بالمرتزقة وتعطيش أهالي الحسكة.. مكائد أردوغان لنشر الفوضى في سوريا تتزايد

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

قال الباحث السوري المختص بالشأن الدولي، مالك الحافظ، إن تركيا عملت من أجل تكريس نفسها كقوة إقليمية في الملف السوري على لعب دور فوضوي في هذا الملف، من خلال التأثير فيه بشكل مريب ابتداءً من تمددها في مناطق شرق الفرات وصولًا إلى طمعها في ليبيا وإقحام الورقة الليبية في الملف السوري للمساومة عليه، وذلك عبر إرسال مقاتلين سوريين يأتمرون بها إلى هناك، وهو ما اعترف به مؤخرًا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يبدو أنه يعتبر نفسه سلطانًا عثمانيًا هاربًا من عصر السلطنة العثمانية.

كما استخدمت تركيا المقاتلين السوريين ورقة لها للضغط أكثر على روسيا في الملف السوري، حيث يتضح الخلاف المستمر بين روسيا وتركيا حول المسألة الليبية، وهذا يدلل على انزعاج موسكو من نقل أنقرة نفوذها إلى الملف الليبي لكي تشغل مساحة أوسع لها وتساوم بنفوذ أكبر في ليبيا.

شراء المقاتلين

وأضاف مالك الحافظ في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن تركيا أغرت آلاف المقاتلين السوريين بألفين دولار شهريًا في مقابل القتال لصالح أهدافها في ليبيا ودعم حليف أردوغان في طرابلس فايز السراج وحكومة الوفاق، ما يعني تقريبًا عشرة أضعاف ما يتقاضونه في سوريا لنفس المدة، فضلًا عما قالته مصادر بمنح الجنسية التركية لهم دون تحديد الشروط الموجبة لذلك.

وتابع حافظ قائلًا: هذا التدخل بكل تأكيد يشير إلى سوء الدور الذي انتقلت إليه أنقرة، وهي التي تريد أن تتوسع في الوقت ذاته بمناطق شرق الفرات السورية.

ورغم أن الاتفاق الروسي التركي حول مناطق شرق الفرات مضى عليه أكثر من 4 شهور، غير أن أنقرة وفصائلها السورية المدعومة من قبلها، لا تزال تزيد من تصعيدها هناك؛ فالقصف على مناطق خارج إطار نفوذها المؤقت هناك ما زال واقعًا، فضلًا عن الحصار المفروض مؤخرًا عبر قطع المياه، وكل ذلك يصب في إطار رغبة تركيا في توسيع رقعة نفوذها في تلك المنطقة؛ ولو كان على حساب ضرب اتفاقياتها مع روسيا وعدم الالتزام بها.

تصعيد مرتقب

وأشار الباحث السوري المختص بالشأن الدولي إلى أنه يبدو أننا سنشهد تصعيدًا أكبر خلال الأيام المقبلة إلى حين تأمين مساحة جديدة لتركيا تسيطر عليها هناك على مبدأ المساومة التي عكفت عليها خلال الفترة الماضية.

وأضاف: كل ذلك سيؤدي إلى تعقيد المشهد السوري ما دامت أنقرة تدعي حماية أمنها القومي، وهي في واقع الحال تسعى لتنفيذ أجندتها على حساب الدم السوري، الذي بات يهدر خارج الحدود السورية في خدمة هذه الأجندة.

قطع المياه

وتستمر القوات التركية، والفصائل الإرهابية الموالية لها في سوريا، بارتكاب الجريمة تلو الأخرى ضد الشعب السوري بعد إقدامهم على قطع المياه عن مليون مواطن مدني شرقي سوريا، في الوقت الذي أطلق فيه الجيش السوري 50 قذيفة على نقطة تركية في إدلب، وحسب ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية؛ فإن ضباط من الجيش التركي يرافقهم فصال إرهابية موالين لأنقرة، أقدموا على وقف الضخ في محطة مشروع آبار “علوك” لمياه الشرب الواقعة تحت سيطرتهم بالقرب من مدينة رأس العين في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأشارت الوكالة الروسية في تقرير لها، إلى أن سكان مدينة الحسكة وضواحيها يفتقرون لمياه الشرب بعد إيقاف الضخ في محطة “آبار علوك”، حيث أوضح مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة السورية، المهندس محمود العكلة أن الفصائل الإرهابية المسلحة المرتبطة بالنظام التركي وفي إطار ممارساته الإجرامية بحق المواطنين أقدمت، على قطع مياه الشرب عن سكان مدينة الحسكة وتل تمر والتجمعات السكانية المحيطة بها، حيث دخل مجموعة من ضباط النظام التركي يرافقهم عناصر من المجموعات المسلحة إلى محطة آبار علوك بريف منطقة رأس العين الحدودية، وقاموا بإيقاف الضخ وطرد العاملين في المحطة إلى خارج مناطق سيطرتهم، ما أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن الأهالي”.

ربما يعجبك أيضا