«برلماني الظل».. من هو الفائز في الانتخابات الأوروبية بفرنسا؟

عبدالمقصود علي
جوردان بارديلا

حقق الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني نتيجة تاريخية في الانتخابات الأوروبية بقيادته لليمين المتطرف ليحصد أكثر من 31% من الأصوات في فرنسا.

وإذا كان حزب الجبهة الوطنية قد حقق بالفعل نتائج جيدة للغاية في الانتخابات الأوروبية لعام 2019، بنسبة 23% من الأصوات، فقد تقدم حينها بنقطة واحدة فقط على القائمة الرئاسية، لكن هذه المرة حصلت قائمة جوردان بارديلا على ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها تحالف إيمانويل ماكرون.

ابن مهاجر إيطالي

سيكون رئيس التجمع الوطني، (28 عاما)، مرشح حزبه اليميني المتطرف لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا، على ما أعلن نائبه، سيباستيان شونو، الاثنين 10 يونيو 2024 إذا فاز في الانتخابت المبكرة التي دعا  إليها ماكرون.

ولد هذا عام 1995 في إحدى ضواحي باريس لمهاجر إيطالي، ومتأثرًا بأعمال الشغب العنيفة التي شهدتها الضواحي الفرنسية عام 2005، دخل السياسة في سن السابعة عشرة، وانضم إلى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف (الجبهة الوطنية الآن)، الذي كان يقوده في ذلك الوقت جان ماري لوبان.

جوردان بارديلا

جوردان بارديلا

حصل على البكالوريا الاقتصادية والاجتماعية (ES) في سان دوني بمرتبة الشرف، بحسب مجلة “جالا” الفرنسية، وبعد ذلك بدأ دراسة الجغرافيا بجامعة السوربون.

استمر صعود بارديلا في مارس 2018، عندما أصبح المدير الوطني للجبهة الوطنية للشباب، حيث ترك دراساته في الجغرافيا ليتفرغ للسياسة، وانتخب عضوا إقليميًا في مجلس إيل دو فرانس، وعين كمتحدث رسمي، ونائب رئيس الحزب بعد ذلك، قبل أن يقود قائمة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية عام 2019.

مليون متابع على تيك توك

في يونيو 2019، أصبح بارديلا النائب الثاني الجديد لرئيس حزب التجمع الوطني وبعد شهر، عين عضوا في البرلمان الأوروبي عن عمر يناهز 23 عاما.

انتخب في نوفمبر 2022، رئيسًا لحزب اليمين المتطرف خلفًا لمارين لوبان، ثم عين للمرة الثانية على التوالي رئيساً لقائمة التجمع الوطني في الانتخابات الأوربية، وقاد حزبه إلى أفضل نتيجة في تاريخه.

يعتبر جوردان بارديلا أول شخص يترأس حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة وهو ليس من عائلة لوبان، وبما انه لديه أكثر من مليون متابع على تيك توك، يثبت شيئا فشيئا أنه مصدر قوة كبير في جذب الشباب للتصويت للحزب اليميني المتطرف.

وتحت رئاسته استطاع التجمع الوطني في الفوز خلال الانتخابات الأوروبية بفارق كبير بحصوله على 31,36% من الأصوات متقدما على الغالبية الرئاسية التي حصلت على 14,6% والحزب الاشتراكي مع 13,83%، وفق قناة “يورو نيوز” النسخة الفرنسية

ودفع هذا الفوز الساحق لليمين المتطرف، ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة تجرى دورتها الأولى في 30 يونيو الحالي والثانية في السابع من يوليو المقبل.

“برلماني الظل”

في إطار طموحه للوصول إلى السلطة بفرنسا وحرصًا على تحسين صورته، نأى حزب الجبهة الوطنية ورئيسه بأنفسهما عن الحليف الألمانيا حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، معلنين أنهما لن يجلسا بعد الآن في نفس المجموعة بالبرلمان الأوروبي، بعد سلسلة من الخلافات.

لم يبرز جوردان بارديلا، في البرلمان الأوروبي خلال الفترة الماضية لأنه لم يبادر بتقديم أي تقرير برلماني، كما يغيب عن ثلاثة أرباع اجتماعات لجنته البرلمانية.

يتهمه منتقدوه بإنفاق الكثير من الوقت في تحسين صورته العامة على حساب قضايا سياسية حاسمة، ووصفته عضو البرلمان الأوروبي اليساري المتطرفة مانون أوبري بأنه “برلماني الظل “.

ربما يعجبك أيضا