بتوقيت غزة.. إيران تستثمر في انتظار الانتقام لاغتيال هنية

لتحدد طبيعة انتقامها من إسرائيل.. طهران تنتظر نتائج محادثات غزة

يوسف بنده
جهود دبلوماسية في ظل تنامي المخاوف من رد انتقامي إيراني محتمل على اغتيال هنية

يبدو أن طهران تنتظر نتائج محادثات إنهاء الحرب في غزة، لتحدد طبيعة انتقامها من لإسرائيل.


لا يزال وعيد إيران بالانتقام من إسرائيل مستمرًا، لانتهاك سيادة أراضيها باغتيال رئيس مكتب حركة حماس الفلسطينية.

لكن يبدو أن طهران تستثمر في ذلك الانتقام في إطار سياسة التفاوض والمقايضة التي تجيدها، من أجل اثبات مكانتها الإقليمية، وهو هدفها من مسألة الثأر لاغتيال إسماعيل هنية.

إيران والثأر لإسماعيل هنية

إيران والثأر لإسماعيل هنية

مقايضة هنية بأوروبا

طول انتظار الانتقام الإيراني، فتح المنطقة على حركة دبلوماسية سرية ومعلنة نشطة للتواصل مع طهران واقناعها بالتراجع على خطوة الانتقام، خشية من انزلاق المنطقة في مستنقع الحرب، خاصة في ظل عدم انطفاء النار في حرب غزة بعد.

وبدا من سياسة الانتظار والاتصالات التي تلقتها طهران من مسئولين أوروبيين، أن إيران تسعى لمقايضة ثأر هنية بالحوار مع الغرب. خاصة أن طهران تعاني من عقوبات غربية قاسية، وفي المرحلة القادمة ستحتاج إلى موقف أوروبي داعم إذا ما فاز الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، تلقى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اتصال أوروبية متتالية، بهدف نزع فتيل الحرب من المنطقة، فقد أكد بزشكيان للمستشار الألماني، أولاف شولتز، أول أمس الاثنين، تطلع طهران لتطوير العلاقات مع كافة الدول الأوروبية.

وفي اتصال آخر مع رئيس الحكومة البريطانية، أمس الثلاثاء، أكد كير ستارمر، استعداد لندن لتوسيع علاقاتها مع طهران، وأن يبدأ السفيران الجديدان للبلدين مهامهما في أقرب وقت ممكن.

إسماعيل هنية

إسماعيل هنية

بتوقيت غزة

تمضي التحركات الدبلوماسية المتسارعة في المنطقة في مسارين متشابكين. الأول يتعلق بإبعاد إيران عن خطوة الانتقام من إسرائيل، أو على الأقل تكون ضربة محسوبة لا تؤدي إلى إشعال حرب في المنطقة.

والثاني يتعلق بإنهاء الحرب في غزة وإعلان صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، خاصة أن ذلك سيدعم عودة الهدوء للمنطقة، بعد إنهاء التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وسيوقف أيضًا هجمات جماعة الحوثي في اليمن، وكلها جبهات مرتبطة بإيران.

ويبدو أن الانتقام الإيراني مرجأ إلى حين التوصل لاتفاق حول غزة، خاصة وحسب صحيفة القدس الفلسطينية، اليوم الأربعاء 14 أغسطس 2024، أن الإدارة الأمريكية تضغط على الجميع لنجاح الهدنة في غزة من أجل إبعاد شبح الحرب عن المنطقة، فهي تستعد لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل وحماس، الخميس المقبل، وستعلن عن خطة جديدة لإنهاء الحرب في غزة، حالما فشل المخطط السابق.

جنازة إسماعيل هنية في طهران

جنازة إسماعيل هنية في طهران

نتائج المحادثات

يبدو أن طهران تنتظر نتائج محادثات إنهاء الحرب في غزة، لتحدد طبيعة انتقامها من إسرائيل، فحسب شبكة روسيا اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل.

وحسب تقرير وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين، أن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ فورًا رد إيران على إسرائيل، هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وهو ما سيمثل انتصارًا لطهران ونفوها الإقليمي، خاصة أنها لطالما ضغطت لإنهاء الحرب في غزة، لأنها لم تختار توقيتها.

ربما يعجبك أيضا