بايدن يحيي الذكرى 25 لاتفاقية الجمعة العظيمة بإيرلندا الشمالية.. لماذا؟

سيحتفل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالذكرى السنوية 25 لاتفاقية الجمعة العظيمة في إيرلندا الشمالية، قبل التوجه إلى جنوبي البلاد.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بايدن سيزور منزل أسلاف عائلته في إيرلندا الشمالية هذا الأسبوع، واصفة تلك الرحلة بأنها ممتعة وغير معقدة سياسيًّا و”ممزوجة بالحنين إلى الماضي”.

أصول بايدن الأيرلندية الشمالية

أضافت الصحيفة الأمريكية أن بايدن هو أحد أبناء جزيرة إميرالد الإيرلندية، وقال الرئيس الأمريكي ذات مرة: “كوني إيرلنديًّا شكّل حياتي كلها”.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يحتفل بالذكرى السنوية 25 لاتفاقية الجمعة العظيمة، التي أنهت عقودًا من العنف الطائفي في إيرلندا الشمالية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. بايدن ينهي حالة الطوارئ الصحية المتعلقة بكورونا

ويعد هذا الاتفاق إرثًا دبلوماسيًّا عظيمًا لرئيس أمريكي ديمقراطي آخر، وهو بيل كلينتون، الذي أظهر مهارته كوسيط بين القوميين الساعين لإيرلندا الموحدة، والنقابيين الذين يريدون البقاء جزءًا من المملكة المتحدة.

بايدن ذو الجذور الإيرلندية يحتفل بالذكرى 25 لاتفاقية الجمعة العظيمة في إيرلندا الشمالية

إرث بايدن الإيرلندي

قالت نيويورك تايمز إن بايدن يتعامل مع القضايا الإيرلندية من منظور عاطفي وليس دبلوماسي، واصفة تعامله أيضًا بأنه ليس لمصلحة سياسية ولكنه إرث تاريخي عائلي في إيرلندا.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله المنتقدون، الذين أظهروا أن إرث بايدن الإيرلندي دفعه في بعض الأحيان للانحياز إلى جانب معين، عندما كان سيناتور في عام 1985، فقد تحدث ضد تسهيل تسليم مقاتلي الجيش الجمهوري الإيرلندي من الولايات المتحدة إلى بريطانيا.

اقرأ أيضًا: قبيل زيارة بايدن.. استهداف الشرطة في إيرلندا بعبوات حارقة

وأوضحت الصحيفة أن بايدن ساهم بنحو خاص من خلال الضغط على الحكومة البريطانية، لكسر الجمود مع الاتحاد الأوروبي بشأن قواعد ما بعد خروج بريطانيا من الكيان، في ما يخص تجارة إيرلندا الشمالية.

بايدن

إطار عمل وندسور

في فبراير، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن صفقة مع بروكسل، عُرفت باسم إطار عمل وندسور، وبذلك حقق وعدًا قدمه لبايدن عندما التقى الاثنان في الخريف الماضي في قمة بإندونيسيا، تعهد خلالها رئيس الوزراء بحل مشكلة إيرلندا.

وقالت نيويورك تايمز إن بايدن سيستقبل، غدًا الأربعاء 12 إبريل 2023، قادة الأحزاب السياسية الـ5 في إيرلندا الشمالية، بما فيها الحزب الوحدوي الديمقراطي، وهي الأحزاب التي لم تدعم حتى الآن صفقة التجارة أو توافق على العودة إلى الحكومة، ما يثير التساؤل عما إذا كان بايدن سيتمكن من إقناع هذه الأحزاب بالعودة.

اقرأ أيضًا: بايدن يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

وقالت أستاذة السياسة في جامعة كوينز في بلفاست الإيرلندية، كاتي هايوارد: “من الممكن أن يُنظر إلى بايدن على أنه يضيف مزيدًا من الضغط على الحزب الوحدوي الديمقراطي، وبدلًا من القدوم بمطرقة، سيكون القليل من التشجيع المنصف مفيدًا للغاية”.

أهمية الهوية الإيرلندية لبايدن

سيصاحب بايدن في زيارته المبعوث الخاص الجديد للشؤون الاقتصادية إلى إيرلندا الشمالية، جو كينيدي، وهو ممثل ديمقراطي سابق من ولاية ماساتشوستس، وسليل إحدى أشهر العائلات الأمريكية الإيرلندية، وهو مكلف بحشد الاستثمارات الأجنبية في الإقليم.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أعضاء من الحزب الوحدوي الديمقراطي ينظرون إلى بايدن وكينيدي بحذر شديد. وقال زعيم الحزب، جيفري دونالدسون، في مقابلة أبرزتها نيويورك تايمز: “كان جورج دبليو بوش عادلًا، أي رئيس يدعم عملية السلام يجب أن يكون عادلًا”.

ومع ذلك، قلل دونالدسون من أهمية الهوية الإيرلندية لبايدن، مشيرًا إلى أنه من غير المحتمل أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط في إيرلندا الشمالية، وأضاف أنه حتى كلينتون أغضب الحكومة البريطانية في عام 1994.

الرئيس جو بايدن

شيء عظيم

أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في حين سيلتقي بايدن مع سوناك، ضغط البيت الأبيض لتقليص الجلسة من اجتماع ثنائي إلى اجتماع أقل أهمية، وقد دفع ذلك مسؤولًا صغيرًا في وزارة الخارجية الأمريكية للقول إنها “مجرد جلسة لشرب القهوة”.

وقال دبلوماسيون إن هذه الخلافات يمكن أن تبعث برسالة مفادها أن بايدن يخطط لعدم حضور حفل تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث الشهر المقبل، وإرسال زوجته جيل مكانه. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن قبل دعوة الملك لزيارة بريطانيا، على الرغم من عدم تحديد موعد.

وعلقت زعيمة الشين فين (الجناح السياسي للجيش) في جمهورية إيرلندا، ماري لو ماكدونالد، على زيارة بايدن قائلة: “من المفيد أن يكون الرئيس بايدن له إرث إيرلندي، وهو لديه فهم خاص لإيرلندا ويهتم بها بنحو خاص، وهذا شيء عظيم”.