بريق من نوع خاص.. مسابقات جمال المايا في جواتيمالا

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“يشكل فن صناعة النسيج جزءًا من هوية المايا، ولكن في الوقت الحاضر، تحل الأقمشة المطبوعة الرخيصة محل منسوجات أجدادنا المنسوجة يدويًا، هذه هي الطريقة التي تقتل بها الرأسمالية ثقافتنا وتمنعنا من وضع قلبنا في كل قطعة فنية ننتجها”، هكذا رددت أنجليكا كاردونا، إحدى المرشحات لمسابقة ملكة جمال المايا في جواتيمالا، وبدت كلماتها وكأنها صرخة احتجاج.

تشبه مسابقة جمال المايا، مسابقة ملكة جمال الكون ولكنها تختلف عنها في نواح كثيرة، هناك تيجان تُمنح للفائزات، ولكنها مزينة برسومات ورموز المايا بدلاً من الجواهر اللامعة، وهناك مرشحان يتباهن بأفضل فساتينهن، لكنها صنعت من قماش منسوج يدويًا مع رسومات وتصاميم مميزة لقراهم بدلاً من الحرير أو الساتان، كما أن هناك لجنة تحكيم، لكن قرارها يستند إلى معرفة المرشحات بثقافة السكان الأصليين والقدرة على إلقاء خطاب قوي وهادف بدلاً من جمالهن الخارجي فقط.

لا بد أن كلمة أنجيليكا، التي قُدمت باللغتين الإسبانية ولغة مام الأصلية، وهي واحدة من حوالي 20 لغة من لغات المايا المستخدمة في جواتيمالا، قد أعجبت لجنة التحكيم لأنها حصلت على المركز الثاني.

وبحسب صحيفة “الجارديان”، جرت المسابقة على مشارف مدينة جواتيمالا، وهي واحدة من أكثر من 1000 حدث من هذا النوع، يتم عقدهم كل عام في المدن والبلدات والقرى والمدارس في جميع أنحاء البلاد، حيث يشكل المايا ما لا يقل عن 40 ٪ من المجتمع الجواتيمالي، ويتنافس المرشحات عادة قبل بضعة أيام أو أسابيع من احتفالات العيد السنوي، حتى تتمكن الملكة المنتخبة حديثًا من إظهار تاجها أثناء الاحتفالات.

وبدأ تنظيم هذه المسابقات الأولى في عشرينيات القرن الماضي، وفي الوقت الحاضر يعتبر الفائزون سفراء لمجتمعاتهم، ويزورون مدنًا أخرى أثناء انتخاباتهم ويمثلون مجتمعاتهم ويرتدون الزي التقليدي، وغالبًا ما يلقون خطبًا حول مواضيع مثل حقوق المرأة أو التمييز.

تقول ليلي إيكسكوتز سالوج ، ملكة 2017-2018 من قرية شاكييا وبلدية سولولا “عادة ما يتم دعوتي من قبل العائلات لحصور احتفالاتهم، كما يطلب مني أن ألقي كلمة أمام بناتهن لأشجعهن على البقاء في المدرسة، كما أشجع البعض على تنظيم فصول محو الأمية للأطفال وورش عمل للنساء البالغات حول العنف المنزلي، والذي يؤثر على العديد من المجتمعات”.

قامت سارة إليزابيث ميسيا إحدى المرشحات، بتسجيلات لمحطة تلفزيون محلية لرفع مستوى الوعي بالتلوث المتزايد للبحيرة المحلية، وهو أمر حيوي لاقتصادها المعتمد على السياحة.

 كما تعد ماريلي لوبيز، إحدى المرشحات من مقاطعة هيويتينانغو، لوحة ضخمة لإظهار التنوع العرقي في منطقتها، حيث يتم التحدث بما يصل إلى تسع لغات أصلية، وتعترف قائلة: “لا يزال أهالي المايا يعانون من التعليقات والمواقف العنصرية هنا، وخاصة في عاصمة القسم المقاطعة وهذا شيء نأمل في تغييره”.

تقول الصحيفة، إن المرشحات الفائزات يمثلن مجتمعاتهن، ولكن لا يحصلن على أي دعم من السلطات المحلية، ومعظمهن لا يتلقين أي مقابل مادي حتى لتغطية نفقات السفر إلى مدن أخرى، وعليهن الاعتماد على دعم أسرهن، ما يجعل بعض الآباء يترددون في بعض الأحيان عندما تتلقى بناتهن دعوة للمشاركة في المسابقات.

تقول سارة إليزابيث ميسيا، التي اضطرت إلى التخلي عن وظيفتها في أحد المطاعم لتكون ملكة، إن العمل والدراسة وخدمة مجتمعي في نفس الوقت شيء ضروري لكنه مسؤولية كبيرة، وعائلتي فخورة ويدعمونني”.

تسود مشاعر مماثلة في معظم العائلات، كونك ملكة قد يكون عبئًا، ولكنه أيضًا تجربة لمرة واحدة في العمر، في المجتمعات المحافظة والأبوية، يحصل عدد قليل من النساء على فرصة للسفر في جميع أنحاء البلاد أو لإيصال صوتهن للجميع.

هذا شيء يفخر به ماتياس سالوج – والد ليلي إيككوتزيج، ملكة تشاكيجيا وبلدية سولولا 2017-2018، يقول ماتياس أنه كان علينا التخلي عن جزء من حقل الذرة الخاص بنا لدعم ليلي، لقد نجحنا في ذلك، ويمكن أن تصل ابنتي إلى المسابقة النهائية برأس مرفوع”.

ربما يعجبك أيضا