بايدن يوافق على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي.. لماذا كان يرفض؟

إدارة بايدن تشعر بالقلق من توجيه أوكرانيا ضربات للعمق الروس

شروق صبري
الحرب بين روسيا وأوكرانيا

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في مقابلة أجريت معه مؤخرا مع مجلة الإيكونوميست إن الوقت قد حان لكي يعيد الحلفاء التفكير في قيودهم على أوكرانيا. فماذا سيفعلون؟


وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام كييف لأسلحة أمريكية الصنع لضرب الداخل الروسي طالما أن الأهداف تتعلق بهجوم موسكو في منطقة خاركيف بأوكرانيا.

ويمثل القرار تحولًا مهمًا عن موقف واشنطن السابق المتمثل في أنه لا ينبغي لأوكرانيا استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف في روسيا، وذلك بعد ضغوط متزايدة على بايدن من كييف وحلفائها إذ تكافح للدفاع عن ثاني أكبر مدنها من هجوم مدمر.

ضرب الأراضي الروسية

منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022، عارض بايدن استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية خوفًا من تصعيد الصراع وجر واشنطن وحلف شمال الأطلسي مباشرة إلى الحرب مع موسكو. حسب ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اليوم 31 مايو 2024.

لكن في الأسابيع الأخيرة، كان بايدن يدرس إجراء تغيير جزئي في تلك السياسة في ضوء الهجوم الروسي في خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، إذ قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أولكسندر ليتفينينكو، إن موسكو فتحت جبهة جديدة في المنطقة، حيث أرسلت أكثر من 30 ألف جندي بري إلى أوكرانيا من منطقة بيلغورود الروسية.

الطائرات الحربية

كانت استولت روسيا على نحو 12 قرية أوكرانية وألحقت الدمار ببلدة فوفشانسك أثناء تحركها لإنشاء “المنطقة العازلة” التي قال ليتفينينكو إنها تهدف إلى منع قوات كييف من شن هجمات عبر الحدود.

واستخدمت موسكو الطائرات الحربية ومنصات الإطلاق الأرضية لإطلاق قنابل انزلاقية قوية وصواريخ ومدفعية ثقيلة على مدينة خاركيف والمناطق المحيطة بها، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين أثناء قصفها لأهداف على الجانب الآخر من الحدود.

الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الصواريخ الباليستية

قال مسؤول أمريكي: “لقد وجه بايدن فريقه مؤخرًا للتأكد من أن أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة لمكافحة النيران في منطقة خاركيف حتى تتمكن أوكرانيا من الرد على القوات الروسية التي تهاجمهم أو تستعد لمهاجمتهم”.

وأضاف المسؤول: “سياستنا فيما يتعلق بحظر استخدام الصواريخ أو الضربات بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير”، مشيرا إلى نظام الصواريخ الباليستية الأمريكي.

الحلفاء الأوروبيين

وكان حث حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين الإدارة الأمريكية على رفع معارضتها، مما يشير إلى نية السماح باستخدام أسلحتهم ضد أهداف عسكرية على الأراضي الروسية.

ورغم أن أوكرانيا استخدمت بعض الأسلحة الأوروبية بالإضافة إلى أسلحتها الخاصة للرد، إلا أن قول واشنطن كان الأكثر أهمية بسبب كمية ونوعية معداتها.

سلسلة من الهجمات

في الأيام الأخيرة، نفذت أوكرانيا سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار داخل روسيا، وواحدة من الضربات تعد الأطول مدى في الحرب، والتي استهدفت محطات الرادار التي تستخدمها موسكو، جزئيًا على الأقل، كأنظمة إنذار نووي مبكر.

وقال مسؤول استخباراتي أوكراني إن كييف قصفت محطة رادار بالقرب من الحدود مع كازاخستان على بعد أكثر من 1100 ميل. وقال خبراء أوكرانيون إن المنشأة استخدمت لرصد التهديدات الصاروخية القادمة من آسيا. حسب ما نشرته نيويورك تايمز الأمريكية يوم 30 مايو 2024.

الحرب في أوكرانيا

الحرب في أوكرانيا

نداءات عاجلة

حسب نيويورك تايمز، استخدمت أوكرانيا طائراتها بدون طيار وصواريخها لتنفيذ هذه الضربات، لكنها تأتي في الوقت الذي وجه فيه المسؤولون في كييف نداءات عاجلة إلى الولايات المتحدة للسماح بإطلاق أسلحة قوية أمريكية الصنع على روسيا.

وقاومت إدارة بايدن هذه النداءات لأسابيع خوفا من الانجرار إلى حرب أوسع نطاقا، لكنها وافقت الآن على السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لإطلاق النار على روسيا، ولكن فقط ضد المواقع العسكرية المستخدمة لمهاجمة منطقة خاركيف.

دعم أوكرانيا

تأتي خطوة بايدن بينما يستعد للسفر إلى أوروبا، يوم 6 يونيو 2024، لحضور الاحتفال الثمانين بيوم الإنزال في نورماندي، وزيارة إلى باريس يستضيفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعم قدرة أوكرانيا على ضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة غربية.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أيضًا أن بايدن وزيلينسكي سيوقعان اتفاقًا أمنيًا ثنائيًا في قمة مجموعة السبع في إيطاليا في وقت لاحق من شهر يونيو المقبل، مما يعزز العلاقات الدفاعية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

قلق روسي أمريكي

في علامة على قلق الكرملين، ألمح بوتين إلى أن روسيا يمكن أن تستخدم ضربات نووية ضد الدول الأوروبية الصغيرة إذا سمح الناتو لأوكرانيا بمهاجمة ما أسماه “في عمق الأراضي الروسية”. وحذر من أن مسؤولي الناتو “يجب أن يكونوا على دراية تامة بما هو على المحك”. حسب واشنطن بوست.

ومن ناحية أخرى، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء الهجمات الأوكرانية عبر الحدود على الأراضي الروسية، ومصافي النفط وأنظمة الإنذار المبكر النووية، خشية أن تؤدي إلى زعزعة استقرار موسكو.

كما ان قرار بايدن للتعمق في حرب أثار فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال توجيه ضربة نووية، وهو مصدر قلق لزعيم أمريكي نضج وسط المواجهات النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الستينيات.

ربما يعجبك أيضا