بحظر 90% من وارداتها النفطية.. أوروبا تشعل المواجهة مع روسيا

ولاء عدلان

رئيس المجلس الأوروبي: العقوبات الجديدة ستؤثر فورًا على 75٪ من واردات النفط الروسية إلى أوروبا، وبحلول نهاية العام سترتفع النسبة إلى 90%.


أعلنت شركة جازبروم الروسية، اليوم الاربعاء 1 يونيو 2022، قطع إمداداتها من الغاز عن شركتي “أورستد” الدنماركية، و”شل إنرجي” التي تتخذ من هولندا مقرًا لها.

وبررت عملاقة النفط الروسي قرارها بعدم امتثال “أورستد” و”شل” لخطة موسكو المتعلقة بسداد ثمن إمدادات الغاز بالعملة الروسية “الروبل”، ويأتي القرار بعد إعلان الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، حزمة عقوبات سادسة على روسيا تتضمن خفض واردات الكتلة من النفط الروسي بنحو 90%.

موسكو تتوسع في قطع الإمدادات

قالت “جازبروم” في بيان إنها لم تتسلم من شركة “شل” بحلول نهاية يوم 31 مايو الدفعات المتفق عليها مقابل تسليمات الغاز التي جرت في إبريل بـ”الروبل”، موضحةً أنه يجب على “شل” وغيرها من الشركات الامتثال للمرسوم الرئاسي الروسي الصادر في 31 مارس الماضي لتنظيم آليات سداد ثمن إمدادات الغاز الروسي بـ”الروبل” دون غيره من العملات.

وأوضحت “جازبروم” أن “أورستد” الدنماركية فشلت أيضًا في الدفع بالروبل مقابل تسليمات إبريل، وأنها ستقطع الإمدادات عن الشركتين اعتبارًا من 1 يونيو 2022. وبحسب “رويترز” أوقفت جازبروم الإمدادات إلى شركة الغاز الهولندية “جاستيرا”، و5 دول هي بلغاريا وبولندا وفنلندا وهولندا وأخيرا الدنمارك لرفضهم دفع ثمن الغاز بالروبل.

حزمة عقوبات سادسة

قرار جازبروم يأتي في أعقاب إعلان دول الاتحاد الأوروبي الـ27 مساء الاثنين الماضي تمرير حزمة عقوبات سادسة تتضمن خفض وارداتها من النفط الروسي 90% بحلول نهاية 2022، وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، إنّ الخفض سيحرم آلة الحرب الروسية من مصدر تمويل ضخم وسيمارس ضغوطاً قصوى على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا، وفق “يورونيوز“.

وأوضح ميشال أن العقوبات ستؤثر فورًا على 75٪ من واردات النفط الروسية إلى أوروبا، وبحلول نهاية العام سترتفع إلى 90%، مبينًا إلى أن قادة الاتحاد اتفقوا على منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، استجابة لطلب المجر، وتشمل العقوبات إدراج 60 شخصية روسية على القائمة السوداء، وعزل “سبيربنك” أكبر مصرف في روسيا عن نظام “سويفت”. وفق “بي بي سي“.

حظر الغاز الروسي “صعب”

يستورد الاتحاد الأوروبي من روسيا 27% من النفط الخام سنويًا ويعتمد عليها للحصول على 40% من استهلاكه من الغاز ويدفع لها نحو 400 مليار يورو سنويًا مقابل ذلك، بموجب العقوبات الجديدة ستتأثر واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا بواقع الثلثين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ الاتّحاد سيبحث قريبًا توسيع نطاق الحظر ليشمل النفط الوارد عبر خطوط الأنابيب.

وقلل قادة الاتحاد أمس الثلاثاء، من احتمالات التوصل لفرض حظر على الغاز الروسي في الجولة التالية من العقوبات. وقال المستشار النمساوي، كارل نيهامر: “من السهل التعويض عن النفط الروسي لكن مسألة الغاز مختلفة”، وتابع رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو: “الغاز أكثر تعقيدًا بكثير من النفط، ويجب أولًا أن نراقب تداعيات الحظر الحالي”. وفق “يورو نيوز“.

أزمة على أبواب أوروبا

حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في تصريح أمس، من أن تراجع إمدادات النفط الروسي قد يسهم في استمرار ارتفاع الأسعار على المدى القريب، وقد تواجه أوروبا نقصًا في الوقود هذا الصيف بسبب شح الإمدادات، مضيفًا: “عندما يبدأ موسم العطلات في أوروبا والولايات المتحدة، سيرتفع الطلب على الوقود، وعندها يمكن أن نشاهد نقصًا في الديزل أو البنزين بخاصة في أوروبا”. وفق “فورتشن“.

وذكر أن ارتفاعات أسعار الطاقة حاليًا أكبر بكثير من صدمات النفط في السبعينات ويمكن أن تستمر لفترة أطول أيضًا. يذكر أن أسعار النفط ارتفعت أمس أكثر من 1% على خلفية أنباء الحظر الأوروبي، وسجلت عقود الغاز الأمريكي مستوى قياسيًا عند 4.62 دولار للجالون. وتوقع رئيس قسم المعلومات في “يو بي إس” مارك هيفيلي أن يؤدي قرار الحظر إلى مزيد من الارتفاعات لأسعار النفط.

صادرات الغاز الروسي تتراجع

خلال الفترة من يناير إلى مايو 2022 تراجع إنتاج “جازبروم” الحكومية الروسية من الغاز 4.8% إلى 211.4 مليار متر مكعب مقارنة بالفترة نفسها من 2021، فيما تراجعت صادرات الغاز 27.6 % على أساس سنوي، وفق ما أعلنت “جازبروم” في أحدث إشارة إلى أثر العقوبات الغربية التي استهدفت قطاع الطاقة الروسية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

يخطط الاتحاد الأوروبي لتقليص اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية 2022، لكن شركة الأبحاث “ريستاد إنرجي” التي تتخذ من أوسلو مقرًا لها قالت في تحليل حديث إن محاولات أوروبا لاستبدال روسيا بموردين أخرين تسببت في زعزعة استقرار سوق الغاز العالمي، متوقعةً تجاوز الطلب على الغاز المعروض بمقدار 26 مليون طن بحلول نهاية 2022. وفق “اندبندنت“.

ربما يعجبك أيضا