بتخفيف التجمعات والتكدس.. الحكومة المصرية تتصدى بقوة لانتشار “كورونا”

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تعمل الحكومة المصرية بكل قوة على التصدي لانتشار فيروس كورونا القاتل بتخفيف التجمعات والتكدسات في المدراس والجامعات والأسواق والنوادي الرياضية ومراكز الشباب وأماكن العمل والمواصلات ودور العبادة كالمساجد، بعد ما أصبح كورونا هاجسًا ووباءً يهدد العالم أجمع.

التحركات المصرية القوية في مواجهة انتشار الفيروس، دعت مسؤول الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية علاء حشيش، للتأكيد على أنه منذ الإعلان عن ظهور الفيروس، وجميع الدول قامت بجهد كبير لتطبيق الإجراءات الوقائية.

وأضاف مسؤول الصحة العالمية قائلًا: مصر كانت أول دولة في إقليم شرق المتوسط يصل إليها كواشف للفيروس، وإجراءات وزارة الصحة ساهمت في الوصول للمصابين والمخالطين لوضعهم، فضلًا عن أن قرار رئيس الوزراء، بتعليق الدراسة وتقليل القوى العاملة أدى لوجود تباعد اجتماعي بين المواطنين، وهذا يقلل فرص انتشار الفيروس بين المواطنين.

ومساهمة في تقليل التجمعات والتكدسات خلال الفترة المقبلة، أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية، إمداد المجمعات الاستهلاكية بجميع السلع وأن هناك كميات كبيرة من اللحوم والدواجن وكافة السلع والمنتجات الغذائية، وتأكيد وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي أن لا داعي للزحام والشراء زيادة عن الحاجة كي لا يسبب الزخم في التخزين على ارتفاع الأسعار وكي لا يقع المواطنون فريسة لجشع بعض التجار.

فضلًا عن إصدار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، قرارًا بغلق كل من الأندية الرياضية، والشعبية، ومراكز الشباب، والمطاعم والمقاهي والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والحانات والملاهي والنوادي الليلية والمراكز التجارية من 7 مساء إلى 6 صباحًا حتى 31 مارس الجاري، وسيبدأ تنفيذه من اليوم.

‎وأشار القرار في مادته الثانية إلى أنه لا يسري هذا القرار على خدمات توصيل الطلبات للمنازل، وجميع الأماكن التي تبيع السلع الغذائية مثل: المخابز ومحال البقالة، وكذلك الصيدليات والسوبر ماركت سواءً المتواجدة بالمراكز التجارية وخارجها. 

كما عقد المجلس الأعلى للحوار المجتمعي في مجال العمل، اجتماعًا، أمس الأربعاء، برئاسة وزير القوى العاملة محمد سعفان، وبحضور ممثلين عن الوزارات المعنية، وأصحاب الأعمال والعمال لمناقشة تطبيق قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن تخفيض أعداد العاملين في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال العام، على العاملين بالقطاع الخاص، مع مراعاة طبيعة القطاع الأخير، وذلك للحد من انتشار فيروس “كورونا”.

ومنذ قليل، أعلنت وزارة الصحة والسكان، قيامها بإجراء الاختبارات السريعة للكشف عن فيروس “كورونا المستجد” لأعضاء الحكومة، قبل بدء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، صباح اليوم، وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأربعاء، 210 حالات من ضمنهم 28 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و6 حالات وفاة.

وفي سياق متصل، بدأت المطارات المصرية، ظهر اليوم، تعليق حركة الطيران وحتى 31 مارس، لتقليل حركة الاختلاط سواءً من داخل مصر أو القادمين من خارجها.

المساجد

اليوم الخميس، جددت وزارة الأوقاف المصرية، مطالبة أئمتها بالتواجد قبل صلاة الجمعة بساعة في المسجد، وعدم ترك مفاتيح المسجد مع الأهالي، واختصار وقت الصلاة لأقل وقت يمكن فيه إقامة الصلاة.

وحذرت وزارة الأوقاف في إشارة داخلية، أئمتها من استخدام صفحاتهم الإلكترونية في نشر معلومات أو أخبار، حيث تعتبر النشر الفردي من قبيل بث الفتنة وإثارة الرأي العام والأخبار الكاذبة.

ونبهت الأوقاف، على الدعاة بمباشرة أعمال النظافة التي يقوم بها العمال، حيث سيسأل إمام المسجد ورؤساء الأقسام والمفتشون والمدراء عن النظافة، موضحة أن جمع الأموال في المساجد دون إيصال سيعرض للمسائلة، أما زكاة الفطر وغيرها سيكون في صندوق مؤمن بعلم الجهات العليا بالوزارة.

وطبقت وزارة الأوقاف في مصر حزمة قرارات احترازية في مواجهة فيروس كورونا، خلال الساعات الماضية، ومنها حظر “تقبيل اليد” بين المشايخ، والتأكيد على وقف تقبيل يد الوالدين مؤقتًا، ومنع السلام باليد بين موظفي الوزارة، وغلق جميع الأضرحة والمزارات طوال فترة تعليق الدراسة، وتأجيل جميع الاختبارات والدورات والمسابقات، وتأجيل الدراسة بمراكز الثقافة الإسلامية وإطلاق التدريب عن بعد، وإلغاء الاحتفالات بالإسراء والمعراج بسبب كورونا وتكتفي بخطبة الجمعة، بسبب كورونا.

وشملت إجراءات الأوقاف، إطلاق حملة لتطهير وتعقيم المساجد ضد فيروس كورونا، برش السجاد وغسله، وتطهير دورات المياه، ومكان الوضوء.

دروس خصوصية

وقالت مصادر مسؤولة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن أغلب مراكز الدروس الخصوصية جرى غلقها، موضحة أن أعضاء الضبطية القضائية نزلوا في حملات موسعة.

يأتي هذا بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، مساهمة في منع انتشار فيروس كورونا وحرصًا على سلامة المصريين.

العاملون بالسياحة

بدأت صباح اليوم الخميس، إجراءات العزل الصحي للعاملين بالقطاع السياحي بالكامل في محافظات الأقصر والبحر الأحمر وجنوب سيناء، وتشمل العاملين بالفنادق وشركات السياحة والمطاعم والبازارات، لمدة 14 يومًا للتأكد من عدم وجود حالات إصابة بفيروس كورونا.

وأصدر المحافظون في المحافظات ثلاث قرارات بالعزل للعاملين قبل مغادرتهم أماكن عملهم بداية من اليوم، حيث سيجري إغلاق جميع الفنادق والمراكب الثابتة والعائمة مؤقتًا، لبدء إجراءات التعقيم التي أعلنت عنها وزارة السياحة والآثار.

كما تتابع الغرف السياحية الفرعية بالمحافظات تنفيذ قرارات عزل العاملين بالفنادق وعدم مغادرتهم أماكنهم وفقًا لقرار المحافظة لمدة 14 يومًا كحجر صحي، وهو إجراء احترازي سيجري تطبيقه مع كافة العاملين بالقطاع السياحي والمخالطين للأجانب.

وستتابع إدارات المنشآت السياحية خلال فترة الحجر الصحي، وفي حال ظهور أي أعراض سيجري التعامل فورًا، وهذا للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، كذلك سيكون هناك قاعدة بيانات كاملة بالعاملين بالمحافظة وسترسل لوزارة الصحة لمتابعة حالاتهم بعد عودتهم لأسرهم.

القطارات والمترو

وفي سبيل تقليل التكدسات الموجودة بالمحطات والقطارات، تطبق مصر خطة موسعة لتطهير وتعقيم قطارات ومحطات مترو الأنفاق بشكل مكثف على مدار اليوم، وإعلانات توعوية وإرشادية متتالية عبر الإذاعة الداخلية في المحطات، وأكد المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكة الحديد في مصر، أن الهيئة تعمل على زيادة أعداد القطارات خصوصًا بخطوط الضواحي والخطوط الفرعية في أوقات الذروة، وكذلك زيادة المداخل بكل محطة حسب كثافة الركاب عليها.

ويستمر عمال النظافة بالسكة الحديد في تطهير وتعقيم القطارات ودورات المياه بها خصوصًا القطارات العادية، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وتعليق ملصقات في المحطات والقطارات للتوعية بالفيروس وأعراضه وكيفية التصرف في حالة شعور الراكب بأعراض محتملة للفيروس.

كانت هيئة سكك حديد مصر، أطلقت حملة موسعة لتطهير القطارات والمحطات وتعقيمها ضد فيروس كورونا، ضمن إجراءات وزارة النقل للمحافظة على القطارات والمحطات نظيفة دائمًا ضد فيروس كورونا.

 

ربما يعجبك أيضا