بريطانيا تكشف عن مراجعة لسياستها الخارجية وتحذر من تحركات روسيا والصين

شيرين صبحي
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك

رغم أن بريطانيا قالت إن التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادي "يمكن أن يكون له عواقب عالمية أكبر من الصراع في أوكرانيا"، لكنها ترى أن روسيا لا تزال تشكل التهديد الأخطر.


حذرت الحكومة البريطانية، اليوم الاثنين 13 مارس 2023، من شراكة الصين العميقة مع روسيا، وتعاون موسكو المتزايد مع طهران في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

ووصفت بريطانيا الصين بأنها تمثل تحديًّا للنظام العالمي، وذلك في تحديث لإطار سياستها الخارجية نشرته اليوم، والذي أعلن أن أمن البلاد يتوقف على نتيجة حرب أوكرانيا. جاء ذلك تزامنًا مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

موقف لندن تجاه بكين وموسكو

قال رئيس الوزراء البريطاني إن المراجعة المتكاملة البريطانية التي صدرت للمرة الأولى منذ عامين فقط، جرى تحديثها لمراعاة الأحداث، مع تشديد اللهجة والمواقف تجاه بكين وموسكو، وفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز.

لكن قرار عدم وصف الصين بأنها تهديد من المرجح أن يخيب آمال كثيرين في حزب المحافظين الحاكم بزعامة سوناك، والذين يعتقدون أيضًا أن تعهده بزيادة الإنفاق الدفاعي بخمسة مليارات جنيه إسترليني (6 مليارات دولار) غير كاف لدعم أوكرانيا وسيجعل بريطانيا عرضة للخطر.

التغيير الجيوسياسي وتأثيره على بريطانيا

كتب سوناك في مقدمة المراجعة المتكاملة: “ما لم يكن من الممكن توقعه بالكامل في عام 2021 هو وتيرة التغيير الجيوسياسي ومدى تأثيره على بريطانيا وشعبنا”.

وأضاف أنه “منذ ذلك الحين، تهدد الحرب الروسية الأوكرانية، واستخدام إمدادات الطاقة والغذاء سلاحًا، والخطاب النووي غير المسؤول، إلى جانب موقف الصين الأكثر عدوانية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، بخلق عالم يتسم بالخطر والاضطراب والانقسام”.

ارتباط الصين بالقضايا العالمية

قال وزير الخارجية جيمس كليفرلي أمام البرلمان، اليوم الاثنين 13 مارس 2023، إن حجم الصين وأهميتها يجعلاها مرتبطة “بكل قضية عالمية تقريبًا”.

وأضاف: “لا يمكننا أن نتجاهل السلوك العدواني المتزايد عسكريًّا واقتصاديًّا للحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك تأجيج التوترات عند مضيق تايوان”.

زيارة سوناك إلى كاليفورنيا

جرى الإعلان عن التحديث ليتزامن مع زيارة سوناك إلى سان دييجو بولاية كاليفورنيا للاتفاق على الخطوات التالية في اتفاقية دفاعية تاريخية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز.

وسيشمل الإنفاق الدفاعي الإضافي البريطاني، تخصيص 3 مليارات جنيه إسترليني للمشروعات النووية، بما يشمل مساعدة أستراليا في بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية للمرة الأولى، كجزء من الجهود لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

بريطاتيا تفضل التفاهم مع الصين

جاء في المراجعة المحدثة أن “الصين في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني، تشكل تحديًّا للعصر له تداعيات على كل مجال تقريبًا من مجالات السياسة الحكومية والحياة اليومية للشعب البريطاني”.

وبينما أوضحت المراجعة أن بريطانيا ستكثف إجراءات حماية الأمن القومي وتعزز العمل مع الشركاء في المنطقة، قالت الحكومة إنها لا تزال تفضل تحسين التعاون والتفاهم مع بكين.

التهديد الروسي

رغم أن بريطانيا قالت إن التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادي “يمكن أن يكون له عواقب عالمية أكبر من الصراع في أوكرانيا”، لكنها ترى أن روسيا لا تزال تشكل التهديد الأخطر.

وأضافت أن “ما تغير هو أن أمننا الجماعي الآن مرتبط بشكل جوهري بنتيجة الصراع في أوكرانيا”.

الحرب الروسية الأوكرانية

توالت التعهدات من بريطانيا ودول غربية أخرى بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا هذا العام مع وعود بإرسال دبابات وعربات مدرعة إضافة إلى أسلحة طويلة المدى.

وقالت المراجعة إن “تعزيز الصين لشراكتها مع روسيا وتعاون روسيا المتنامي مع إيران في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية هما تطوران يثيران قلقًا شديدًا”.

زيادة الإنفاق الدفاعي

مع تعرض سوناك لضغوط لتقديم المزيد لمساعدة وزارة الدفاع على مكافحة التضخم وإحلال الأسلحة التي أُرسلت إلى أوكرانيا، سيخصص رئيس الوزراء ملياري جنيه إسترليني لتجديد وزيادة مخزونات الأسلحة التقليدية والاستثمار في البنية التحتية للذخائر.

وأشار إلى “التطلع” لزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 2.5 % من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل.

ربما يعجبك أيضا