تيمُّنًا بالرسول عند هجرته إلى المدينة المنورة. وتنحر العائلات الميسورة الخراف ليمر فوقها الحجاج، ويطبعون أصابعهم بدمائها على جدران المنازل.

أرجوحة تدفع الأخطار

391208 المدرهة في اليمن

المدرهة

في اليمن تبدأ طقوس استقبال الحجاج قبل سفرهم، فمع دخول شهر ذي الحجة تنصب “المدرهة”، وهي أرجوحة كبيرة مصنوعة من الأشجار ومثبتة بالحبال، ويبدأ الأهل والأصدقاء بالتأرجح عليها، اعتقادًا منهم أنهم يدفعون أخطار الطريق عن الحاج.

اقرأ أيضًا: صور| قبل التكنولوجيا.. كيف كانت رحلة الحج قديمًا؟

وفي أثناء ركوب الحجيج المدرهة يرددون الأناشيد، وبعد عودة الحجاج يستقبلهم الأهالي بنثر الفل والياسمين في طريقهم إلى البيت، فضلًا عن إطلاق الزغاريد والأناشيد، وقرع الطبول والمزامير، وإعداد الولائم للمهنئين، وتستمر تلك المراسم 30 يومًا.

الأعلام الخضراء

تتميز الإمارات بتزيين المنازل بالأعلام الخضراء، رمزًا للطهارة ولون الجنة، إضافة إلى “النثور”، وهي قطع معدنية وحلويات وأوراق الزهور، التي تنثر على رؤوس الحجاج، وفي البحرين يستعد الأهالي بتربية خروف لذبحه على قدم الحاج.

اقرأ أيضًا: 5 سنن مستحبة في عشر ذي الحجة 2023

وتبدأ مراسم الزفة وتزيين الحجاج بالورود والأهازيج. وفي كل من الجزائر والمغرب وتونس، تجهز القبائل الكبيرة أطباقًا مثل “الطمينة”، التي تحضر من الدقيق الممزوج بحبات من الرمان والعسل.

شجر الدر وبداية المحمل

المحمل المصري

كان موكب المحمل الذي يخرج كل عام حاملًا كسوة الكعبة، أشهر ما يميز مصر، واستمر منذ عهد شجر الدر حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي. وبدأت قصة المحمل عام 1265، عندما أدت زوجة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، شجر الدر، مناسك الحج في هودج على ظهر جمل.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل عند تعرضك لوعكة صحية مفاجئة خلال تأدية مناسك الحج؟

وفي العام التالي أرسلت الهودج نفسه على جمل مع قافلة الحجاج، لإضفاء هيبة الدولة المصرية على القافلة، وبعدها ذهب السلطان الظاهر بيبرس إلى الحج، واصطحب معه الهودج، حتى صار المحمل عرفًا يتبعه من تعاقبوا على حكم مصر، كرمز للسلطنة أو الملكية.

ما المحمل؟

المحمل هو مربع خشبي له قمة هرمية، ومغطى بالقماش المقصب باللون الأسود، المطرز بالذهب، وأرضيته من الحرير الأخضر والأحمر، ويتدلى من حروفه المربعة شرّابات علقت فيها كرات من الفضة.

وفي الجزء العلوي الأمامي منه منظر للكعبة مشغول بالذهب، وفوق قمة الهرم رمز السلطان، ويوضع المحمل على ظهر جمل، يعفى بقية حياته من الأعمال الشاقة، ويظل في راحة وعناية كاملة، حتى موسم الحج ليذهب ويعود.

شوارع القاهرة تحتفل

ةشاةشم

احتفالات المصريين بالمحمل

وتبدأ رحلة الكسوة الشريفة من الخرنفش بالقاهرة، فقد كانت تصنع هناك، وكانت لها مخصصات وأموال، للإنفاق عليها، والمسؤول عنها يسمى بناظر الكسوة. وكان المحمل يسير في شوارع القاهرة التي تكتظ هذا اليوم بالناس، حتى يصل إلى ميدان الرميلة، ثم ميدان قره ميدان.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| مناسك الحج كاملة بالترتيب

وبعد ذلك تُطلق القلعة 12 طلقة مدفع، وبعدها يسير المحمل إلى باب الوزير، ويدخل إلى القلعة، وتضم قافلة الحج فرقًا مختلفة من الجيش والجماعات الدينية ورؤساء الطرق الصوفية، ويتحرك الركب إلى أسفل القلعة.

حجاج المغرب العربي

كان حجاج المغرب العربي وإفريقيا والأندلس يخرجون مبكرين إلى الحج، ليضمنوا الوصول إلى مصر أواخر شوال، وحضور احتفالات موكب المحمل المصري قبل خروجه إلى الحجاز، وينضموا إلى الركب. وخروج المحمل من مصر كان يمثل عيدًا يحتفي به المصريون، فكان المحمل يطوف القاهرة مرتين قبل رحيله.

المرة الأولى تكون في شهر رجب، والثانية في شوال. وخلال هذه الاحتفالات كان المحمل يتقدم الموكب بقيادة “أمير الحج”، تلحقه الجمال والحجاج وأمتعتهم، يحيط بهم عشرات الجنود، ويتبعهم موكب من الدراويش الصوفية، وهم يدقون على الطبول والدفوف، ويرددون الأناشيد الدينية.

ربما يعجبك أيضا