بريد الكراهية.. يوم عقاب المسلم في بريطانيا

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

“يوم عقاب المسلم”.. هكذا كان عنوان رسالة كراهية مجهولة، طويت في مغلفات بيضاء، وتلقاها البريطانيون في منازلهم في مطلع الأسبوع الجاري، في شرق العاصمة البريطانية، خاصة في مقاطعة ويست يوركشير، ومدينتي لندن وبرمنغهام، وأيضًا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، وحثت على العنف والكراهية ضد المسلمين في بريطانيا وحددوا يوما لهذا الحدث، وهو 3 أبريل المقبل، ما أثار موجة من المخاوف والقلق، وتسببت في إجراء تحقيق وطني لمكافحة الإرهاب.

نص الرسالة 

جاء نص الرسالة كالآتي: “إنهم آذوك، لقد جعلوا أحباءك يعانون، تسببوا في الألم ووجع القلب، ماذا ستفعل إزاء ذلك، هل أنت نعجة مثل الغالبية العظمى من السكان، النعاج يتبعون الأوامر وبسهولة يُقادون، إنهم يجعلون الغالبية البيضاء من أمم أوروبا وأمريكا الشمالية يُحكمون من قبل هؤلاء، الذين لا يرغبون في شيء سوى إيذائنا وتحويل ديموقراطياتنا إلى حكم الشريعة، أنت وحدك من يمكنه المساعدة في حصار وتطويق ذلك، أنت وحدك من لديه القوة، لا تكن نعجة”.

جوائز للأكثر عنفًا

ووضعت الرسالة نظام نقاط معينة لإلحاق الأذى بالمسلمين في هذا اليوم، وهو ما يشبه نظام المكافآت بالنقاط، للاعتداءات اللفظية ونزع الحجاب، وضرب المسلمين وتعذيبهم، إضافة إلى تفجير المساجد، وتتراوح النقاط بين 10 و2500، فمن يهين مسلمًا بشكل لفظي يحصل على الحدّ الأدنى من النقاط وهو 10، ومن ينزع غطاء رأس لإمرأة مُحجبة يحصل على 25 نقطة، أما في حالة رمي الأسيد على وجه مسلم فيحصل الشخص على 50 نقطة، وفي حالة تعذيب مسلم بالصاعق الكهربي فيحصل على 250 نقطة، في حين تُحتسب له 500 نقطة إذا أطلق النار عليه أو ضربه بسكين أو صدمه بسيارة، و1000 نقطة تكون من نصيب من يقوم بتفجير مسجد، فيما كانت المكافأة الأكبر لمن يضرب مكة بالسلاح النووي، حينها يكون قد سجّل 2500 نقطة.

الشرطة تحقق في رسائل الكراهية

بدأت الشرطة البريطانية في التحقيق بشأن رسائل الكراهية، وقالت عضوة البرلمان البريطاني عن حزب العمال ناز شاه -عبر صفحتها على “فيس بوك”- إن “رسالة الكراهية المزعجة” عنوانها “يوم عقاب المسلمين”، مؤكدة أن محتوى الرسالة يثير بشدة قلق مستلميها والمجتمع.
وقالت أنغيلا ويليامز -مساعدة رئيس شرطة ويست يوركشاير- إن الشرطة تتعامل مع هذه الرسائل بجدية شديدة، مضيفة أنه “يتم فعل كل ما هو ممكن من أجل الوصول إلى المسؤولين عنها”، وتابعت بالقول: “نحن أقوى معًا عندما نقف سويًّا كشخص واحد ولن ننقسم”.

Tell MAMA تطمئن المسلمين

وكانت منظمة “Tell Mama” التي ترصد الأنشطة المعادية للمسلمين في بريطانيا، تلقت بلاغات من أشخاص في برادفورد، وليستر، ولندن، وكارديف، وشيفيلد تفيد بتسلمهم هذا الخطاب، وقالت إيمان عطا، مديرة المنظمة، إن هذه الخطابات “بثت الرعب في المجتمع”، مؤكدة أنها أثارت العديد من التساؤلات التي لم تكن موجودة من قبل لدى الناس الذين أبدو شكوكًا حول ما إذا كانوا “في أمان، وهل يمكن لأطفالهم اللهو خارج المنزل بأمان”، وأضافت: “طلبنا منهم الحفاظ على الهدوء والاتصال بالشرطة إذا تلقوا أيا من هذه الخطابات”.

وقالت المنظمة -عبر حسابها الرسمي على  تويتر- “يوم معاقبة المسلمين… ما زلنا نتلقى تقارير عن رسائل وردت في جميع أنحاء البلاد، وتأتي الآن في هيئة أرقام مزدوجة، يُرجى الإبلاغ عنها إلينا في Tell Mama أو الاتصال بـ101، نحن نعمل مع قوات الشرطة للتعامل مع هذه الحملة الكيدية”.

ردود أفعال رافضة لرسائل الكراهية

جاءت ردود أفعال البريطانيين رافضة لرسائل الكراهية التي تلقوها، ووصفوا الحملة بأنها مرعبة ومقرفة، وقاموا بتدشين هاشتاج على موقع التدوين المصغر تويتر يحمل اسمًا “الحب لا الكراهية”، وقاموا بنشر رسائل مضادة لتلك رسائل الكراهية.

وقد شهد العام الماضي في بريطانيا وتيرة متصاعدة في جرائم الكراهية ضد المسلمين، بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة في بريطانيا وأوروبا بشكل عام، حيث سجلت مدينة لندن العام الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في عدد هذه الجرائم بنسبة 40%، في حين أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن عدد الجرائم الموجهة ضد المسلمين ومساجدهم في ذات العام بلغت حوالي 950 هجومًا، حسب ما ذكر “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”.

ربما يعجبك أيضا