برعاية صينية.. هل تستعد طهران لاتفاق مؤقت مع واشنطن؟

يوسف بنده
هل تستعد طهران لاتفاق مؤقت مع واشنطن

مع توقف المفاوضات النووية، واجهت إيران أزمات سياسية واقتصادية حادة، تدفعها نحو البحث عن تخفيف حدة العقوبات مع الغرب عبر نافذة الحوار النووي.


بعد تفعيل اتفاق المصالحة الإيرانية السعودية، تبدو أنظار طهران متجهة نحو إتمام المحادثات النووية مع القوى الغربية.

وتتمسك إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالنهج الدبلوماسي كأفضل طريقة لمعالجة الأزمة النووية مع إيران.

ويبدو أن نجاح الصين في الوساطة بين طهران والرياض، قد يدفع لدور جديد للوساطة بين واشنطن وطهران، بجانب دور سلطنة عمان.

2023041722131383918267345 e1681902692718

وزير الخارجية الإيراني يتلقى اتصالًا من نظيرته البلجيكية

اتصالات متزامنة

أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، الاثنين الماضي، اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره العُماني، بدر البوسعيدي. وحسب صحيفة دنياي اقتصاد الإيرانية، فإن الاتصال قد تناول سفر سلطان عمان المزمع إلى إيران. وكذلك اتفاق المصالحة مع السعودية والعلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي ومسألة رفع العقوبات الغربية.

وتزامنًا مع هذه المحادثات، تلقى عبداللهيان اتصالًا من نظيرته البلجيكية، حجة لحبيب، تناول القضايا القنصلية ذات الاهتمام المشترك، حسب بيان الخارجية الإيرانية.

احتمالات لتبادلات مشتركة

حسب تقرير صحيفة دنياي اقتصاد، اليوم الأربعاء 19 إبريل 2023، يوجد احتمال لأن تسلم إيران لبروكسل عامل الإغاثة البلجيكي، أوليفييه فانديكاستيل الموقوف في إيران منذ فبراير 2022، وفق معاهدة لتبادل السجناء باتت نافذة بين البلدين.

اقرأ أيضًا: قلق إسرائيلي من «اللهجة الأمريكية» تجاه إيران.. وحديث عن اتفاق نووي مؤقت

ويأتي ذلك في مقابل إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني، أسدالله أسدي الموقوف في بروكسل والمدان بالتخطيط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.

ويمكن أن تلعب سلطنة عمان دور وساطة في عملية التبادل هذه، مثلما فعلت من قبل مع السجناء الأوروبيين والأمريكيين، التي حصلت طهران في مقابلها على مكاسب اقتصادية وتخفيف للعقوبات.

7fc7b73ae78c465692434043fa4a435fa110dc21 3000x2000 1

اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع في اليابان

اتفاق مؤقت

أعادت تغريدة لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، 17 إبريل، الحديث عن رغبة واشنطن في عقد اتفاق مؤقت مع إيران، فقد غرد بلينكن، خلال مشاركته في اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع، في اليابان، بأن هذه المجموعة تروج لخفض التصعيد والدبلوماسية المصحوبة بالردع، في سياسة موحدة تجاه إيران.

وحسب وكالة آنا الإيرانية، 18 إبريل، فقد أكد البيان الختامي لهذه المجموعة، أن إيران “يجب ألا تحصل أبدًا على أسلحة نووية”. وطالب الوزراء طهران بالوفاء بالتزاماتها في مجال معاهدة حظر الانتشار النووي.

ومن أجل تقليل التوتر، دعت المجموعة إيران إلى التنفيذ الكامل وغير المشروط للتفاهم الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي، خلال زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى طهران.

اقرأ أيضًا: اتفاق نووي مؤقت.. هل تتعطل زيارة سلطان عمان لطهران؟

993

مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، باربرا ليف

وساطة صينية

على غرار دور الصين للوساطة في المصالحة بين إيران والسعودية، وحسب صحيفة آرمان امروز، اليوم الأربعاء، فإن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، فإن الصين قد تلعب دور وساطة أخرى بين واشنطن وطهران، خاصة أن مصالح الصين الاقتصادية مع إيران معطلة بسبب العقوبات الغربية.

وحسب تقرير الصحيفة، فإن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبكين تزامنًا مع لقاء وزيري الخارجية الإيراني والسعودي هناك، مؤشر على احتمال ظهور دور للصين في الحوار بين إيران والغرب، أو التوصل إلى اتفاق مؤقت بين إيران وأمريكا خارج مفاوضات مجموعة التفاوض الدولية 5+1، التي تهدف إلى العودة إلى اتفاق عام 2015 النووي.

اقرأ أيضًا: خامنئي يغازل أوروبا.. هل يمهد لعودة المفاوضات النووية؟

نووي إيران

مجموعة التفاوض الدولية 5+1

ملامح الاتفاق

يبدو أن إيران قد استفادت من سياسة خفض الالتزام النووي والوصول إلى مستوى تخصيب 60% من أجل الضغط على القوى الغربية، بما يدفعها إلى اتفاق يقبل باحتفاظ إيران على مكتسباتها النووية عند الحد الأدنى.

وحسبما نقل موقع تازه نيوز الإيراني، 16 إبريل، عن أستاذ العلوم السياسية، ناصر هاديان، فإن هذا الاتفاق المؤقت سيأتي في إطار السياسة التي تتبعها إيران، خطوة تقابلها خطوة. وأوضح هاديان، أن التوقف سيقابله التوقف من أجل وقف التصعيد.

وإيران ستتوقف عن الاستمرار في سياسة خفض الالتزام النووي في مقابل توقف الغرب عن فرض المزيد من العقوبات، وكذلك، فإن إيران ستمنح المفتشين الدوليين المزيد من الصلاحيات مثل إعادة تشغيل كاميرات المراقبة، في مقابل أن تحصل على بيع المزيد من النفط أو البتروكيماويات بما يدعم اقتصادها المتعثر.

اقرأ أيضًا: بسبب عقدة أوكرانيا.. هل تسعى إدارة بايدن لاتفاق مؤقت مع إيران؟

ربما يعجبك أيضا