بدلًا من ضرب الناتو.. هل تشن روسيا حربًا «هجينة» على أوروبا؟

اتهامات أوروبية.. روسيا تستهدف الغرب بـ«هجمات هجينة»

محمد النحاس

تجمع هذه الهجمات في قاسم مشترك فوفقًا لمسؤولين المحليين، كلها مرتبطة بروسيا، وحسب التقرير يشير الخبراء الأمنيون إلى أن هذه الحوادث تعد جزءًا من "حرب هجينة تشنها روسيا على الغرب" على حد إدعاءاتهم.


أثار رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، جدلًا واسعًا بعد اتهامه لموسكو بالضلوع في محاولة إحراق مرآب للحافلات في براج.

وفقًا لتقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإنه رغم فشل الهجوم، أشار فيالا إلى احتمالية تورط روسيا، ما جدد المخاوف بين المسؤولين الأمنيين والحكومات في أوروبا بشأن هجمات روسية هجينة تستهدف القارة الأوروبية، في رد على انخراط دول الاتحاد في دعم أوكرانيا.

حوادث لافتة

الحادثة في براج ليست معزولة عن سياق أكثر اتساعًا؛ فقد شهدت الأشهر الأخيرة عدة هجمات مشابهة في أنحاء أوروبا، في فبراير تعرّض “متحف الاحتلال” في ريجا لحريق جراء هجوم متعمد، بحسب تقرير الشبكة الأمريكية المنشور 30 يونيو 2024.

وفي مارس، احترق مستودع في لندن، بينما اشتعلت النيران في مركز للتسوق في وارسو في مايو، كما شنت الشرطة الألمانية سلسلة اعتقالات تتعلق بتخطيط لتفجيرات وهجمات حرائق، وأطلقت السلطات الفرنسية تحقيقًا لمكافحة الإرهاب بعد اعتقال صانع قنابل مشتبه به، وفقًا لـ”سي إن إن”.

هجمات إلكترونية

لا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد جرى  الإبلاغ عن هجمات قرصنة وحوادث تجسس في دول أوروبية مختلفة، وفي تطور آخر، اتهم الاتحاد الأوروبي روسيا وبيلاروسيا باستخدام الهجرة كسلاح لدفع طالبي اللجوء نحو حدود الاتحاد.

وتجمع هذه الهجمات في قاسم مشترك فوفقًا لمسؤولين المحليين، كلها مرتبطة بروسيا، وحسب التقرير يشير الخبراء الأمنيون إلى أن هذه الحوادث تعد جزءًا من “حرب هجينة تشنها روسيا على الغرب”، على حد ادعاءاتهم.

نمط مُتكرر

ينقل التقرير عن المحاضر في الدراسات الدفاعية بجامعة كينجز كوليدج في لندن، رود ثورنتون، إيضاحه أن هناك نمطًا من الهجمات المرتبطة بروسيا، مردفًا “شهدنا زيادة في هذه الأنواع من العمليات خلال الأشهر الماضية، وهو أمر تعمل روسيا على تكثيفه”.

رغم الاتهامات، لم تعلن موسكو مسؤوليتها عن أي من الهجمات، ولم ترد على طلبات التعليق من قِبل “سي إن إن”.

صراع مع الغرب

يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحرب في أوكرانيا جزء من صراع أوسع مع حلف الناتو، كما يعتبر أن حكومة كييف “وكيل للغرب”. ومع كل زيادة في الدعم الغربي لأوكرانيا، يُصعد الكرملين من أعماله العسكرية في ميدان الصراع في أوكرانيا.

وفقًا للتقرير، أوضح ثورنتون أن روسيا تلجأ إلى هذا السلاح (التخريب) كبديل لحرب شاملة مع حلف الناتو، مشيرًا إلى أن “روسيا تسعى لتجنب مواجهة الناتو لأنها تعلم أنها ستخسر”، وبالتالي، تجري روسيا أنشطة لا تضعها في صراع مسلح مع الحلف، متجنبةً تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تعتبر أي هجوم على عضو في الناتو هجومًا على جميع الأعضاء، وبالتالي يجري تفعيل “الدفاع المشترك”.

ربما يعجبك أيضا