بجع الووبر ينمو أسرع 30 مرة بالمحميات الطبيعية في بريطانيا

بسام عباس

التدابير الوقائية للمحميات الطبيعية تؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد بجع الووبر في المملكة المتحدة بحلول عام 2030.


كشفت دراسة حديثة عن أن أعداد بجع الووبر نما بمعدل أسرع 30 مرة داخل المحميات الطبيعية، مقارنة بخارجها، خلال العقود الـ3 الماضية.

ويصنف البجع في بريطانيا على أنه طائر ملكي منذ ما يقرب من 1000 عام، وهي كائنات محمية ومن غير القانوني أكلها، ولكنها لا تزال ملكية، ويجري إحصاء أعدادها في نهر التايمز كل عام، حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.

تضاعف أعداد البجع

قالت الإندبندنت إن باحثين من جامعة إكستر البريطانية، حللوا ملاحظات بشأن أكثر من 10 آلاف بجعة في 22 موقعًا بجميع أنحاء المملكة المتحدة، تدير 3 محميات طبيعية، منها مؤسسة Wildfowl and Wetlands Trust  الخيرية (WWT) التي يرعاها الملك تشارلز الثالث.

608441 2041553971

إحصاء بجع بريطانيا

وأضافت في تقرير نشرته يوم الأربعاء الماضي 15 مارس 2023، أن معدلات حياة بجع الووبر، أو بجع الصَّدَّاح، كانت أعلى بكثير في المحميات الطبيعية، وانتقل العديد منها إلى مواقع غير محمية، مع زيادة أعدادها بقدر لافت للنظر.

واستنادًا إلى النتائج التي توصل إليها الباحثون، ونشروها في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية”، قالت الدراسة إن التدابير الوقائية للمحميات الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى تضاعف أعداد البجع بحلول عام 2030.

التنوع البيولوجي

قالت مؤلفة الدراسة والباحثة وعالمة الأحياء في جامعة إكستر، أندريا سوريانو ريدوندو، إن المناطق المحمية هي الأداة الرئيسة لوقف الانتكاسة في التنوع البيولوجي، وأشارت إلى إجماع متزايد على ضرورة حماية 30% من سطح الكوكب بحلول عام 2030.

وأضافت ريدونو أن فاعلية المناطق المحمية ليست واضحة دائمًا رغم ذلك، خاصة عندما تنتقل الأنواع بين المناطق المحمية وغير المحمية طوال حياتها. وتقدم النتائج التي توصلت الدراسة إليها دليلًا قويًّا على أن المحميات الطبيعية مفيدة لبجع الووبر، التي يمكن أن تزداد أعدادها بقدر كبير في المملكة المتحدة.

قادمة من أيسلندا

وصفت الصحيفة البريطانية بجعة الووبر بأن لها رقبة طويلة رفيعة ورجلين سوداوين ومنقارًا أسود به مثلثات صفراء كبيرة، وعادة ما تأتي إلى المملكة المتحدة قادمةً من أيسلندا، حيث تقضي الصيف.

وأضافت أن بجعة الووبر تشبه كثيرًا نوعًا آخر من البجع معروفًا باسم بجع “بويك”، ولكنها أكبر حجمًا مع وجود علامات سوداء على منقارها الذي يكون عادة أكبر من منقار بجع البويك.

كثافة كبيرة

ذكرت الصحيفة أنه باستخدام بيانات تمتد على مدى 30 عامًا، وجد الباحثون أن معدل الزيادة السنوية لأعداد بجع الووبر داخل المحميات الطبيعية كان 6%، مقارنة بـ0.2% خارجها.

وأضافت أن التدابير المعمول بها لمساعدة طيور البجع الصداح في محميات WWT، شملت أسوارًا لمنع الثعالب وتوفير الأغذية التكميلية ومواقع التجثم ووضع البيض، إضافة إلى حظر الصيد.

وصرح المسؤول بمركز البيئة والحفظ في حرم بنرين في إكستر، الدكتور ريتشارد إنجر، بأن هذه الزيادة لا تقتصر على المحميات الطبيعية، التي تسببت في كثافة أعلى، ما دفع بعض البجع للانتقال إلى مناطق غير محمية.

تأثير كبير للمحميات

قال الباحثون إن المحميات الطبيعية لها تأثيرات كبيرة في مجموعات الطيور المهاجرة التي تعيش فيها، حتى لو كانت صغيرة نسبيًّا، وتستخدم فقط لجزء من دورات حياة الأنواع.

وذكر إنجر أنه كان يتوقع خروج صغار البجع من المحميات الطبيعية، نظرًا إلى الازدحام الكثيف فيها، ما يشير إلى أن فوائد المحميات الطبيعية تمتد إلى مناطق أخرى أيضًا.

ملاذات آمنة

نقلت الصحيفة البريطانية عن مدير مركز ومحمية كيرلافروك في أسكتلندا ديفيد بيكيت، قوله إن هذا البحث يكشف كيف يمكن للملاذات الآمنة للحياة البرية في الأراضي الرطبة، مثل الموجودة في محمية كيرلافروك وويلني ومارتن مير، أن تساعد الأنواع على البقاء والنجاح عندما تصبح أماكن عيشها التقليدية مهددة.

وأضاف بيكيت: “العديد من الطيور البرية تعتمد على مواقعنا للحصول على الغذاء والمأوى”، لافتًا إلى أن “المحمية تلتزم بإنشاء واستعادة المزيد من موائل الأراضي الرطبة الصحية، والتي فقدت المملكة المتحدة الكثير منها حديثًا”.

ربما يعجبك أيضا