بدء أعمال المؤتمر الـ96 لضباط اتصال «المقاطعة العربية» لإسرائيل

شيرين صبحي

بدأت أعمال المؤتمر الـ96 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء 2 يوليو 2024.

جاء ذلك بحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، وعدد من ممثلي الدول الأعضاء بالأمانة العامة، فيما ترأس وفد فلسطين في الاجتماع، سفير دولة فلسطين في سوريا، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” سمير الرفاعي، ومندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، والمستشار أول رزق الزعانين، من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.

تصريحات سعيد أبو علي

قال السفير سعيد أبو علي: “نلتقي اليوم في ظل جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وعدوان إسرائيلي متواصل أسفر عن تدمير واسع النطاق لكل مقومات الحياة أدى إلى أكثر من 150 ألف إنسان بين شهيد وجريح ومفقود، واعتقال أكثر من 5 آلاف مواطن، ونزوح 2 مليون داخليًا مع تدمير أكثر من 75% من المباني السكنية.

وأضاف: ارتكب جيش الإحتلال الإسرائيلي أكثر من 3500 مجزرة مروعة، واستخدم 88 ألف طن من المتفجرات، وتراكم في القطاع أكثر من 37 مليون طن من الركام تحتاج لسنوات طويلة لإزالتها، إضافة لما يتعرض له سكان القطاع من حرب تجويع قاتلة بسياسة إسرائيلية ممنهجة لفرض التهجير القسري الذي يرفضه أبناء غزة رفضًا مطلقًا”.

وتابع الأمين العام المساعد، أن الوضع في الضفة لا يقل كارثية من حيث مواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد حوالي 545 مواطنًا واعتقال أكثر من 9500 مواطن من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، مع تدمير ممنهج للبنية التحتية.

وأوضح أنه في نفس الوقت تواصل عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة ممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات وفرض العزل والإغلاقات إلى تنفيذ الإعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، وتوسيع نطاق عملياته الاستعمارية، والتي كان آخرها المصادقة على شرعنة 5 بؤر استعمارية، والدفع بمخططات لبناء آلاف الوحدات الاستعمارية الجديدة في الضفة، وسحب صلاحيات السلطة الفلسطينية في مناطق “ب”.

وأشار إلى أن هذه القرارات تُمثل انقلابًا على اتفاقات أوسلو، وترسيخًا للاحتلال، وفرض نظام الفصل العنصري لإخضاع الفلسطينيين، إضافة للحصار والاستهداف المتصاعد للسلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولات تقويضها بشتى السبل السياسية والمالية والاقتصادية.

كما أكد أنه مع تواصل حرب الإبادة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني، تواصل سلطات الاحتلال أوسع حملات الاعتقال في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ تفرض على الأسرى المزيد من الإجراءات وممارسات التعذيب اللا إنسانية الفظيعة التي تتطلب سرعة تدخل المنظمات الدولية ذات الصلة للتحقيق في الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، وصولًا إلى دعوة وزير شؤون الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير، إلى إعدام المعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي، بإطلاق النار على رؤوسهم.

وقال أبو علي، إننا نلتقي مجددًا اليوم في أعمال هذا المؤتمر تأكيدًا للدور المهم الذي تلعبه المقاطعة العربية لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) التزامًا بالموقف العربي الذي كان ولايزال موقفًا رسميًا وشعبيًا، يعبر عن إرادة الأمة في الدفاع عن حقوقها طبقًا للقانون والشرعية الدولية الضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، إذ أن مقاطعة الاحتلال ونظامه الاستعماري هي إحدى الوسائل الناجعة والمشروعة لمقاومته وإنهائه.

ولفت إلى أن القمم العربية والمجالس الوزارية العربية المتلاحقة أكدت أهمية استمرار دعوة جميع الدول والمؤسسات والشركات والأفراد إلى وقف كافة أشكال التعامل مع المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك حظر استيراد منتجاتها أو الاستثمار فيها بشكل مباشر أو غير مباشر لمخالفتها للقانون الدولي وضرورة التركيز على استمرار تفعيل مكاتب المقاطعة الإقليمية بالدول العربية، وتعزيز التنسيق والتعاون والتبادل فيما بينها لأهمية المقاطعة بهذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، ومحاولات تصفيتها.

وأوضح: جاء القرار الصادر عن قمة البحرين هذا العام تأكيدًا وتعزيزًا للمقاطعة لينص على إدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك والمرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، والإعلان عن قائمة العار الواردة للشخصيات الإسرائيلية التي تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومحاسبتها على مستوى المحاكم الوطنية والدولية.

وفي الختام وجه الأمين العام المساعد التحية للدول التي انتصرت للإنسانية إلى جانب مسار العدالة الدولية لجنوب إفريقيا وللدول التي انضمت لجنوب إفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية وللدول التي أعلنت مؤخرًا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيا الدول التي لم تعترف بعد إلى اتخاذ هذه الخطوة الهامة لتعزيز فرص السلام خاصة في ظل تتعرض له القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها، تستدعي في المقام الأول تدخلًا دوليًا حازمًا وحاسمًا لوقف حرب التدمير والإبادة المتواصلة، بل ومحاولات توسيع نطاقها بكل ما يعنيه ذلك من تهديد بالغ الخطورة للسلم والأمن العالميين.

من جهته، قال السفير الرفاعي، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا منذ 270 يومًا راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين تحت سمع وأبصار العالم، مشيرًا إلى أن المنظمات الدولية لم تسلم من الاستهداف ومنعها القيام بدورها الإنساني، إذ بلغ عدد الأطفال الذين استشهدو نحو 21 ألف طفل وفق تقرير “الأونروا”.

كما أكد الرفاعي، أنه لا يوجد حق قانوني لرد جيش الاحتلال على مقاومة أصحاب الأرض المحتلة الذين يواجهون إبادة غير مسبوقة وتدمير جميع وسائل الحياة كالمشافي والمدارس والمنازل والبنى التحتية لمحاولة فتح طريق التهجير القسري من داخل القطاع إلى خارجه، مضيفًا أن نقطة بداية المخطط الصهيوني الذي استهدف فلسطين كانت وعد بلفور عام 1917 حيث كان العنف أحد أهم وسائل هذا المشروع من إبادة وقتل وتدمير وتهجير.

وتابع أن الضفة الغربية أيضًا أمام تدهور قياسا بما يجري في غزة من مداهمات يومية واعتقالات وتجريف أراضي وتدمير البنية التحتية في المخيمات واجتياحات للقرى ومنع السكان من جنى محاصيلهم الزراعية، إذ تم منع 60% من جني قطف الزيتون، بالإضافة إلى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وإجراء صلوات تلمودية يشكل تحدي لكل القيم والأعراف وإدخال القرابين إلى ساحات الأقصى في خطوة استفزازية للمصلين.

وقال إننا نتطلع إلى عقد هذا المؤتمر لتحقيق الأهداف المرجوة من حصار ومقاطعة الشركات والمؤسسات المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار العدوان المتواصل على شعبنا.

ربما يعجبك أيضا