بايدن في الشرق الأوسط.. هل تكفيه الزيارة؟

علاء بريك
الرئيس الأمريكي جو بايدن

يواجه الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى الشرق الأوسط مهمة صعبة، فما القصة؟


بدأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأربعاء، 13 يوليو 2022، زيارته إلى الشرق الأوسط وسط توترات إقليمية ودولية.

ويحاول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في هذه الزيارة، تخفيف تلك التوترات إقليميًّا ودوليًّا، وتطمين حلفائه وشركائه بالمنطقة وإعادة المياه إلى مجاريها، على حد تعبير المستشار الأمني السابق لنائب الرئيس الأسبق، ديك تشيني، جون حنا.

إعادة الالتزام بالمنطقة

بحسب تقرير أعده الباحثان في مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك ومارتن إنديك، أثارت السياسات الأمريكية منذ عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، القلق في عدة عواصم شرق أوسطية، لا سيما مع تهاون الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الرد على التمدد الإيراني، فضلًا عن تبني توجه جديد في السياسة الخارجية الأمريكية تحتل فيه الأولوية آسيا، أو الصين تحديدًا.

ويرى حنا، في ما نشره بـ”فورن بوليسي” أنه في حقبة صراع القوى الكبرى على واشنطن أن تعيد تأكيد التزامها بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى رئيسها، في هذه الزيارة، أن يتجاوز الأطر الشكلية، ويبرز لقادة دول المنطقة -في مادة كتبها في واشنطن بوست– أن هذه الزيارة تمثل تحولًا في الاستراتيجية الأمريكية من التراجع إلى إعادة الالتزام.

مهمة صعبة

لا تبدو هذه المهمة سهلة على بايدن، فبحسب تصريح مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة بوليتكو فإنه “لو كانت ستجبر واشنطن على خيارات لا تجبذها، فإنها تظل أفضل من استمرار التجاهل، لكن من جانب آخر فإنه ما من ضمانة بأن السعودية على سبيل المثال قد توافق على المطالب الأمريكية الملحة بزيادة إنتاجها من النفط لمساعدة واشنطن على كبح التضخم”.

وتعقدت مهمة بايدن بعد تغاضي أمريكا عن الرد على طهران لمحاولة إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بطريقة أحادية. وفي ضوء تراجع مصداقية واشنطن بالمنطقة، اتجه بعض دولها إلى بناء علاقات مع خصوم أمريكا، لا سيما الصين وروسيا، سواء بإبرام صفقات أسلحة أو تعاونات عسكرية أو صفقات تجارية.

إيران وإسرائيل

يسعى الرئيس الأمريكي، في هذه الزيارة، لتهدئة المخاوف الإسرائيلية من اتفاق نووي محتمل مع إيران، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وقد وعد بألا يرفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الدولية، وذهب بايدن، في تطمين تل أبيب، إلى إعرابه عن عدم وجود أي مانع لدى واشنطن من استخدام القوة، إذا احتاج الأمر، لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.

وفيما يتصل بالاتفاق النووي، قال بايدن، في مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلي، أمس الأربعاء 13 يوليو 2022، إن إسرائيل قد باتت مهددة أكثر منذ 2018 مع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لأنه مع الاتفاق كان بالإمكان تقييد طهران، ووصف انسحاب سلفه من الاتفاق بالخطأ الجسيم لأن طهران اليوم أقرب إلى امتلاك السلاح النووي من أي وقت مضى.

النفط والتضخم

بحسب صحيفة بوليتيكو، تواجه الإدارة الديمقراطية، بعد أشهر قليلة، استحقاق الانتخابات النصفية وسط تراجع حظوظها بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم، ولذا يمثل ملف النفط أحد الملفات المهمة في جعبة الرئيس الأمريكي لمناقشته مع الدول المنتجة للنفط في المنطقة، وقد اعترفت الإدارة الأمريكية بأن الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط قد تكون بعيدة المنال.

ومن جهة أخرى ترتبط موافقة السعودية على زيادة إنتاجها من النفط بموافقة أوبك. ولا يرى حنا أن الزيارة وحدها ستكون كافية لمعالجة التهديد الحقيقي بعيد الأمد لقوة أمريكا ونفوذها في الشرق الأوسط، ولتقوية مصداقيتها كضامن لأمن أهم مناطق إمدادات الطاقة في العالم.

ربما يعجبك أيضا